الدكتور/ علي المبروك أبوقرين
تحتفل مدينة بنغازي العامرة بأهلها الطيبين ومشاريعها المتلاحقة بافتتاح الملعب الرياضي الرئيسي بعد التجديد والتطوير ، وهذا انجاز كبير لِما للرياضة من أهمية للصحة العامة وتحسين جودة الحياة ، والملاعب الرياضية تقام بها الأنشطة والمسابقات والمباريات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية ، ونظرًا للحشود الكبيرة التي تتجمع فيها تتطلب الاستعدادات اللازمة لخدمات الإسعاف والطوارئ ، أو ما يسمى بخدمات طب الحشود ، والحمدلله أن بلادنا أقل حدة من الكثير من البلدان في اضطرابات الملاعب والمشاغبات العنيفة ، ولكن كغيرها تعاني من تدافع الجموع وقت الدخول والخروج والانفعالات والتشجيع وردود الافعال وما يترتب عليها من حوادث ، وعشرات الآلاف من مرتادي الملاعب يسلكون الطرق المؤدية ذهابًا وإيابًا وما ينجم عنها من تزاحم وحوادث سير وحوادث شغب احيانا كثيرة ، مما تحتاج لخدمات الإسعاف والطوارئ من خلال منظومة متكاملة بهيكلية خاصة وإمكانيات كبيرة وقوى عاملة صحية مؤهلة تأهيل عالي على خدمات الطوارئ والتدخل السريع ، والإنقاذ والإخلاء الطبي من خلال سياسات وإستراتيجيات وخطط مدروسة وواضحة ، ومعايير وأدلة تشغيلية مهنية وفنية وادارية تتميز بالدقة والسرعة والجودة ، وبتنوع الخدمات المقدمة ووسائلها المختلفة الراجلة والدارجة والسيارة والطائرة والعائمة والمتنقلة والثابتة والميدانية ، وتحتاج إلى منظومات متطورة للصحة الالكترونية والإتصالات المتنوعة بكل الوسائل التقنية التي تمكن الناس العامة والكوادر الصحية العاملة من سرعة التواصل والاستجابة ، وتمكن الفرق الميدانية من نقل البيانات والمعلومات بينها وبين بعض وبينها وبين المستشفيات والمراكز الطبية التخصصية والمرافق الصحية التي ترتبط ببعضها من خلال سياسات وإستراتيجيات وبرامج عمل خدمات الإسعاف والطوارئ وخدمات طب الحشود ، التي تحدد تصنيفات المرافق وخدماتها وتخصصاتها وكيفية الوصول اليها والأليات التشغيلية لكل منها ، بما يضمن الاستعداد والاستجابة والمرونة ، والتنسيق التام مع كل الأطراف المعنية بخدمات الإسعاف والطوارئ بما في ذلك القطاعات الأخرى والمهمة في تأمين الخدمات أمنيًا وفنيًا ومهنيًا ، والتي يجب أن تكون تحت سلطة محددة في هيكلية النظام الصحي وادارات القطاع ، وإمكانيات متكاملة تجعلها قادرة على الاستعداد والاستجابة لكل التحديات والتهديدات الصحية والاوبئة والأمراض ، والحوادث والكوارث الطبيعية والصراعات والحروب ، وهذا يتطلب أعداد كبيرة من الاطباء المختصين والتمريض والفنيين المؤهلين في خدمات الإسعاف والطوارئ للقيام بكل التدخلات الطبية العاجلة الإنقاذية للمرضى والجرحى والمصابين والضحايا ، مع إمكانيات وتجهيزات فردية محمولة راجلة ودارجة ، وسيارات الاسعاف المتنوعة ، وخدمات التدخلات التشخيصية والجراحية وغيرها ، والعنايات الفائقة المتنقلة ، والإخلاء الطبي الطائر والعائم ، وتأهيل جميع المرافق الصحية بكل مستوياتها لتكون مراكز تواصل وتحرك وارتكاز وخدمة لمنظومة خدمات الإسعاف والطوارئ ، وتقسيم البلاد لدوائر أو مربعات متقاطعة لتغطية الخدمات بازمان قصيرة وسريعة متكافئة ، ويتم توزيع الوحدات الثابتة والمتنقلة والميدانية في أحوال الاستقرار وأثناء الحوادث بما يضمن التنبؤ والاستباق والتدخلات الطبية العاجلة ، والاستجابة مع الحدث وأثنائه لتخفيف الاضرار والخسائر البشرية ، وتقليل الوفيات والإعاقات…
إذ نرجوا ان يكون بمناسبة إفتتاح الملعب الرياضي إنشاء نظام متكامل للإسعاف والطوارئ والتدخل الطبي السريع ، لإنقاذ المرضى والمصابين
على كافة تراب الوطن ، لإنقاذ الآلاف من ضحايا حوادث الطرق والغرق والاحتفالات ، وضحايا الاوبئة وتفشي الأمراض ، والكوارث الطبيعية ومنها العواصف والسيول والزلازل وتقلبات الطقس..
الرياضة صحة والإسعاف إنقاذ للحياة
