تقرير /حنان علي كابو
تشق المهندسة والناشطة بالمجتمع المدني فتحية المفتي طريقها إلي البودكاست بخطي واثقة وجديرة للالتفات إليها ،عبر صناعة محتوى متميز ينهل من عبق الماضي وحنينه ،فجاءت" زازا للثقافة والتنمية " خطوة نحو العالم الافتراضي الذي يتسع شيئا فشيئا .
انخرطت المهندسة فتحية في العمل التطوعي كثيرا من خلال مؤسسات المجتمع المدني منذ عام 2011 حيث إشتركت في دورة الالقاء للاذاعي القدير "علي أحمد سالم " ،استهلت حديثها معي قائلة : قررنا تأسيس جمعية أصدقاء اللغة العربية ،وكنت من ضمن المؤسسين ،وأقمت معهم عدة نشاطات ،وبعد الحرب على الإرهاب أمور كثيرة تغيرت ، وأثناء تواجدي في الجبل الأخضر في زيارة قابلت مجموعة اشخاص وقررنا تأسيس :زازا للثقافة والتنمية " الذي اشهرت من قبل مفوضية المجتمع المدني وبدأنا نعمل بشكل رسمي تحت هذا الأسم ،تهتم المؤسسة بتوثيق الحياة ،كان عملنا الكتروني بالدرجة الاولى ،وقررنا بعد ذلك تطوير العمل وجاء وباء "كوفيد 19 "حيث تعطلت الحركة تماما لفترة "
وتضيف المهندسة قائلة "اصبح تركيزنا بعد فترة من تعاشينا واقع العزلة ينصب حول العالم الإفتراضي ،وكيف يمكن توظيفه ومواكبة التطور من خلال الإستفادة من التقنية الموجودة لدينا ،هدفنا بالدرجة الأولى انصب على تقديم الثقافة الليبية بشكل معاصر وخفيف وسريع يستهدف فئة الشباب "
وحول اختيار هذا الأسم تحديدا تقول :زازا اسم وادي في الشرق الليبي مشهور بالكهوف المزينة على جدرانها رسومات ماقبل التاريخ ككهف النعامة ،وكهف الطيور،وكما هو معروف إن الإنسان القديم كان يوثق في حياته وعلاقته بالطبيعة والحيوانات بالرسم والنقش على جدران الكهوف .
وعن اختيار هذا الأسم تحديدا تضيف المهندسة :"اخترنا زازا لتوثيق جزء من الثقافة الليبية والتراث الليبي للتعريف به للجمهور ،فالتصوير الفوتوغرافي بعدسة الأستاذ علي الساعدي وهو مصور فوتوغرافي من مدينة شحات تنصب اهتماماته حول توثيق حياة الريف ،والأستاذة فوزية الحاسي معلمة لغة عربية ومهتمة بالتراث الشفوي الغير مادي وأغاني العلم والأغاني التراثية ،والبودكاست الذي ِاشرف عليه حيث أخترت أن أقدم محتوى صوتي يهتم بالكتب الليبية والسير الذاتية وأي شيء يتعلق بتوثيق ليبيا "
وتستأنف حديثها "ففي موسمنا الأول كان بأسم كتب ليبية أخترت 10 عناوين لكتب دسمة ويتم تلخيصها في عشر دقائق من خلال نقل الفكرة الأساسية بشكل سلس يشجع الناس على القراءة ،أما الموسم الثاني فكان بعنوان نوستالجيا البشائر وكان التركيز على الحقبة الخمسينية ليبيا بعد الأستقلال ،ونوستالجيا مفردة تعني الحنين للماضي بكل احداثه واشخاصه والبشائر صحيفة اشتهرت في تلك الحقبة مؤسسها السيد "عوض زاقوب "ويعد من الشخصيات المؤثرة في عالم الصحافة وهدفنا بالدرجة الأولى تعريف الجمهور عن كثب بتلك الحقبة بكل توجهاتها واهتماماتها "
وحول سؤالي عن مدى التجاوب من قبل الجمهور تجيب "الحمد لله في قبول ،واشخاص كثر يتابعون ،فمثلا الموقع الذي احمل عليه التسجيلات الصوتية اقوم بتوزيعها على المنصات الرقمية مثل "قوقل /بودكاست "وألاحظ من الأحصائيات إن في تجاوب واستماع من ليبيا وخراجها وهذا شيء مفرح جدا ،ولكن مايعيق هو عدم معرفة الناس بتحميل البودكاست "
وعند سؤالي عن تجربتها مع المايك تجيب ،"بالنسبة للبودكاست أنا مستمعة له ،وأنا لااستمع للبودكاست فقط بل لكل القنوات التي لديها ارشيف على الأنترنت فدائما الردايو جزء مهم من يومي ،فكنت اتابع لمن هم لديهم خبرة طويلة في العمل الإذاعي ،وبالصدفة وجدت اعلان ممول عن الإعلام في ليبيا وكيف تبدأ رحلتك مع البودكاست من خلال ورشة عمل واشتركت بها بتنظيم من اكاديمية دوتشي فيلا الألمانية وكنا حوالي عشرة افراد من ليبيا وجلهم لهم علاقة بالإعلام بشكل او بأخر إلا أنا مهندسة مدنية ودخلت لعالم البودكاست كانت اون لاين من الثانية عشر ظهرا إلى الخامسة مساء ،وساعدني اليوتيوب وبدأت وكانت حقيقة نقلة لي ،وسعيدة جدا أن "زازا هي أول مؤسسة ثقافية في ليبيا يكون لها بودكاست مختص في الكتب الليبية وتقديمها كمادة ثقافية بشكل خفيف وللمستمعين "
وعن التحديات التي تواجهها تقول "صناعة المحتوى في ليبيا لم يتحصل بعد عن الدعم الكافي ،مثلا أنا أدفع من جيبي الخاص للنشر على البودكاست ولدي حقوق ملكية ،ولازلنا في البداية مقارنة بالدول الأخرى ،والحمد لله نسير بخطى صحيحة رغم بطئها أيضا التسويق للكتب في ليبيا معدوم تماما ،ففي الخارج عندما يتم نشر كتاب لمؤلف جديد نجد اعلانات قبل شهر من صدوره بالأضافة إلى ندوات وجلسات حوارية ويصاحب الصدور حفلة توقيع الكتاب في اكثر من مدينة ،وأيضا نجد رابطة لقراء الكتاب يتواصل معهم الكاتب ،كل هذه الجزءية في ليبيا مفقودة تماما سواء من قبل دار النشر أو من قبل الكاتب ،أيضا لاحظت أن الكتاب أنفسهم في مجتمعنا تواصلهم مع القراء والصحفيين ضعيف جدا وعشوائي غير خاضع لخطة معينة تسويقية وهذا شيء موجع حقا"
"وقد أتاح لنا البودكاست تسليط الضوء على كتب ليبية جميلة لم تأخذ حقها في التعريف بها ،رغم المجهود الهائل والصعب جدا أن تختصر كتاب بكل روحه في عشرة دقائق،أيضاتسليط الضوء على تواريخ عالمية وشخصيات ليبية كالأديب كامل المقهور ومنصور الكيخيا ولكن تظل تجربة جميلة وجديرة للالتفات إليها محتاجة للتوعية وللتعريف الجيل الجديد بشخصيات ليبية مؤثرة بعمق التاريخ "