إن الانتماء شيء يولد بداخل كل فرد ولا يمكن اكتسابه، كانتماء الفرد لعائلته أو القبيلة أو المحيط الذي يقطن به، ولكن يمكن تعزيز هذا الشعور حين ولادته، وذلك عن طريق الأهل والمدرسة وعن طريق النصح والإرشاد والتوجيه والتعليم الجيد، وغرس مبادئ وقيم المواطنة وتنميتها.

وللانتماء دور كبير في حماية المجتمع من الظواهر السلبية والفساد والتخريب والعبث بممتلكات البلاد وأي عمل يضر ويهدد المصلحة الوطنية للدولة، ومشاركة كل أبناء المجتمع في البناء له دور كبير ومهم في الأساس بالمسؤولية تجاه الوطن ، ومما يعزز الانتماء أيضا هو التشاور وأخذ راي المواطنين في بعض الأمور التي تخص الدولة ، سواء كانت اقتصاديه ، سياسيه ، اجتماعيه ، أمنيه  وغيره، وذلك عن طريق عمل ندوات تشاوريه كل فتره لدراسة بعض المشاكل المتعلقة بالوطن و المواطن ، وطرح بعض الأفكار التي يمكن ان يستفاد منها من قبل المواطنين في بعض مجالات الدولة، قال تعالى : " والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلوة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقنهم ينفقون " . سوره شورى، الآية (38).

فمن وجهة نظري لن يكتمل شعور المواطن بالانتماء ألا عن طريق مشاركته في البناء، هنا يبرز الدور الأمني للمواطن عندما يكون مسؤولا عن الشيء الذي شارك في بناءه، ولا يترك الأمر للأجهزة الأمنية فقط في تأمين وحماية الدولة، كشخص يكون مسؤولا عن بيته الذي دفع كل ما يملك لي بناءه من جهد ووقت ومال، فلا يستغني عن هذا البيت بسهوله بل سيدافع عنه بكل ما يملك من قوة.

حيث ظهرت ملامح الانتماء للوطن حين ألتحم أبناء الوطن مع قواتهم المسلحة العربية الليبية لي يسطروا ملاحم العزة والشرف مع جيشهم البطل لدحر الإرهاب من كل بقاع الوطن الحبيب.

ختاما يجب علينا بذل كافة الجهود في هذا الجانب لأن بناء المواطن الصالح يعد من ركائز بناء الدولة وأساسياتها، وهذه المسؤولية تكون على عاتق وزاره الأعلام والمؤسسات التعليمية والتربوية، وأيضا البيت الذي ترعرعه ونشأه فيه الفرد هو المسؤول الأول عن بناء المواطن الصالح.