كل فتاة عندما تشب عن الطوق قليلا يخلق، بداخلها حلم بأن تجد رفيق الروح الذي تجد في كتفه السند والراحة، وفى قلبه مرفأ للأمن والأمان وموطن للمودة والرحمة، وتحلم الفتاة بحكم العاطفة التي خلقها الله بداخلها بأن الرجل الذي ستختاره ويختارها شريكة للحياة سيكون محب وحنون ومتفهم مثلما تصفه أغاني الحب وروايات الأفلام الرومانسية.
وبمرور الزمن والسنوات والتجارب المحبطة، تتنازل الفتاة عن كثير من أحلامها والصورة التي ترسمها، لمن تحلم به كرفيق للدرب وهناك بعض التنازلات مستساغة ولكن عندما يكون الشخص معطوب وسيء الخلق أو مبتلى بأدمان أي نوع من المسكرات، أو المخدرات فأن القبول به كشريك للحياة به خطورة على صحتها النفسية والعقلية بل وأحيانا حتى على حياتها.
ورغم أن كثير من الفتيات، يقبلن بمثل هذا الشريك نتيجة رغبتهن في الهروب من وصمة العنوسة، التي يوصم بها مجتمعنا الفتاة التي تتأخر في الزواج و كذلك لمحاولتهن اللحاق بقطار الإنجاب، قبل نفاذ الزمن ولكنه خيار خطير وأضراره تظهر على المدى الطويل.
إذا قبلت الفتاة بالزواج برجل سيء ،فهى تدرك ذلك وكثيرا ما تحاول أن تتحمل نتيجة اختيارها الخاطئ، وتتعايش مع الامتهان والألم وقلة الاحترام ولكن عندما لا تستطيع الاستمرار في احتمال ،الحياة الزوجية المؤذية لروحها معه فهي تتخذ قرار الانفصال عنه، نتيجة استحالة العشرة معه ولكن المشكلة تكمن في خشية المرأة، في مجتمعاتنا العربية من الطلاق نتيجة النظرة الظالمة من المجتمع للمرأة المطلقة ولكن المرأة القوية لا تخاف من اتخاذ قرار الطلاق عندما تستحيل العشرة مع الزوج لأنه أفضل من العيش في دوامة العذاب والألم مع شخص لا يحترم المرأة كإنسانة قبل أي شيء أو أن يكون شخص كاذب أومدمن، يهينها لأنه ليس بوعيه فالشخص السيء والمؤذي أو المدمن، لا يمكن أن يرتجى الخير منه والانفصال عنه ،هو الحل الوحيد أمام المرأة حتى لو اضطرت لاتخاذ قرار طلاق الخلع ،وتنازلت عن كل حقوقها كي تنفصل عنه وتسترد حريتها فذلك أفضل ألف مرة من الحياة في دوامة الألم والعذاب وامتهان نفسها في علاقة زوجية مؤذية
وطلاق الخلع هو الطلاق على المال، فالمخالعة: هي أن تقوم المرأة بمخالعة زوجها بأن تتنازل عن مهرها ومؤخر صداقها كى يفارقها ويسمى الفداء
وتتجه الكثير من النساء اللواتي يقعن، ضحية زواج سيء تستحيل العشرة فيه مع الزوج إلى طلاق الخلع، لأنهن يدركن بأنهن لو لم يقمن بخلع الزوج السيء فهن لن يظفرن بالطلاق من الزوج السيء أبدا.
وعادة لا تتجه المرأة صوب هذا الاختيار الصعب، إلا نتيجة استحالة عشرتها مع زوج سيء وقليل المرؤة، ولذا فأنها عندما تقوم بخلع نفسها من العلاقة الزوجية السيئة معه، فهي تشعر بأنها تخلع سنوات الألم والسوء عن روحها كي تتحرر من ألمها، وعليها أن لا تبتئس ولاتثقل قلبها بالحزن بل عليها أن تحلق كطائر الفينيق ،إلى سماء الرحابة المطلقة دون ألم أو دموع