لم تعد المرأة في ليبيا تمثل دورا صوريا وشكليا أثناء تواجدها في الوزارات أو الإدارات العليا بل أصبح دورها فاعل وذو أهمية ويؤخذ على محمل الجد، لكن لازالت هناك نظرة شائعة تحاول ترسيخ دورها الصوري فقط لا غير.
يرى كثيرون من الليبيون أن وجود المرأة في الوزارات والمناصب العليا إنما هو وجود صوري وأنها مجرد شكل يشغل مقعدا في هذه الإدارات، فيما ترى النساء أن وجودهن فاعل ولهن وزنهن وصاحبات سيادة وقرار وهذا ما أكدت عليه الناشطة في المجتمع المدني آية اللبيدي وقالت أن وجود المرأة في المناصب العليا والقيادية مهم جدا، حيث وصلت لما تطمح له من خلال توليها لهذه المناصب، وفي السنوات الأخيرة أصبح لها دور فاعل جدا في اتخاذ القرارات وابداء الرأي، وأشارت إلى أن حتى تواجدها في مجلس النواب كان بارزا من خلال الأدوار التي تقوم بها.
وأوضحت آية إلى أنه على الرغم ما تتعرض له المرأة في ليبيا من هجوم عليها أثناء ممارستها لعملها خاصة التمييز الجندري، والتحيز الكامل للرجل، ولكن هذ لا يمنعها من التطلع والتعلم والتدريب حول المناصب مستقبلا، وهذا بالتأكيد له تأثير إيجابي على المجتمع بصفة عامة، وجود المرأة حاليا في المناصب العليا يشجع الفتيات في مقتبل العمر، للتعلم والتدريب أكثر والاجتهاد للوصول إلى الإدارات العليا.
وأضافت آية أنه من خلال انخراطها في المجتمع المدني فهي ترى أن وجود المرأة في الوزارات والمناصب العليا، مهم جدا واتضحت هذه الأهمية بعد عام 2011م، وهناك أمثلة كثيرة على النساء الناجحات في هذا المجال، في وقتنا الحالي مثل الوزيرة انتصار العبود وزيرة شؤون المرأة، وكذلك النائبة عائشة الطبلقي عضو مجلس النواب لها دور فاعل وواضح في ابداء الآراء، ولدينا اللواء نعيمة العريبي وهي أول امرأة في ليبيا تتحصل على هذه الرتبة، وكان لها دور فاعل جدا في مساعدة الناس في بعد عاصفة دانيال، وأكدت على أن المرأة دورها فاعل ومجدي في كل الأوقات ولا يرتبط بوقت معين، ففي أوقات ضغوطات العمل نراها تبادر بطرح الحلول.
وذكرت آية أن ما يتم قوله على أن المرأة غير فاعلة هو قول مردود على قائله، على الرغم من أننا نرى أن هناك نساء غير فاعلات ربما هن اللاتي عكسن هذه النظرة، ولكن عددهن قليل، عكس المرأة القادرة التي تسعى بجدية واجتهاد لإثبات وجودها دون أن يكون هناك شخص خلفها ليدعمها.
ولفتت إلى أنه يمكن تعزيز مشاركة المرأة سياسيا في المستقبل من خلال زيادة التدريب والتعليم، وتكوين خلفية أكبر حول أهمية تواجدها في المناصب العليا والقيادية، بحيث أنها تستطيع التغلب مستقبلا على المشاكل التي تواجهها من اتخاذ قرارات مصيرية قد تخص الدولة بأكملها، ولابد من التركيز على التشريعيات والسياسيات وأن تكون هناك قوانين محددة تركز على المساواة بين الرجل والمرأة في نيل مناصب عليا في الدولة.
وقالت أن النساء تتعرض للتمييز أيضا من الدائرة المحيطة بها ودائرة المعارف التي تنحاز للرجل عندما يترشح لمنصب ما، ويتم تفضيله عليها ليس لقلة خبرتها أو مؤهلاتها، ولكن لكونها امرأة فقط، وتقول نحن بالتأكيد نحن ننتمى لقبائل في ليبيا كونها مجتمع قبلي لا يمكن الانسلاخ منه، لذلك أرى أن دعم القبيلة للمرأة مهم جدا، للنساء والدفع بهن للترشح للانتخابات، وهذا لا يدل على أنها سوف تنصاع لرأي القبيلة حتى لو كان خاطئا فهي بالتأكيد ستتبع الرأي الصائب، وأكدت آية على أن العادات و التقاليد وما يقال عنه أنه مجتمع متحفظ هو ما يعرقل دور المرأة في التقدم والتطوير من نفسها، فالمرأة لازالت تكبل من الزوج أو الأب وحتى الأخ فيحد من حركتها ويمنعها من تولي مناصب عليا.
وتجيب آية حول سؤالنا لها حول ظهور مكاتب دعم وتمكين المرأة في مختلف المؤسسات والوزارات هل يحد من مشاركتها وحصرها في جانب معين قائلة: أراها شيء فعال جدا فأنا تعرفت إلى نساء تولين هذا المنصب في بعض المؤسسات فكن يعملن بشكل دؤوب على توفير الفرص الجيدة للمرأة ودعمها في شتى الأمور، فهن يشعرن بالمرأة ويعرفن احتياجاتها في العمل، ولكن الرجل قد تغيب عنه عديد الأمور.
وترى آية أن المرأة في ليبيا تواجه عديد التحديات التي جعلت المجتمع ينظر على أن تواجدها غير فعال فبعض النساء مازال ينقصهن التعليم والتدريب، عدم توفر فرص اقتصادية تجعلها تكتفي ذاتيا وتشكل من خلالها ذاتها ماليا، فالاستقلالية المالية مهمة جدا الأمر الذي يجعلها تلفت لعملها السياسي بكل أريحية، كذلك وجود التحيز الجندري في ليبيا عرقل المرأة وجعلها لا تصل إلى عديد المناصب في الدولة.
وفي ختام الحوار قالت آية أن التمثيل السياسي للمرأة في ليبيا لازال ضعيفا وهذا بالتأكيد ينعكس سلبا على رغبة انخراط الفتيات الصغيرات مستقبل في الشأن السياسي، ولكن نرجو في الفترة القادمة مع تطوير التعليم والتدريب ودعم النساء لأنفسهن ربما نتخلص من فكرة أن يتم حصر النساء في وزارات بعينها، أو مناصب عليا تعارف أن المرأة دائما ما تتولها،