متابعة // هند على الهوني
قوة الإحساس والتعبير عنه بالجسد في ورشة " الإيماءات في نحت الجسد الشعري "
هي أن تقودك مشاعرك على خشبة المسرح. الممثل محمد الطيب
هذا النوع من التدريبات الفنية منتشر عالميا ونحن في حاجة تطويره داخليا ... الممثل عبد الله بوشعالة
هناك دروس في هذه الدورة لم تكن في السابق من ناحية الليونة والخفة على الخشبة وسوف استفيد منها في تطبيقها بالأعمال القادمة... الممثلة روز صالح
كان من أهم الورش التي صاحبت المهرجان المسرحي ورشة الإيماءات في نحت الجسد الشعري والتي قدمتها الأستاذ هناء الوسلاتي – ممثلة ومخرجه من تونس لها العديد من المسرحيات الغنائية الراقصة ، شاركت في أداء اوبريت مع الفنان لطفى بوشناق ، اوبريت للأطفال ، تميزت بالتنوع بين صنوف الفن ( الرقص - الغناء – التمثيل المسرحي - الإخراج ) عندها مشاركات في مجال التدريب ولجان التحكيم ، متحصله على العديد من الجوائز في مجالها
تستهدف الورشة الاشتغال والبحث في مسرح الإيماءات الذي يًسهم بشكل كبير في نحت جسد الممثل ، موضحة بالقول " سنعمل على كيفية ولوج المحور في كامل أجزاء الجسد المنفصلة مع تنوع الحركة حتى يولد الجسد للمعنى والإيقاع ، لابد أن تكون هذه الإيماءات حسية تفاعلية وليست ميكانيكية حتى يستطيع الممثل من التعبير بشكل مقنع ، في نفس الوقت على الممثل أن يؤدي الإيماءات بالتفكير بجسده ليصبح الجسد طاقة فكرية يقطع النظر على ملكة العقل المولد للأفكار والتي بموجبها يتحرك الجسد . من تلك الإيماءات اهداء الجسد طريقته التعبيرية التي قد تتجاوز حدود العقل ، كذلك على الممثل المفكر الفاعل والمتفاعل أن يملأ الفضاء بحركاته الفكرية والحسية التي تنتج الإيقاع الداخلي للجسد ، والخارجي للوضعية ولمحور العمل "
- الممثل عبد الله بوشعالة الذي جسد عدة أعمال وشارك في مهرجانات عربية كما تلقى تدريب سابق مع الأستاذة هناء الوسلاتي في تونس وعن الإضافة التي كانت في هذه الورشة ( الإيماءات في الجسد الشعري ) يقول " طبيعة العمل المسرحي تتطلب التأهيل باستمرار وقد حققت هذه الورشة الفائدة من خلال معرفة تنسيق الجسد والتماهي مع الموسيقى ، مهارة التعبير بالرأس فقط واليدين بمعنى إيصال الاحساس للمتلقي دون النطق مثل ( الأكل ، الحزن ، الخوف ، الغرق ) ما نعمل على تعلمه لغة بصرية يشاهدها المتلقي وننقل له نحن الممثلين الإحساس بها . هذا النوع من التدريبات الفنية منتشر عالميا ونحن في حاجة تطويره داخليا والأخذ به والتمرس فيه. لقد عملت سابقا مع أساتذة متمكنين في لغة الجسد ولا زلت أطمح في هذا المجال.
بالتأكيد سوف ينعكس ما تلقيته من التدريب في أعمالي القادمة سواء درامية باللغة الفصحى أو الشعبية المحكية بالعامية وأستطيع أن نضرب مثال عن مسرحية المرياع الذي قدمت باللغة العربية الفصحى وتجسيد الفنان حسين العبيدي المتميز وهو يمارس لغة الجسد.
- الممثلة روز صالح خريجة كلية الأعلام من قسم مسرح وسينما الذي خاضت العديد من التدريبات وشاركت في مهرجانات عربية ودولية. تقول " لقد اجتمعت في عمل مسرحي سابق مع الاستاذة هناء عُرض بولاية باجه في تونس، كما شاركت في نفس التدريب pantomim وهو الأداء الصامت، يضيف هذا النوع من التدريبات مرونة للجسد وتوحيد النفس مع الجسم علي خشبة المسرح مما يمنح اللياقة اللازمة للفنان قبل وأثناء العرض، تعلمت كيف أكون العناصر الأربعة (نار. ماء. هواء. تراب) او مهارة تقمص كائن حي كالحيوانات مثلا لان لكل شيء دلالة على خشبة المسرح. لغة الجسد مهمة للممثل في كل أشكال الفن (مسرح. تلفزيون. سينما) بينما على الركح مهم جدا لان التواصل مباشرة بين الفنان والجمهور.
في هذا النوع من الأداء يجب ان الإحساس صادق وقد جسدت Mim في عمل بعنوان " صور في الذاكرة" والان استعد للعمل جديد بعنوان " شيزوفرينيا" مدمج فيه mim. ممتنه لهذا التدريب لانه ارجع شغفي بالعمل المسرحي بعد رحلة علاج من الكانسر
الممثل الصاعد محمد الطيب يشارك بالقول " قامت الأستاذة هناء الوسلاتي بتهيئة للجسم عامة ومن ثم بدأت بتمارين حتى نحصل على مرونة لكل أعضاء الجسد وبينت كيف يتصل الجسد بالإحساس دون حديث، لقد استطعت من خلال هذا التدريب خوض تجربة Mime وهو فن التمثيل الصامت على خشبة المسرح بغرض التعبير الحركي والحسي عن حالة ما بدون استعمال النطق أي النص، رفقة الإضاءة والموسيقى في بعض الأحيان. هذه الورشة أضافت لي مهارات تؤهلني للعمل المسرحي في شتى الأدوار وسوف أكون مستعد لأي دور يتطلب هذا الفن والمشاركة به في مهرجانات خارجية.
تطبيق البيداغوجي بهوية ليبية على قصة غابرييل ماركيز في ورشة الأستاذ علي اليحياوي
يقدمها الأستاذ علي اليحياوي – خريج المعهد العالي للفن المسرحي بتونس 1994م ، مدير إداري وفني بمركز الفنون الدرامية والركحية تطاوين ، أخرج 7 أعمال مسرحية وجسد على الركح 3 عروض مسرحية ، قام بتأليف نصين مسرحيين للأطفال واقتبس 6 نصوص أخرى لأعمال فنية ، شارك في 12 عرض بتقنية الرسم بالرمال ، وعملين للسينما ، كما صدر له نص " راعي الصحراء " عام 2022
المخرج علي اليحياوي الذي كان من المقرر تقديم ورشة بعنوان " التشخيص بين القول والفعل " التي تناسب فرق التمثيل جاء الحضور من الكتاب والمخرجين والأساتذة الاكاديميين فتغير مسار التدريب إلى مسرحت الرواية وهي تحاكي موضوع المحاضرة التي ألقاها في البرنامج الثقافي للمهرجان متخذا من رواية نزيف الحجر للروائي إبراهيم الكوني نموذجا من أحد أعماله ، يقول السيد اليحياوي " فضلت أن يأخذ التدريب نفس المساق ففي هذه الورشة كان هناك العديد من المقترحات التي أطلعنا عليها ومن ثم أستقر العمل على قصة للروائي غابرييل ماركيز ( أجمل غريق في العالم ) من أجل تقديمها في الختام على شكل قراءة مسرحية الهدف منها إشراك المتلقي في اتجاه البيداغوجي ( مراحل تحويل القصة إلى مسرحية ) ويتم تفسير مراحلها داخل العرض . أما عن القراءات المسرحية هي شكل موجود في العالم يصاحبه الموسيقى أو إشارات ركحيه للسامعين من أجل فهم مناخ القصة، سوف يأخذ هذا العرض الهوية الليبية بحكم أن المنفذين شخصيات ليبية وتم تجسيده من خلال تدريب على هامش فعاليات مهرجان بنغازي للفنون المسرحية.
- الكاتب والمخرج توفيق قادربوه أحد متدربي الورشة يسجل انطباعه عن ما تناوله التدريب بالقول " حاول الأستاذ علي اليحياوي أن يأخذ رواية " أجمل غريق في العالم " للروائي غابرييل ماركيز ويشكلها في أكثر من أتجاه ، أن نكتب من الطبقة الأولى تفاصيل النص وهو ليس تطبيق كامل للنص وإنما فلسفة فحوى النص بينما البنية العامة للرواية موجودة ، ما نقوم به في الورشة ( انليبو في عمل ماركيز ) مع التأكيد على أن الهدف الرئيسي أن هذا الغريق جاء ليغير القرية من الرتابة إلى جمالية أدركتها النساء خاصة ، حاولنا العمل على جوقات شعرية وغنائية وحوارات عدة .
هذه التجربة الأولى بالنسبة لي ككاتب مسرحي العمل على تحويل قصة إلى مسرحية لان جُل أعمالي من بنات أفكاري وشذرات خاصة. هذا الأمر قد يتيح لي تكرارها في الأعمال القادمة.
الأكاديمي في مجال المسرح الأستاذ طارق الجحاوي أعتبرها تجربة غنية ومحفزة وأضاف " لقد ساهمت هذه الورشة في تعميق الفهم للتمييز بين الكلمات التي تُقال والإجراءات التي تُنفذ، وهو موضوع جوهري في الأدب والمسرح. استطعنا فهم النصوص بشكل أعمق، من خلال تحليل الشخصيات والدوافع. وفتح النقاش حول النصوص وموضوعاتها، مما أتاح تبادل الآراء والأفكار. حيث جاءت النصوص المختارة من أعمال ماركيز لتثري النقاش، في تناول مواضيع مثل الحب، السلطة، والفقد.
تم قراءة النصوص بشكل جماعي، مع تحليل مفصل لكل شخصية وأفعالها، مما أعطى فهمًا أعمق للأبعاد النفسية والاجتماعية. كانت هناك مشاركة فعالة من قبل جميع المشاركين، حيث قدّم كل منهم رؤى مختلفة حول النصوص. تباين الخلفيات الثقافية والمعرفية للمشاركين قد أثر على مستوى النقاش وكانت بعض الفقرات بحاجة إلى مزيد من الوقت لتعميق الفهم.