حنان علي كابو
أن تؤمن بحلمك ،ولاتلتفت لاذيال الخيبة ،أن تنهض بعد كل كبوة بمزاج عال ويدا تزيح المعتاد بعيدا ،أن تؤمن بأن الأثر سيبقى ويزهر من جديد بلون أكثر ألقا وحياة .
وفي صباحات "غريان " اجتمع فريق مجلة "ماريش " التي تتطلع بخصوصية وحرفية ،وبتعاضد مع طلبة جامعة غريان واتحاد طلبة كلية الآداب في أيام شتاء ماريش بدورتها الأولى التي حملت اسم الأديب "عمر الكدي "على مدى ثلاثة أيام وبرعاية "أفران الصفوة للخبز والخبيز والحلويات ومدرسة وروضة لمسة .
حمل البرنامج العام لهذه الدورة بعد كلمة الأفتتاح ،جلسات ثرية فقدم الدكتور علي برهانة ورقته التي عنونت "السخرية في أدب الصادق النيهوم ،بينما تناول الدكتور محمود ملودة "السرديات البنيوية في نقد الرواية الليبية وفي شهادة الروائي كانت من نصيب الروائي الشاعر يوسف إبراهيم ،أما السرد البرزخي فقد سلطت الضوء الدكتورة صباح أبو شاقور :بقراءة في قصة "مجرد حلم "للقاص حسن المغربي ،بينما خصت الدكتورة نبيلة سالم بالبنى السردية في قصص عزة المقهور .
وفي عرض فلم "كانت القصيدة السوداء لكلا من الشاعر المخرج سيف الدين همامي ،والشاعر يوسف عفط ،أما في جانب القراءات الشعرية برفقة عازف العود :عبدالحكيم الزوالي ألقى كلا من الشعراء سيف الدين همامي ،يوسف عفط ،هدى التليب ،أسامة الناجح ،بعضا من نصوصهم المختارة .
على الهامس كانت زيارة لبعض المعالم الأثرية التي تتميز بها "غريان
"
وكان التكريم ختام لماريش وأيامها الثقافية بشهادات تحمل عبر كلماتها الأمتنان لكل من شارك .
في سؤال مع الكاتبة أحلام المهدي عن
شتاء ماريش الثقافي الذي استهل أولى دوراته بالأديب بعمر الكدي لماذا هذه
الشخصية تحديدا .؟
تقول :عمر الكدي هو عراب ماريش و ناقلها إلى ذائقة المتلقي الليبي والعربي بقصائده ورواياته
،وماريش هي عين ماء في جبل غريان لكن الكدي كتب عن أغنيات ماريش وعن حروبها وثوراتها، وجعل من غريان مسرحا عظيما لقصائده، هناك من لم يسمع بماريش إلا بعد أن قرأ للكدي، ونحن فريق حمل هذا الاسم في مجلة والآن في محفل ثقافي، فمن الجميل والمنصف أن تحمل دورتنا الأولى اسم هذا المبدع الليبي الغرياني الكبير، تكريما له على ما قدمه للأدب وللمدينة ولليبيا كلها.
.
قائلة .وذكرت عن كيفية التي يتم بها اختيار المواضيع
"كل ما قدمناه كان بعد نقاش بين أعضاء المجموعة، وفي هذه الدورة كان التركيز على النقد والمداخلات السردية في القصة والرواية، قد يتغير هذا في الدورات المقبلة فمديات الإبداع شاسعة ولا حدود لها"
.
وفي سؤالي حول فيلم القصيدة السوداء التي لاقت عرضا ومناقشة هل من باب الحداثة والتفرد في التجربة ؟
أجابت "نعم هي تجربة رائدة جدا وحديثة في ليبيا لربطها الشعر بمجال عظيم هو السينما، فما نعرفه أن القصائد تتحول إلى أغنيات ولوحات تشكيلية وأحيانا إلى مسرحيات، لكن أن تتحول قصيدة إلى فيلم سينمائي روائي، فهذا ما فعله الجميلان الشاعر يوسف عفط والمخرج سيف الدين همامي، ورأينا أن نحتفي بهما، هما يستحقان هذا وتستحق أيام "شتاء ماريش" الثقافية أن تكون سببا في جعل غريان المدينة الليبية الثانية التي يعرض فيها الفيلم".
وحول جدوى هذه الفعاليات على أرض التجربة تستأنف المهدي حديثها قائلة :
"رأينا أن تحريك الراكد أكثر جدوى من الاكتفاء بمشاهدته بصمت، وهذا سيخلق تراكما يجعلنا أقوى كفريق وكيان ثقافي مستقل لا أهداف له إلا الاحتفاء بالإبداع والمبدعين وجعل الثقافة هاجسا إنسانيا لا يخضع لإرادة أحد.
وأختتمت المهدي حديثها معي عن ماذا تعولون من هذا الطرح ؟
"نعول على الاستمرارية وخلق تراكم يحضن كل التجارب الإبداعية ويحتفي بها، ويعود بماريش سيرتها الأولى، عين ماء تتدفق إبداعا وعطاء، وعندما تنتهي ماريش المجلة الثقافية لأن أمرها لم يكن بأيدينا، سيستمر ويزهر شتاء ماريش الذي سنحرسه بأرواحنا.
