Apr 29, 2024 Last Updated 8:09 AM, Apr 29, 2024

أدباء ...يقاومون غربتهم بالكتابة عنها.....! مميز

أدباء ...يقاومون غربتهم بالكتابة عنها.....! أدباء ...يقاومون غربتهم بالكتابة عنها.....!

حنان علي كابو
تظل الغربة سعير سياط لايهدأ، بكاء خفي في جنح الليل ،تكوي الذكريات موقدها الحنين وأغنية توقظ سرب من غفلته .
أدباء وجدوا أنفسهم في الخارطة ، تسلطهم الغربة بوجوهها المتعددة ووطن قضيته أزلية .


البُعُد مَحَنَّة


تعتقد الروائية تسنيم طه أن الغربة الروحية واقع جميع البشر، وتضيف "هناك كثيرون مثلي تنتابهم تساؤلات وجودية واستفهامات مُلِحة حول موطننا الأصلي. فحتى ولو اختلفت معتقداتنا ونظرتنا الفلسفية للحياة، فإننا نتفق جميعنا على أننا سنموت يومًا ما، وسننزل حتمًا تحت التراب، وستعود أرواحنا إلى موطنها الأصلي الذي أتت منه، حتى وإن كنا عاجزين على تصور ذلك الموطن. أما بالنسبة للأوطان الجغرافية، وكما يقول المثل السوداني "البُعُد مَحَنَّة"، أعتقد أن الإنسان كلما ابتعد عنها وعاش في الغربة، كلما حنَ إليها وأجبر على الوفاء لها، وانشغل عقله رغمًا عنه بهمومها وقضاياها. واعتقد أن الوطن ليس المكان الذي نسكنه. ولكنه المكان الذي يسكننا.


شعور طاغي بالكتابة ...


تؤكد الكاتبة والقاصة هدى القرفني -المقمية منذ سنوات في الكويت – إن الغربة مؤلمة وملهمة "نقاومها بالكتابة،ربما لأن الكاتب أو الروائي إبن بيئته، طفولته ذكرياته فهو ينتمي دائمًا للوطن هناك شعور طاغي يدفعنا للكتابة عنه والحنين إليه فهو يسكننا ويثري كتاباتنا .


سؤال ملح ...


يشير الروائي والشاعر يوسف إبراهيم إن الوطن وطن الروح، والغربة في حدّ ذاتها قد تكون وطناً حيث يقول " غربة الروح وغربة المكان وغربة الزمان وغربة الفكر كلّها عواصف قد تهدم كوخ الفكر مهما كان قويّاً، وقد تكدّس أمامه كومة حطب تصلح للتدفئة في ليالي الصقيع الذي نعيشه. من قضايا الروائيّ الوطن والروح والغربة، فالوطن منبت الجسد، والروح منبع الوعي، والغربة سؤال ملحّ قد يطول انتظار جواب له.
من جهته يرى الروائي محمد الزروق إن الغربة أشمل من مجرد هجر (وطن).. "والوطن إذا كنت تقصدين به ذلك الكيان الذي صنعه لنا المتنفعون المرتزقون بوجوده فنحن مغتربون عنه حتى لو عشنا فيه.. لقد جربت الحياة في (الغرب الكافر) ولم أشعر بتلك الغربة التي أحسست بها في (وطني).


زمنا فاصلا ...


"العزلة، الهوية، كلها تدخل في نوعية القصص التي أقرائها وأكتبها" هكذا استهل الروائي الشاب شكري المهدي آجي وأضاف "في أزمان الحروب نجد دوماً شخصيات تعاني من الاغتراب عن محيطها. نشرت لي بلد الطيوب قبل أسبوع قصة بعنوان: "الميكانيكي الطيب متهما بالقتل" ويشاركنا الروائي الشاب ، أحداث الرواية التي تدور عن ميكانيكي عاش طوال حياته يصلح سيارات الجميع، ثم دخلت بلدته في حرب أهلية، فوجد نفسه الطرف الحيادي، كلما اشتدت أزمة البلدة يشعر بضغط نفسي هائل دفعه للهرب، فلاحقته الشائعات كونه قاتلاً. ويختتم حديثه قائلا " نحن نعيش زمناً فاصلاً على كل المستويات، لابد من ظهور كتابات تشرح هذا، الغربة والعزلة، نتاج طبيعي لأزمان كهذه."

 

اشترك في نشرتنا الإخبارية

ليصلك كل جديد من أخبار ومقالات وأخر القضايا الساخنة ... ضع بريدك الإلكتروني هنا

أكثر قراءة

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more