قبل التطرق إلى الحديث عن الإرهاب في ليبيا وكيف أثر على الأمن الوطني الليبي بصفة عامة وأمن المواطن بصفة خاصة، لابد لنا أن نمر بعُجالة على تعريف الإرهاب بصفة عامة حتى نستطيع بعد ذلك تحديد نوع الإرهاب الذي تعرضت له البلاد وكيف يمكن مقاومته والتغلب عليه، حيث تشير المفوضية السامية لحقوق الإنسان والإرهاب والتطرّف العنيف إلى أن: "التعاريف الوطنية للإرهاب متروكة إلى حد كبير لتقدير الدول، ما يولّد تفسيرات متباينة في التشريعات المحلية الخاصة بمكافحة الإرهاب، وقد أدت التعريفات المبهمة للإرهاب في بعض الدول إلى سياسات وممارسات تنتهك حريات الأفراد والسكان الأساسية، وتميّز ضد مجموعات معينة"، ومن ذلك وجب علينا كدولة أن تحدد تعريفيا واضحا للإرهاب حتى لا يتم التعرض لأناس لا علاقة لهم به إلا أن أحد أفراد الأسرة كان ينتمي لتلك المجموعات، التي مارست القتل والترهيب باسم الدين في ليبيا لسنوات كثيرة، مما جعل الجيش الليبي في المنطقة الشرقية يخوض معارك شرسة ضده حتى تم قطع دابره من بنغازي، والتي كانت أهم معاقله، حيث استمرت المعارك بها لما يقارب من ثلاث سنوات متتالية. .
وفي تعريف أوردته الجامعة الامريكية بالقاهرة وضمنته في مقال نشر عبر موقعها على الانترنت جاء تحت عنوان: " الإرهاب والتطرف: هل هما وجهان لعملة واحدة؟ حيث تضمن متن المقال جزئية تتحدث عن الإرهاب كنوع من العنف السياسي والذي يستهدف بشكل متعمد المدنيين ويميز بين الضحايا والجمهور الذي يؤد أن يؤثر عليه، وهو بالتأكيد يعمل بطبيعة ثنائية المركز حيث يهاجم مجموعة ما لإرهاب مجموعة أخرى، وهذا التعريف ينطبق بطريقة ما على ما حدث في ليبيا وتحديدا مدينة بنغازي حيث بدأ الإرهاب يتخذ اشكالا عدة من اغتيالات، وتفجيرات استهدفت الجميع من العسكريين الى الناشطين في مختلف مجالات الحياة لغرض اخافة ومن ثم السيطرة على المجموعة المتبقية لخدمة أهدافهم.
ومن بين الجماعات القتالية تحت راية تنظيم " الدولة الإسلامية" هناك جماعة "أنصار الشريعة" المتطرفة، حيث استطاع هذا التنظيم بتودده إلى الناس ومساعدتهم ماديا في بدايات ثورة 17 فبراير عام 2011م أن ضم تحت رأيته عديد الشباب الذين شكلوا فيما بعد النواة التي أطلقت داعش في ليبيا، يعيثون فيها قتلا وتدميرا لكل شيء.
إن ما خلفته الحرب اثرت بشكل أو باخر بالأمن القومي الليبي، فهو يحتاج للكثير من اجل ترميم ما تهدم منه، والعودة من جديد وبقوة لحماية الوطن والمواطن وبناء الثقة، بين الجميع في الحياة الواقعية التي جعلت الجميع في حالة استنفار تحسبا لعودة الإرهاب مرة أخرى.