حنان علي كابو
الدكتور خالد مطاوع رئيس مؤسسة آريتي للثقافة والفنون لليبيى اليوم /نحن نبدأ بالحلم الذي يقنعنا بضرورته
دأبت مؤسسة آريتي للثقافة والفنون منذ انطلاقتها ،على نشر كل ما يخدم الثقافة بصورة متميزة ومتنوعة وبمضامين مختلفة،وفي أحدث مناشطها الإعلان عن مشروعها الثقافي والذي أختير له عنوان "ألبوم ليبيا "،" المشروع يضم كتاب فخم، وموقع على الأنترنت، ومعرض للصور.
"، يحاول هذا الكتاب كما جاء في تعريف له " عبر هذه القصص أن يعطي صورا مختلفة عن ليبيا التي طالما تمت تغطيتها في الإعلام العربي والعالمي، من وجهة نظر سياسية بحتة، تركز على النفط والحكم الدكتاتوري والصراع على السلطة.
تعطينا هذه الحكايات والصور الشخصية التي تأتي من كل أنحاء ليبيا وتمثل عموم تنوعها الثقافي والعرقي والجغرافي انطباعا حميما وجديدا عن ليبيا كوطن وعن الليبيين كشعب متنوع الخبرات والطباع ويشارك باقي الإنسانية همومها وأمالها وأفراحها ويعبر عن ذاته بنبرات تشمل الحنين والشجن والمرح والمفارقة"
جاء هذا المشروع بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون وبرعاية شركة تواصل العالم للأجهزة الالكترونية والواحة للسيارات بطرابلس .
.
توازن جندري
هذا وقد أشار الدكتور خالد مطاوع رئيس مؤسسة آريتي للثقافة والفنون عن هذا الألبوم وإصدار الكتاب وإطلاق الموقع وإقامة المعرض هي بداية المشروع وليس نهايته وأضاف "أحب أن أوضح أن الكتاب ليس كتاب شخصيات، بل هو كتاب حكايات وصور لجوانب شخصية من حياة بعض الأفراد الليبيين الذين لديهم قدرات تعبيرية مميزة. لم نصنع هذا الكتاب لنقدم شخصيات مهمة بل لتقديم حكايات وصور حميمية ومؤثرة ومختلفة، ولم نصنع هذا الكتاب لنسجل إنجازات هؤلاء الأفراد والكثير منهم له إنجازات مهمة في مجاله بل ليحكوا لنا عن جانب أعطى حياتهم معنى خاص، سوى كان ذلك ذكرى معينة، أو مكان، أو شخص معين. وضعنا لائحة لحوالي 400 أديب وفنان، والذين تجاوبوا معنا وأوفوا بمواصفات الفكرة نشرنا لهم. الكثير لم يفهم الفكرة، وأكثر من ذلك لم يرد على مراسلاتنا. أردنا أن يكون هناك تنوع ليشمل أكبر عدد ممكن من الخلفيات والأعمار وأن يكون هناك توازن جندري والذي بالذات ما قديجعل هذا مشروعا مختلفا بشكل حقيقي."
وفي نفس السياق أستأنف قائلا
"كماركزنا عن الجانب الشخصي وأن كل فرد يتحدث عن ذاته ولا أن يشعر أنه يمثل منطقة او توجه سياسي، ولا أن يكتب لنا خطابا طنانا عن حب الوطن، الخ. ألبوم ليبيا هو ربما جدارية ليبية، او فسيفساء مصنوعة من هذه السير الشخصية، تركز على إظهار التنوع بدلا من الإصرار على أن الليبيين نمط واحد متشابهين في كل شيء. أود أن أركز أن المشروع سيستمر، بإذن الله. نشرنا 85 صورة وحكاية في الكتاب للمشاركين، ونأمل أن تصلنا المزيد من الصور والحكايات لننشرها في الموقع، شرط أن توفي بالمواصفات والمذاق الذي أسسناه. إصدار الكتاب وإطلاق الموقع وإقامة المعرض هي بداية المشروع وليس نهايته. "
ندعم الفن الصادق المتأصل في اكتشاف الحقيقة
وحول سؤالنا عن سعي أريتي بكل جدية لإظهار الجانب المضيء في ليبيا ،من أين تستمد استمرارها وتميزها؟
أجاب
"شكرا على هذا التقييم لعملنا، ولو أننا لا نروج لدعاية ما عن للوطن، بقدر ما أننا نحاول أن ندعم الإبداع فيه، وقد يسعى هذا الإبداع على كشف جوانب ليس مضيئة في بيئتنا. نحن نحاول ندعم الفن الصادق، المتأصل في اكتشاف الحقيقة ومعنى للحياة. بالنسبة لألبوم ليبيا،أظن أن فكرة ألبوم من الصور والحكايات فعلا فريدة من نوعها وأن كانت مبنية على تجارب أخرى. نحن لا نسعى للتميز من أجل التميز، أو أتمنى أننا فعلا كذلك. بل أننا عندما نرى حاجة معينة او فراغ ما في المشهد الثقافي نحاول أن نملأه بشكل حيوي ومبدع. مثلا، محترف الرواية الليبية، وكذلك مجلة "الغرفة 211" وهما مشروعان يسعيان لجلب حيوية ورؤية جديدة للمشهد الثقافي/الاجتماعي وأن تفتح مجالات جديدة للإبداع والتحرر."
على ماذا تعولون؟
أننا نعمل لتحقيق أهداف معينة صغناها منذ بداية المؤسسة ولعل أهمها هو تنشيط المشهد الثقافي. وقد نقول أن هذا التنشيط لابد أن يحفز الحوار الوطني عبر الإبداع والفكر وإعادة تعريف وتقييم بعض المفاهيم العامة، مثل الإنتماء، وحرية التعبير، والهوية. ولكن فلنقل أن العمل الثقافي وترسيخ المنطق والعقلانية والذوق الجمالي والتماهي مع الأخر وكل الطموحات التي تقوي قدراتنا التحسسية والذهنية هو عمل طويل المدى. نعول على المستقبل وأن الأجيال القادمة ستكون أفضل منا، لأنها لابد أن تكون أفضل منا بكثير لتؤمن الحياة الكريمة لذاتها التي فشلنا أن نؤمنها لهم.
كل مرة تفاجئنا أريتي بمشروع مميز ،هل هذا يقع تحت دراسة مسبقة وجدول مخطط له ؟
نحن نبدأ بالحلم، ولكن هذا الحلم لابد أن يقنعنا بضرورته، ومع نقد الذات والتقييم المستمر وعدم التسرع والإصرار على الجودة، يمكن أن يصبح الحلم حقيقة بعد أن يتحول من فكرة عابرة إلي مشروع مقنع له أهداف وإمكانية التحقيق. تمر ببالنا أفكار كثيرة ولكننا نجد أن منها ما قد لا يصل لمرحلة المشروع.
لاحظنا أن سعر الكتاب مرتفع بالنسبة للسوق الليبي. كيف تفسرون ذلك.
الكتاب سعره مرتفع لأن تكلفته مرتفعة جدا، من طباعة لتصميم لشحن لمصاريف جمركية، الخ. ولم يكن من الممكن أن نطبع هذا الكتاب بشكل أقل من أعلى مستوى ممكن، وأن يكون كتاب فنيا، بل وتحفة فنية ليفي بكل ما وضعنا فيه من طموح جمالي وأدبي. ولكن، وهذا أمر مهم جدا، كل محتويات الكتاب المطبوع ستكون موجودة على الموقع وبتصميم جمالي رائع يجسد الرؤية الجمالية والأدبية التي أردنا أن يظهر بها الكتاب.
كم استغرق إعداد هذا الألبوم؟
أول ملف لدي على الكمبيوتر بخصوص هذا المشروع يرجع لـ 2015. بدأ العمل الحقيقي على المشروع عام 2019 عندما تحصلنا على منحة من الصندوق العربي للثقافة والفنون، وهي مؤسسة عظيمة أفادت مشاريع كثيرة في المنطقة العربية.
ما هي أهم المواضيع التي تم التطرق إليها؟
كل حكاية وصورة لها بصمتها الفريدة بها وتطرقت لموضوع خاص بها. هناك قصص عن الطفولة، وقصص عن أقرباء محبوبين، وغيرهم ممن أثروا في حياة المشاركين بشكل ما، وكذلك عن أماكن معينة، وهناك مواضيع مؤلمة مثل السجن والحرب والشتات. المواضيع عديدة، وكل منها مهم، ولعل أهم شيء فيها هو تواجدها معا، ببهجتها، وشجونها ومرحها، وحزنها، وحنينها، ومفارقتها، وكذلك بإحساسها بالعرفان للحياة.
هل هناك صعوبات واجهتكم؟
أكثر من صعوبات حكاية أم بسيسي ولم تنتهي حتى هذه الساعة، ولكننا نتعامل معها بمثابرة. ولابد نقول أن هناك تسهيلات لمواجهة الصعوبات، أولها ثقة الداعمين، وكذلك صبر المشاركين الرائعين وتجاوبهم وتشجيعهم لهذا المشروع. كما أن هناك أشخاص عديدين وقفوا معنا ليسهلوا وصول المشروع للمتلقين، ونحن ممتنين لهم جدا. كل هذه كانت حوافز ملهمة وكانت ولازالت سندا مهما لنا.
ما المميز في العمل الجماعي ؟
الجميل في الموضوع أن ليلى وطه وريم وأنا، كل منا له تخصص معين (صحافة/تصوير/فن تشكيلي/وشعر) وطريقة عمل مختلفة. هذا جعل المشروع يعمل بدفع رباعي لأن كل شخص كان له دور في تصور المشروع بناءً على تخصصه، ولذا لعب دوره في وقت ما. بالإضافة لنا كمحررين والمشاركين، عملنا مع فريق من مصممي الغرافيك الليبيين الشباب، ومصمم موقع، ومحرر ومدقق لغوي، وفنيي طباعة. ولا يفوتني أن أشكر الزميل غازي القبلاوي لمساندته لنا في مرحلة التصميم والطباعة وكذلك الزميل غسان الفرجاني لما يقدمه لنا من مشورة في مسيرتنا الوليدة في مجال النشر، وكذلك الفنان علاء بودبوس الذي أدار الدعاية وكيفية رعاية المشروع.
أسماء المشاركين في كتاب ألبوم ليبيا :
إبراهيم الإمام.
إبراهيم عثمونه
أحمد الفيتوري
أحمد يوسف عقيلة
إدريس القايد
أريج خطاب
الطاهر الديب
المكي أحمد المستجير
الناجي الحربي
أم العز الفارسي
أمل منصور
آية الوشيش
بدر الدين الورفلي
بشير زعبية
بياتا باتوشنسكا
جابر العبيدي
جازية شعيتير
جمعة بوكليب
جميلة الميهوب
حسام الثني
حسن المغربي
حواء القمودي
خالد المطاوع
خيرية حفالش
دينا الفزاني
رامز النويصري
راوية حسين بن حامد الككلي
رحاب شنيب
رزان نعيم المغربي
ريم جبريل
رضاء بن موسى
زكريا العنقودي
سالم العوكلي
سراج الدين الورفلي
سعاد سالم
سعد العشة
سميرة البوزيدي
شريف دهيميش
صفوان أبوسهمين
طارق الرويمض
طه الجواشي
طه كريوي
عاشور الطويبي
عايدة الكبتي
عبد الحفيظ غويل
عز الدين عبدالكريم
عزة المقهور
عطية الأوجلي
علي الريشي
علي عبد اللطيف حميدة
عمر عبدالدائم
فاطمة سالم الحاجي
فاطمة القرقني
فاطمة غندور
فتحي نصيب
فدوى بن عامر
فرح أبوشويشة
فريدة الحجاجي
فوزية بريون
فيروز العوكلي
كوثر الجهمي
ليلى المغربي
ليلى النيهوم
محبوبة خليفة
محمد المفتي
محمد ذهني
محمد الطاهر كرازة
مريم سلامة
مفتاح العلواني
مناجي بن حليم
منى الساحلي
منصور بوشناف
مهند سليمان
ميسون السنوسي حبيب
نجلاء العجيلي
نسرين العالم
نعمة محمد الفيتوري
نوري عبد الدايم
هادية قانة
هدى الغالي
هيام كامل عراب
وائل حسونه
يوسف ابراهيم
يوسف الشريف
يونس الفنادي
.
أسرة التحرير :
الدكتور خالد مطاوع ،التشكيلية ريم جبريل ،القاصة الفوتوغرافية ليلى المغربي ،الفوتوغرافي طه كويري