لكل منا إلهامه الخاص وتوجهه، إما أن نستثمره أو نتركه يتبعثر مع أوراق الخريف ، والكاتبة الصاعدة "فاطمة الغربال" لم تتخلى عن حلمها وسعت خلفه رغم الصعاب تحت شعار (أكتب من أجل الخلود)
لذلك أردت أن أغوص في سيرتها الأدبية وأعرّف القراء عليها، تاركةً لها الحديث لتخبرنا عن تفوقها في عمرٍ صغيرٍ...
*إسمي فاطمه الغربال عمري 18 عاماً ،خريجة ثانوية مقبلة على كلية الطب البشري، ليبية الجنسية قارئة وكاتبة الهوية، فالكتابة موهبتي والتخصص يختلف عن الموهبة.
*مصابة بحب القراءة من صغري فهو من جعل لقلمي صريراً ؛ فأصبحت أكتب عن صراخنا الذي فقد صوته، في عام 2016 ظهرت موهبتي ولكن انطلاق اسمي في عالم الكتاب كان في عام 2019 خلال مسابقة إلكترونية في دولة العراق، كتبت نص باسم "دروس الحياة" وتم قبوله وأُصدر في إحدى مكاتب العراق، تحت شعار "نصوص الحياة "وحقق نجاحاً باهراً وأصبح جزءاً من اسمي معروفاً خارج البلاد.
*أول من اكتشف موهبتي الكاتبة الأردنية "راما العمراني" كانت تعرض عليا كتابتها وأعيد لها صياغة بعضها، ومن هنا بدأ مشروع كاتبة ليبية صغيرة. نَمَّيت موهبتي من خلال مشاركة أكبر الكتاّب في النصوص ومشاهدة البرامج التي تخص علم الكتاب ،و المشاركة في أغلب النوادي على مواقع التواصل منها "كتاب المستقبل" في الأردن، كل هذه الأشياء أعطت لظهري جناحاً للتحليق فوق حلمي البعيد.
*دخولي لعالم الكتاب كان قصة تعجيزية بالنسبة لي ،وهي حلم كنت أقول عنه ممكن أن يتحقق يوم من الأيام، بدأ بكتابتي نصاً على التويتر وأشرت فيه لصديقتي الكاتبة الجزائرية "أحلام مستغانمي" عندما كتبت لي جملة لن أنساها ما حييت (بارعة الكتابة وكأنك خلقتِ بلا صوت)،وأعطتني روابط لكُتَّاب عالميين قائلة من هنا يبدأ مشوار كاتبة ليبية ،وبالفعل رُفعت أشرعة سفينتي وصاغت طريقها.
* أهم أعمالي على الساحة التي أفضلها هي مقالة بعنوان "التفاني في الحياة". شَجَّعني في خوض المجال ترسيم النفس والثقة بها والسلام الداخلي ، إضافةً إلى شغف الكِتابَة الذي جعلني إنسانة طموحة تتميز بأسلوبها الخاص. وهذا الشيء واضح حتي في طريقة طلبك لحذائك.
* شَاركْتُ في مسابقتين واحدة بالعراق والأخرى بالأردن .عن طريق روابط لمواقع التواصل، وتم قبول نصي وفهم المقصود منه كانت تجربة جميلة من خلالها تعلمت أن من أحسن القراءة أحسن المقال، وأن ليس كل مَن كَتَب باحثاً للشهرة إنما هي أرواح أرهقت فأحبت أن تكتب بالحروف. هذه اقتباسات لبعض كتاباتي ،مقال رحلة الحياة (كبرنا واكتشفنا أن الدواء ليس عصيراً وأن من رحل من الأحباب لن يعود .أن هناك أموراً تخيف أكثر من الظلام، كبرنا واكتشفنا أن مشاكلنا لم تعد قطعت حلوة، وعرفنا أن قسوة أبي وأمي خلفها كان الحب، كبرنا واكتشفنا أننا لم نكبر وحدنا بل كبر والدانا معنا). مقال روح التفاني (القراءة هي ركض بأقدام الروح وهي التوغل داخل الغابات للإفهام، وهي الإبحار في موج الأفكار حيث لا يوجد ميناء للوصول، الموانئ للقراءة هي الاستعداد لرحلة جديدة ولكتاب جديد، اقرأ يا عزيزي كي لا تبقى وحيدا)
* لدي كتاب جديد قريباً سيصدر، كتابي يتحدث عن أهم المعالم التاريخية والحضارية في ليبيا منذ النشأة، ويعتبر الأول من نوعه، وكذلك يشمل نظرة تعريفية عن ليبيا لليبيين وغير الليبيين، باختصار سيكون كتاب الزمان.
*الصُّعوبات التي تواجه الكِتَاب في ليبيا كثيرة، فهو لم يحصل على الآفاق الأوسع التي يستحقها في ليبيا، وعدم وجود دورات تحفيزية للكُتَّاب بالرغم من وجود كُتَّاب محترفين، لكن لا يسلط الضوء عليهم، بالأخص في نهاية عام 2018 عالم الكِتَاب كان للأسفل، حتي أن بعض الكُتَّاب شبّه نفسه قائلاً (في وطن يشعر الكاتب كأنه كتاب منسي على رف مليء بالغبار بمنزل عجوز أمنية)،هذه الصعوبات واجهتني مثلي مثل أي كاتب؛ فكانت كبيرة جداً على عاتقي، لأني كنت حينها مبتدئة، لكن إنشاد الجميع بكلماتي أعطاني القوة للكتابة.
* الكُتَّاب الذين تركوا في قلبي أثراً وفي عقلي فكرة هم نجيب محفوظ، الدكتورة خولة حمدي، الراحل إبراهيم الفقي، كذلك ابن خلدون وأدهم الشرقاوي، أغلبهم غنيون عن التعريف.
*هدفي المستقبلي أن اوفر لكُتَّاب المستقبل مالم يتوفر لكُتابنا الحاليين، ومنح مجال لكل كَاتِب كي يتفرد بقلمه.
* نصيحتي لكل كَاتِب مبتدئ، لا تبحث عن الشُّهرة رتب وتفرد بِصَرِيرْ قلمك، حتما ستغوص بالنجاح، وتذكر كل شجرة كانت بذرة، اجعل من صرير قلمك أثراً جميلاً يطبع في نفوس البشر.
*طَرَقتُ باب النشر الإلكتروني فهو سبب شهرتي، ولديَّ قنوات تحمل اسمي تنفرد بكتاباتي، ولو أتيحت لي الفرصة ؛كُل كِتَاب ورقي اجعل منه نسخة إلكترونية، فالنشر الإلكتروني حديث العصر وجزء من حياة الناس
. بَرقيَّة شكر لكل قارئ استوحى ما أكتب ولكل كاتب أنشد بكلماتي، لعائلتي واحبتي، إن جف حبر قلمي فإن صفاء قلبي يكتبكم، وإن قلت شكراً فشكري لن يوفيكم.
. كلمتي الأخيرة للقُرَّاء استوحى ما تقرأ كي لا تبقى وحيداً، فالقراءة حياة، والعبور إلى المنفى لا يحتاج إلى تذكرة، أحياناً تقتلنا كلمة عابر وتحيينا كلمة شخص لا نعرفه، لا تيأس أبداً وإن وقَعْت يوماً، انفض غبار اليأس عنك وتذكر أن الاحلام تتحقق، تفعل الكتب مالا تقوى عليه البنادق، عزيزي القارئ كدس ما شئت من الكُتب فليس لها تاريخ انتهاء صلاحية.