ما شهدته بعض المدن الليبية من تهجير قسري داخل المدينة الواحدة أو بين المدينة والأخرى داخل الدولة الليبية الواحدة من 2011 م الي 2019م بداية من أهالي تاورغاء-اوباري-مرزق على سبيل الذكر وليس الحصر نتيجة الحروب الدامية الأهلية او النعرة القبلية أو أي صفة كانت، ليس لها مبررات من الناحية الإنسانية.
فقد كان التهجير أحد المواضيع الهامة التي أجبرتني على الكتابة فيها من شدة وجعي على ما آلت إليه هذه المدن المنكوبة، وتعرض أهاليها المهجرين قسريا إلى تأثيرات نفسية وجسمانية خطيرة أدت إلى وفاة البعض منهم وتعرض البعض الآخر أمراض بالسكر والقلب ومن يعاني غسيل الكلي والخ.
لم أكن من المهجرين ولكن كنت قريبا من الوضع المأساوي نفسيا وماديا واجتماعيا للمهجرين قسرا فهناك فرق بين الهجرة والتهجير فالأولى هو الرحيل من أجل لقمه العيش التي تعسر الحصول عليها في مواطنه أو مرض فتاك عجز عن علاجه أما التهجير من يخرجك من أرضك بالقوة بدون وجه حق يعد جريمة حرب لمرتكبيها. لكن ما حدث في السنوات العشر أو الأحد عشر الماضية في بلادنا فهو تهجير وهذا أمر خطير جدا نتيجة لفتنة لعن الله من أيقظها، وحروب أهلية بأداة وأيدي ليبية تخدم أطراف خارجية داعمة لهذه الحروب الأهلية لزعزعة الأمن الوطني ولأبعاد سياسية واقتصادية تغيب عن أذهان الأطراف المتحاربة داخليا.
يعتقد كل طرف أنه الرابح في هده الحرب بل خسارة لهذا الوطن الذي يجمعنا فلا أمن ولا امان ولا مصالحة في وجود غريزة الخوف كل طرف من الاخر الي أن تتم مسألة التهجير وعودة المهجرين وجبر الضرر وعودة مؤسسات الدولة للعمل وبالأخص الأجهزة الأمنية المنضبطة ومساندة الجيش.