لقاء وتصوير/ ابتسام اغفير

الفجوة في مجال أبحاث ذوي الإعاقة هي التي جعلتنا نفكر بجدية في إنشاء هذا المركز هذا ما استهل به رئيس المركز الوطني لأبحاث الإعاقة الأستاذ صلاح العقوري حوارنا معه حول فكرة تأسيس المركز وإنشائه.
وأضاف أن الفكرة ولدت عام 2018 م عندما كانت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية قائمة كوحدة واحدة، حيث تقدمنا بفكرة المقترح آنذاك للوزير، ومن ثم احيل المقترح إلى رئاسة الوزراء.
وأوضح أنه في فترة تقديم المقترح تم فصل وزارة العمل عن الشؤون الاجتماعية، وعندما تولت الدكتورة فتحية الفرجاني شؤون الوزارة تبنت فكرة المقترح، ومن ثم شُكلت لجنة من مندوب الشؤون الاجتماعية، والتضامن، والعمل، والصحة لدراسة جدواه، وبعد إحالته لرئاسة الوزراء تم إقراره بموجب قانون رقم 40 لسنة 2020م.
وحين سألناه حول جدة الفكرة أمأ أنهم استنبطوها من مراكز عربية موجودة سلفا أجاب: يعد المركز هو ثاني مركز مختص في أبحاث ذوي الإعاقة، بعد مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة في السعودية، الذي كان له السبق في الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الإعاقة.
وأشار إلى أن المركز: من منطلق عمله في مجال الأبحاث العلمية لدينا في الهيكل التنظيمي له، ادارة تسمى إدارة الأبحاث، وهناك ادارة أخرى توازيها في العمل هي إدارة الابتكار، وتوكل إليهما مهمة البحث العلمي، والابتكار لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف اشكالها.
ولفت إلى أن المركز: أيضا يشجع ويستقبل الأبحاث العملية التي تأتي من خارج المركز، مثل الجامعات والمراكز البحثية المختلفة، إضافة إلى خلق أبحاث مشتركة فيما بين المركز وهذه الجهات.
وحول المجالات التي يمكن أن تتطرق إليها الأبحاث في المركز قال: نحن نبحث في جميع المجالات التي تتعلق بالإعاقة سواء فهم الإعاقة، والبحث في أسبابها، وكيفية الحد منها، وكيف يمكن أن نساهم من خلال التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي في تحسين الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وذكر أن المركز: بدأ في عمله المبتكر حيث توجد مجموعة تعمل حاليا على الكرسي الكهربائي الذكي، ومجموعة تعمل على اليد الذكية، ومجموعة أخرى تعمل على النظارة لذوي الإعاقة البصرية، وبالتأكيد هناك مجموعة تعمل على السماعات الذكية لضعاف السمع.
وكشف الأستاذ صلاح أن المركز بصدد القيام بمشروع بحثي يتعلق بعلاج جديد لاضطرابات التوحد عن طريق الخلايا الجذعية، وجاري العمل على هذه الدراسة للاستفادة من نتائجها بأكبر قدر ممكن، وأكد على أن المركز يهتم بجميع الأبحاث التي والابتكارات التي تساهم في توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة بما يتناسب مع قدراتهم.
وأكد على أن: المركز يسعى إلى الاستفادة من قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة بأكبر قدر ممكن، وإتاحة الفرصة لهم لعيش حياة طبيعية كأي مواطن طبيعي في المجتمع، يتمتع بكافة الحقوق والحريات.
وأوضح أن: الأشخاص ذوي الإعاقة هم فئة لا يمكن تجزئتها أو إبعادها من المجتمع فبحسب احصائيات لمنظمة الصحة العالمية بلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة حول العالم " مليار"، وهم يتأثرون بمن يعيشون حولهم ويؤثرون، والأثار تمتد للمجتمع ككل، أضافة الى الاثار النفسية والاجتماعية لهؤلاء الأشخاص.
وأجاب الأستاذ صلاح حول تساؤلنا متى نرى نتائج ملموسة للمركز على أرض الواقع قائلا: دعيني أخبرك أن المركز مستحدث فقد بدأ نشاطه بداية نوفمبر عام 2023م، لذلك سنستغرق وقتا لنرى نتائج ملموسة على أرض الواقع خاصة، وأن الأبحاث تحتاج إلى تمويل مستمر، وتطوير كفاءة البحاث، كذلك يحتاج إلى اكتساب البحاث للخبرة من مراكز أبحاث عالمية، وجود معامل حديثة وورش كبيرة.
وأضاف أن: دور المركز حاليا هو تقديم المشورة، للجهات العامة المعنية بالإعاقة، ولن تكون ابحاثنا مجرد ترفيه، أو تسلية، ولكن من أجل تقديم نتائج وتوصيات ملموسة تخدم المجتمع بصفة عامة والأشخاص ذوي الإعاقة بصفة خاصة، ومن ثم المتابعة للبث في هذه التوصيات.
وعن الرؤية المستقبلية للمركز يقول: طموحاتنا كبيرة أن يكون المركز من المراكز المتميزة على مستوى العالم، ومنتجين للمعرفة، فالدول يقاس تقدمها بالبحث العلمي وهذا ما جعل العالم يتقدم علينا لأنهم أكثر اهتماما به، ويخصص مبالغ كبيرة لدعمه وتطويره.
وذكر الأستاذ صلاح أن: المركز يسعى الى اصدار مجلة فصلية، وكذلك كتب علمية، مستقبلا، ويتم العمل حاليا على اصدار دليل لوسائل الإعلام، حول كيفية التخاطب مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وضبط المصطلحات وتغيير الصور النمطية الموجودة لدى الناس.
ودعا الأستاذ صلاح العقوري في نهاية الحوار جميع الجهات المساهمة في دعم هذا المركز وتطويره، والمساهمة في الرحلة العلمية من قبل البحاث وأساتذة الجامعات، وطلاب الدراسات العليا، أو الخريجين الذين يسعون لتقديم مشاريع بحثية في مجال الإعاقة.

#الليبي_اليوم_المركز_الوطني_لأبحاث_الإعاقة