في شهر أغسطس عام 2021 وتحت شعار "أينما ذهبت فليكن الكتاب رفيقك الأول" افتُتِح مشروع صناعة القراء الموسم الثالث في مدينة بنغازي، يهدف المشروع إلى احتضان تحدي لقراءة عشرون كتابًا خلال فترة ثلاثة أشهر، حيث انطلق المشروع رسميا يوم الأحد بتاريخ 5 من شهر سبتمبر، وأقيم حدث الانطلاقة عند شركة -تطوير-حيث التقى المشتركين بمشرفيهم للمرة الأولى والذين سيتولون صحبتهم والإشراف على متابعتهم خلال رحلة المشروع.

مشروع صناعة القراء هو مشروع ثقافي توعوي يهدف إلى تنمية حب القراءة لدى جيل الناشئين من جميع طلاب المراحل الدراسية المختلفة، ولخلق جيل قارئ ومطلع عبر غرس عادة وممارسة القراءة وجعلها متأصلة في حياتهم حتى تعزز لديهم الفضول وشغف المعرفة. كما أن القراءة تؤدي إلى تنمية مهارات التعلم الذاتي والتفكير التحليلي الناقد وتوسيع المدارك والتعبير والانفتاح الفكري وتعزيز الوعي الثقافي لدى الطلاب منذ صغرهم، وتوسيع آفاق تفكيرهم من خلال تعريفهم بأفكار الكتاب والمفكرين والفلاسفة بخلفياتهم المتنوعة وتجاربهم الواسعة في نطاقات ثقافية متعددة.

المواسم الأولى

وإذا تطرقنا إلى المشروع في مواسمه السابقة، سنشير إلى نجاح الموسم الأول من المشروع الذي انطلق عام 2017 والذي استهدف 50 مشتركًا من مدينة بنغازي، ومن ثم الموسم الثاني الذي استهدف 100 مشتركا بمدينتي بنغازي والزاوية لقراءة ثلاثون كتابًا في مجالات مختلفة ومتنوعة، وتخللها عدة أنشطة وبرامج وتدريبات لتعزيز مهارات المشتركين.

اختتم المشروع بحفل للمشتركين حيث فازت المشتركة (جمان شعث) في الموسم الأول وفي الموسم الثاني فازت المشتركة (حنين القداري)، وأدى النجاح في الموسمين إلي إقبال العديد من المهتمين بالقراءة والغير مهتمين بتحفيز أبناءهم على المشاركة مما دفع مدير المشروع (هاجر عبد الله) للاستمرار وبدء موسم جديد مع تحديث برامجه وأنشطته.

أهداف المشروع

يهدف مواكبة التطورات العلمية لما يشهده العالم من تطور تكنولوجي في جميع المجالات، لهذا يرتكز المشروع على تمكين المشتركين على تعريفهم بمجالات العلوم الحديثة كجزء وهدف أساسي من المشروع بجانب ممارسة عادة القراءة.

لهذا يسعى فريق العمل في الموسم الثالث من المشروع لإقامة شراكة مع الجهات الرائدة في مجالات التدريب والتطوير وذلك لرفع مستوى البرامج التدريبية الخاصة بالمشتركين. وتهدف أيضا إلى إضافة قيمة جديدة للمشروع في كل موسم، حيث تساهم في اكتساب المشتركين مهارات وخبرات متعددة تقودهم لمستقبل أفضل أكاديميا وعمليا.

ويسعى أيضا على تحديث البرامج والتدريبات التي تساهم في تطوير قدرات المشتركين تمكنهم من مواكبة التكنولوجيا وتتمثل هذه البرامج في:

الموسم الثالث للمشروع على برنامج ديجيتال سكوادز، أساسيات المناظرة مقدم من (نادي الحوار والمناظرة) يشمل التدريب مهارات الحوار والمناظرة للمشتركين لتعزيز المهارات الشخصية كالتفكير النقدي ومهارات التحدث أمام الجمهور وإدارة الوقت والبحث على أسس علمية، تدريب أساسيات البرمجة ويهدف لتعريف المشتركين بأنواع لغات البرمجة، أساسيات الكتابة والتدوين وتدريب السرد القصصي لتمكين المشتركين بمهارة كتابة مراجعة للكتب الروايات والحديث عن تجربتهم الشخصية في المشروع.

صرحت المدير لمشروع صناعة القراء هاجر عبدالله القذافي عن كيفية بدء هذه التجربة، وقالت بأن: القراءة هي النافذة التي ترى بها الحياة، وكثيرا ما تمنت أن يكون لها العديد من الأصدقاء القراء في صغرها، أو أن تكون مكتبة مدرستها وهي صغيرة مهتمة بتنمية هذا الجانب، من هنا أتت فكرة المشروع، انشاء جيل يكبر بين الكتب ويعيش في تلك الأسطر ويتوسع فكره وتكبر خططه وأحلامه بسبب هذه العادة الرائعة.

إن ممارسة القراءة ليست رفاهية أو شيء هامشي كما يعتقد البعض، بل هي حاجة ‏كما الهواء والأكل، كما الاستيقاظ والنوم.

أيضا رؤية نجاح الموسم الأول يتبعه الثاني شجعني للاستمرارية، رغم صعوبة الوصول إلا أني سأستمر من أجل هذا الجيل الرائع الذي يتطلع لمستقبل أفضل ويرى أن القراءة هي المفتاح الذي سيسطر الطريق لرسم روعة مستقبله.