الأزمة الليبية وسبل حلها ما مدى تأثير الانقسام السياسي في تفاقم واتساع الهوة بين مختلف شرائح المجتمع الليبي، الأمر الذي أدى إلى المطالبة بالانقسام والرجوع إلى ما كانت علية قبل استقلالها في 1951م إلى ثلاث أقاليم وهي (طرابلس وبرقة وفزان) وذلك لعدم حصول هذه الأقاليم على ما تحتاجه من متطلبات الحياة الكريمة من حقوق سياسية واقتصادية وأمنية للحفاظ على وحدة التراب الليبي.
هذا يؤدي بنا للتساؤل عن: ما أسباب الصراع على المناصب السيادية؟ وما مدى تأثير هذا الصراع على استقرار ليبيا؟ وكيفية حل أو القضاء على الأزمة الليبية؟ نود من خلال طرح هذه الأزمة الشائكة والمعقدة هو إلقاء الضوء عن أسباب الصراع السياسي، وأثره في عدم استقرار الدولة الهشة وكيفية حلها من وجهة نظري كمساعد باحث،
وعند الحديث عن الصراع على المناصب السيادية نستجلب من الذاكرة سيناريو الأحداث الثي سبقت اعلان استقلال الدولة الليبية، من صراعات قائمة في إقليمي طرابلس وفزان على ترتيب حقائبها السياسية لنول الاستقلال ، وكيف استطاع إقليم برقة تجاوز كل هذه الصراعات وتنظيم قواه السياسية في تولية زعيم واحد لنيل الاستقلال ، مما أطر القوة السياسية في تلك الحقبة على الموافقة على لم شمل الفرقاء الليبيين على دستور موحد وتوزيع عادل للحقائب السيادية الأمر الذى نتج عنه توحد جميع الآراء ونيل الحرية وإعلان استقلال الدولة الليبية في 24/12/1951م
ومن تلك التجربة نستطيع القول Hن القوة السياسية المتحالفة عندما تجاوزت عن كل مخاوفها من تهميش واقصاء الطرف الآخر لها استطاعت توحيد شمل كل الليبيين تحت قيادة موحدة ودستور اتفق علية، واستطاعت نيل حريتها وانتزاع اعتراف عصبة الأمم باستقلالها، هذا ما قام به الأجداد فلنأمل من الأحفاد السير على خطى من سبقهم في لم شمل هذه القوة السياسية لتخرج ليبيا الى بر الأمان.