في بداية حديثنا عن الصحراء الأفريقية أو ما تعرف بالصحراء الكبرى (Sahara desert)، هي أكبر الصحاري الحارة الموجودة في العالم بمساحه تفوق 9 ملايين كم2، وثاني أكبر صحراء في العالم بعد صحراء القارة القطبية الجنوبية.
حيث شهدت الصحراء الأفريقية في الآونة الأخيرة اتساع مجال الإرهاب وشبكات التهريب وتحديدا بين (ليبيا، الجزائر، موريتانيا، مالي، النيجر)، كما شهدت انتشارا واسعا للأنشطة غير الشرعية مثل: تجارة المخدرات، والأسلحة اللاتين يعدان من أكثر أنواع الأنشطة تهديدا للأمن القومي.
وهذا الاضطراب الأمني المتفاقم في الصحراء الأفريقية، وبالتزامن مع عودة الإرهاب والمهربين، يمهد للمتوقع وهو اتخاذ الصحراء قاعدة له للتنقل أو التوسع نحو المناطق الحدودية أو دول الجوار.
وبالحديث عن الصحراء الأفريقية الكبرى فقد أشاع فيها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مناخا جديدا من الخوف والهلع سواء داخليا أو خارجيا.
ومن هنا نتطرق إلى سؤال: ماهي العوامل المساعدة للإرهاب في الصحراء الأفريقية خاصة تلك المتعلقة بتضاريس المنطقة وخصائصها؟
يستغل الإرهاب الصحراء الكبرى ذات التضاريس الصعبة، والهشاشة الحدودية ويتخذها قاعدة للتنقل عبر دول الجوار إضافة إلى أنه ينخرط في تجارة تهريب الأسلحة والمخدرات، والتي يعتبرها من أهم مصادر تمويله، وكل هذه العوامل وسط الفراغ الأمني الموجود حاليا في الصحراء الكبرى جعلت من الإرهابيين يمتلكون حرية التحرك والتمدد.
ونعتبر أن التهديدات الإرهابية والوضع الحدودي الهش حولت الصحراء الأفريقية إلى مجال لتهريب البشر والسلاح والمخدرات، ولا يمكن ضمان السلم داخل الصحراء الكبرى والحفاظ علي الأمن إلا في ظل دول قوية متماسكة.
ختام القول لابد من الاعتماد على الوسائل العسكرية المتطورة في حماية الحدود الصحراوية مثل التركيز على السلاح الجوي، وتكثيف الطلعات الجوية لأنه لا يعقل حماية حدود صحراوية عن طريق دوريه بالسيارات خاصة في بيئة مليئة بالإرهاب والتهريب.
إضافة إلى بناء العلاقات الاقتصادية الدولية بين دول الجوار لأنها هي أساس التعاون الدولي في المجالات الأخرى.