حرصت النساء في ليبيا على طرح كل ما يحدث داخلها أو ما يحدث في دول الجوار على طاولة اجتماعاتهن، وإعداد حلقات نقاش حول تأثر ليبيا بالدول المجاورة وما يحدث فيها من حروب، وتعدي على الأراضي الليبية.
أكدت الأستاذة صبيحة عثمان عضو القياديات السياسيات المختارات: على أن جميع الدول الإسلامية تتأثر ببعضها، خاصة الدول المجاورة لها وتتفاعل معها من الجانب الإنساني، فنحن النساء القيادات السياسيات تعهدنا بعهد واحد وهو الوطن ثم الوطن وسيادة الوطن والجيش، هذه أول نقطة تعهدنا عليها كي نضع النقاط على الحروف، ولو بقفزة بسيطة من نساء وطنيات قياديات يمتلكن الشجاعة كي يقمن بإعطاء رأيهن بكل حرية وأريحية.
وقالت الأستاذة صبيحة أن الشعب الليبي شعب طيب جدا، وشعب متعاطف مع كل الشعوب، ففي حرب غزة لم يسكت الليبيون وإنما فزعوا بكل ما لديهم، من اقتصاد وتمويل وهناك شهداء من الشباب الليبي في فلسطين على الرغم من أن الوضع في ليبيا لا يسمح لنا بعمل كل تلك الأشياء فنحن لدينا قلاقل ومشاكل داخلية جمة.
وأوضحت الأستاذة صبيحة أن ما يحدث في ليبيا من زعزعة الاستقرار وحالات الفوضى التي تحدث بين والآخر، ما هو الا انعكاس لما يحدث لما يحيط بنا من توترات وحروب من الدول المجاورة مثل السودان، لذلك قررنا كنساء ناشطات في المجال السياسي أن نقول ولو كلمة حق في وطننا وبلادنا من أجل دعم الاستقرار.
وأكدت الأستاذة صبيحة على أن استقرار ليبيا مرتبط باستقرار الدول المجاورة، لأنه سيتم تهديدنا من الحدود وهو ما يترتب عليه عدم الاستقرار النفسي والصحي والاقتصادي والأمني، واذا تحدثنا بالتفصيل حول كل نقطة سنستغرق وقتا في ذلك، ولكن ولنضرب مثالا على الاستقرار الصحي، هناك لاجئون عبروا الصحراء دون أي إجراءات نظامية تكشف عن وضعهم الصحي، وكذلك لو تحدثنا عن الجانب الاقتصادي فبالتأكيد عندما يأتي إلينا اللاجئ سنقدم له الأكل والشرب والمسكن والملبس، وبالتأكيد هذا يؤثر على الاقتصاد الليبي الذي يعاني أزمة منذ فترة.
وأضافت أن الفوضى المحيطة بنا جعلت الوضع في ليبيا مربك فهناك دول تجاور ليبيا تمركزت على الحدود وبدأت تنهب خيرات البلاد من الذهب والمعادن الثمينة الموجودة هناك، فهم لم يحسبوا حرمة الأوطان المجاورة وتعدوا على أشياء تخص ليبيا، لذلك نحن ندعو بقوة لحماية حدودنا واستقرارنا، الذي نفتخر بأن الجيش الليبي يسعى إلى تأمينه أما السياسيون فهم يسعون إلى النهب والسرقة بكل ما أوتوا من قوة، ولا تهمهم الدولة.
ولفتت أن هناك حرب مؤدلجة ضد ليبيا هي حرب استنزاف خيراتنا والبشر يريدون ليبيا دائما لقمة صائغة بها هرج ومرج حتى يستفيدوا منها بأكبر قدر ممكن، وأكدت على ضرورة أن يتم تأمين الحدود بقوة لأنه عندما كان المجال مفتوح لدخول اللاجئين والنازحين للبلاد من جهة الجنوب تم نهب خيراتها، وإحداث حالات فوضى بها، وعدم استقرار، وهناك عدة أشياء خارقة للقانون ولأمن الدولة.
وذكرت أن سيادة الوطن فوق كل شيء فلابد من وضع قرارات صارمة، مثلما حدث خلال اليومين الماضيين من تأمين حدودنا من جهة الجنوب، وردع كل الجماعات التي كانت تتمركز هناك وتنهب الذهب وباقي الخيرات من الجنوب الليبي، وهذا حقنا الشرعي في حماية حدودنا.
وعن المعاملة والتركيز على الجانب الإنساني خاصة مع لاجئ السودان بسبب الحرب هناك ونزوحهم لمدنية الكفرة على الحدود معهم تقول: الدولة الليبية تعاملت بكل رفق وكانت معاملتها في قمة الإنسانية، وقدمت لهم مختلف الخدمات الصحية وتوفير المأوى والمأكل وعلى السفارات أن تجد حلول لشعبها المتواجد على أرض ليبيا فنحن في ازمة ونحتج للتركيز عليها وحلها.
وأشارت الأستاذة صبيحة أننا كنساء سياسيات ومهتمات بالشأن الليبي وما يحيط به، نعقد حلقات نقاش حول الموضوعات التي تحدث في ليبيا، وما يحدث في الدول المجاورة التي تؤثر فينا وبالتأكيد نخرج بعد ذلك بنتائج وقرارات ونصرح بها، لأننا نراها قرارات في صالح الوطن أولا وتعهدنا بذلك وأن نموت على هذا المبدأ، لذلك لابد أن تكون قرارات حازمة في موضع بلادنا وسيادتها.
وقالت إن: المرأة في ليبيا لها كامل الحرية أن تتحدث إسوة بزميلها الرجل وأن تقف بجانبه كتفا بكتف، فنحن لدينا الحق في اتخاذ مثل هذه القرارات مثلنا مثل الرجال والرجال يحترمون هذه القرارات ويتم الأخذ ببعضها، فنحن في ليبيا لسنا ملجمات، لأننا لا نتكلم الا بالحق.
وتمنت في ختام اللقاء أن يتم تسليط الضوء على حماية حدودنا فالدول التي كنا نعتقد أن تدخلها في ليبيا من أجل السلام هي دول غير داعية للسلام، وإنما تدعو لعدم استقرار الوطن، ولابد أن ينسى السياسيون نزاعاتهم ويلتفتون لبلادهم، ووطنهم، ونحمد لله على الجيش وعلى أولادنا الذين جعلوا من أجسادهم جسورا لنعبر من خلالها لشط الأمان.