Apr 30, 2024 Last Updated 8:09 AM, Apr 29, 2024

الصحافة الصفراء

الصحفي الدكتور/ عادل المزوغي الصحفي الدكتور/ عادل المزوغي
الصحافة الصفراء تعد حاضراً وفيما مضى من زمن العالم الموازي للصحافة الحقيقة صحافة المصداقية والأخلاق مقابل صحافة الزيف، منذ ظهور المصطلح قبل قرنين من الزمن، هي صحافة غير مهنية صفراء تهدف إلى زيادة الربح وحجم المبيعات ولاتهتم بالمصداقية مهما تجسدت، وبالمصادفة المحضة تتقاطع اليوم مع الصحافة الصفراء صحافة أخرى غير مهنية صحافة العالم الأزرق صحافة التواصل الاجتماعي، صحافة رمادية ممزوجة كذبا وصدقا في آن واحد، المسافة بينهما زمنيًا أكثر من مائتي عام، الصحافة الصفراء انطلقت بعد 1896م، وقد أسسها الأمريكي "بولتزر" وقد سميت جائزة الصحافة الأمريكية باسمه تقديرا له إلى عصرنا هذا، أما الصحافة الزرقاء فجاءت مع 2004 وقد وهبها لنا الأمريكي الأخر "زوكربيرغ" ورغم الفارق الزمني الكبير بينهما، لكن حبل الكذب لم ينقطع ولازال موصولا بينهما، رغم أكوام مواثيق ومدونات الشرف والأخلاق التى صيغت هنا وهناك وفي كل ارجاء الدنيا، وبرغم حرص الرقابة الذاتية وحتى مقص الرقيب على مراعاة الحقيقة، استمر خط عدم المهنية وعدم الوضوح وتيار الزيف والكذب مشتعلا بين ثنايا وسائل الإعلام كافة، وقد علل بولتزر مؤسس "نيويورك ورلد" ذلك قبل قرنين من الزمن بأن الكذب والخداع وايهام الناس يزيد من نسبة توزيع الصحيفة من خلال نشره لرسومات yellow kids والطفل ميكي، وهي رسومات غير سوية تجنح بالخيال إلى عالم الزيف والوهم. بينما ارجعها المجتهد مارك سبب ذلك إلى عصر صحافة الموطن واضمحلال الرقابة وانتشار التفاعلية، وغل يد الدولة أمام قوة التقانة وغياب المهنية، بما يعنى أن الكذب حاجة بل وضرورة ملحة لتمرير السلعة وترويجها ونجاح وصولها للمتلقى، وإن كانت البضاعة في عالم الصحافة الصفراء عالم بولتيز ومن بعده تشكل المنتج المادي بشكل عام، لكنها في الصحافة الزرقاء فإن الانسان نفسه هو بضعتها الأولى والمثلى، وربما هذا يؤكد رأى "بيل غتس" مؤسس "ميكروسوفت" من أن المحتوى الإعلامي هو دائماً مايكون الملك، في كل وجبات وسائل الإعلام المختلفة، ويشكل القاعدة لافتراس بني الانسان، رغم اختلاف أدوات بولتزر التى انتهجت أساليب الكتابة الخطية السردية المعروفة، linear text وبين أدوات مارك الذي اتبع أساليب الكتابة غير الخطية الكتابة بالقطع الإلكترونية non linear text.
لدى يظل المحتوى على الدوام كذبًا أو صدقًا من يحدد قوة دائرة العملية الاتصالية ويحدد مسارات كل أطرافها من المرسل إلى الوسيلة وصولًا إلى المستقبل ورجع الصدى وردات الفعل.
وفي كل ماذكرت من تجارب صحفية عبر ردح من الزمن لم تتجسد فرضية عالم الاتصال الكندى مارشال ماكلون واقعا بإن الوسيلة هي الرسالة، بل العكس تماما المحتوى كان على الدوام مقدما على الوسيلة وحجة القائمين بالاتصال للسيطرة على جمهور المتلقين من عصر صفراء الصحافة إلى أيام رزقاء التواصل.
 

أكثر قراءة

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more