لا تقـل الـمرأة اللـيبية عـطاءً و وطنيةً عـن أخـيها الـرجل مـن أجـل الـتضحية و الفـداء ، فأولاً و قبل كل شيء هي أم الرجل و أخته و زوجته و شكًلت داعماً و رافداً أساسياً في الحرب ضد الإيطاليين حيث كان لـها دوراً هاماً سـواءً بالدعـم المادي بالغـذاء و الـماء و الإيـواء للـجرحى و إخفاء المُقاتلين عن أعين الإيطاليين و حمايتهم و إيصال المعلومات عن العدو، بل إنّ منهنّ من شاركـن في المعـارك إلى جانب المجاهدين كالمجاهدة سليمة بنت المقوّس التي شاركت في عديد المعارك ضد الغزو الإيطالي أبرزها معركة قرقارش ، و المجاهدة مبروكة العلاقية التي خلـعـت ملابس الـنساء و ارتدت ملابس المقاتلين و حاربت كقائدة للمجاهدين الذين يهاجمـون العدو .
ولـن ينـسى الـتاريخ دور المرأة الليبية المُجاهدة البطلة في كُلّ ربوع بلادنا وسيسجل بأحرف من نور دورها في الحرب ضدّ الإرهـاب والتحامها بإخـوتها المجاهـدين في معـارك الكـرامة والإباء وتقديمها لابنها وأخيها وزوجـها في المعـارك بل ولنفسها وبأسرع من لمح البصر ومن سرعة البرق.
إذا ما تحدّثنا في هذا الشأن يتبـادر إلى أذهـاننا دور الـشهيدات الـماجـدات الرائدات بنات حرير في درنه اللاّئي أبدين بسالة وشجاعة لا مثيل لها حـتى بين الرجـال المقـاتلين الـمُتمرسين ولم يُـدرن ظـهـورهنّ أبـداً للإرهابيين وقـضين وهُـنّ يُقـاومن مُـتمسكات ببنـادقهنّ ومـواقعهنّ في منزلهنّ، فياله من فخرٍ ومثلٍ سجله التاريخ وستتناقله الأجيال لهن ولأحفادهنّ.
كـل ذلـك يـوثّـق للمرأة الليبية العـفيفة الشريفة عبر الزمن دورها في الـدفاع عن وطنها وأمنها في أسمى وأرقى درجات الدفاع.