Nov 22, 2024 Last Updated 7:25 AM, Nov 21, 2024

الأديبة عزة سمهود تثري المشهد الثقافي بإصدارين جديدين وتقول لليبي اليوم / أنا روائية تعمل من أجل أن تتجاوز بأدبها محنة ( الثقافة المزورة ) مميز

حنان علي كابو 

بتدوينة خاصة أدرجتها عبر صفحتها الخاصة ،أعلنت الأديبة عزة رجب سمهود عن  إصداران جديدان يضافان لإعمالها السردية ،وقد أشرفت على طباعتهما دار تالة –طرابلس ،الإصدار الأول روايتها التي تعد الرابعة والتي عنونت "رسائل البلاط الطرابلسي " حيث تناولت عدة سير ذاتية لشخصيات متعددة الجنسيات في العهدالقرمانلي،أمامجموعتها القصصية الأولى فحملت عنوان "يوم في الغربة ويوم مع الحنين "  لماذا اخترت هذا العنوان ليتوّج مجموعتك القصصية الأولى ؟ هذه فعليا ً أوّل مجموعة قصصية أقوم بطبعها ورقيا ً، عمليا ً توجد مجموعة أخرى منشورة في أكاديمية الفينيق العربي تحمل عنوان ( السيدة الأولى )منشورة منذ سنواتٍ.(يوم في الغربة) مجموعة قصص قصيرة، ذات طابع يحمل صبغة الاغتراب النفسي، اغتراب الأشخاص عن أوطانهم، وذواتهم، وهجرتهم وتأثرهم بأنماط الحياة في مجتمعات الغربة، واستسلامهم لطريقة التعايش هنالك، ثم باقي العنوان (يوم مع الحنين) فهذه السّرديات تحمل فكرة تكنولوجية عن تعايش  العوالم الأخرى، التي نحيا بواسطتها حياتنا، وتعكس رؤية المجتمعات الغرائبية لمجتمع الإنسان، بهذا يكتمل معنى المجموعة الواقعة في ثلاث عشرة قصة. . لمن الغلاف؟ ولماذا هذا التعبير الذي يحمله غلاف مجموعتك القصصية ؟     الغلاف للفنانة التشكيلية نجلاء الشفتري، من المهم أن يتناسب محتوى المجموعة مع غلافها، نجلاء الشفتري ترسم التفاصيل الدقيقة في حياتنا اليومية، ولديها القدرة على ترميز هذه التفاصيل بمعانٍ إيحائية ذات معنى سامٍ وجليل، لو لاحظت الغلاف عبارة عن شخصيتين متحاورتين بشكل  غريب، لأنّ ثمة قلب موضوع على الطاولة، وثمة غربة في المعنى، وحنين في الصورة هل هذا أول تعاون لك مع دار تالة ؟   نعم، دار تالة لصاحبها الأستاذ عزالدين بلقاسم، دار نشر مخضرمة، لها تاريخ عريق نشأت في التسعينيات، لديها منشورات في مكتبات بنغازي وطرابلس، هذا عدا روح الاستعداد والتعاون التي تتحلى بها، و بهذه المناسبة يسعني أن أشكر،  الناقد الأستاذ الفاضل عبد الحكيم المالكي الذي أرشدني لهذه الدار العريقة (حدثينا عن روايتك ( رسائل البلاط الطّرابلسي رسائل البلاط الطّرابلسي رواية بوليفونية متعددة الأصوات، تكرّس نفسها لتأريخ الأدب السيرذاتي في ليبيا، أخترتُ التجريب في أدب السجون والمراسلات، من خلال استطلاع عدد من السّير الذاتية لشخصيات تعايشت مع بعضها، أو على فترات متقاربة، وكتبتْ مذكراتها لرواية  تجربتها في ليبيا خلال قرنٍ من الزمن... لقد تناولت مجموعة من الشخصيات في العصر القرمانلي، هل جاء ذلك وفق رتم معين؟ اخترتً شخصيات سجينة كشخصية الطبيب الأمريكي جوناثان كودري، وكان أسيرا ً لدى البلاط الطرابلسي أو القلعة، وقد عاصر فترة يوسف القرمانلي ، وشخصيات رحّالة أو مرافقة لشخصيات دبلوماسية منها شخصية مدام توللي التي روتْ أخبار الطرابلسية، ووثقت المجازر، ونوبات الطاعون التي عاصرها شعبنا، ووثقت فترة المجاعة التي اجتاحت الناس، وعاصرت حرب القلعة الداخلية والخارجية، وحروب أوروبا قبالة الشواطئ الليبية . كذلك كتبتُ سيرة الأسير جيمس لندر كاثكارت، وهو أسير السجون الجزائرية ثم بعد قيام دولة الولايات المتحدة تمّ تعيينه سفيراً لدى ليبيا في عهد يوسف القرمانلي. وأيضا ً كتبت سيرة القرصان علي زول أو علي برغل كما يُسمّى، وسيرة مؤسس الأسرة القرمانلية، وسيرة العهد القرمانلي نفسه، وسيرة اليهود والمسيحيين واليونانيين في طرابلس، ثم سيرة طرابلس نفسها، التي جاءت بلسان المترجم  حميدان المرافق للطبيب جوناثان كودري.  كل ذلك يقع في مائتين وخمس عشرة صفحة. جاءت وفق تنامٍ تاريخيّ تنازليّ لمراحل العهد القرمانلي، وبواسطة تقنيات سردية كالفلاش باك، وتيار القطع، وبلغات سردية تعمدتُ التّنقل فيها بين الشعرية، والموضوعية، والتقريرية البسيطة بسبب وجود فكرة أدب المراسلات بين جنبات الرواية، وهذا بالطبع لزم مني أن أتقمص شخصيات كل الأصوات السردية، بدون أن أقع في فخّ التقارب اللغوي السردي، بحيث تكون شخصيات متباعدة الفكر، والنمط المعيشي، والدّور الذي عاشته. .. ما هي صعوبات هذا العمل ؟   صعوبات هذا العمل تجسدت في الاستعانة بالمراجع التاريخية الصادقة التي لا تشوبها شائبة التزوير التاريخي خاصة فيما تعلق بالترويج للعهد القرمانلي بأنه عهد رخاء على إيالة ليبيا وقتها، وهنا أشكر الأستاذ الناقد حسن المغربي لتوفيره المراجع المهمة والمؤكدة ومنها على سبيل المثال لا الحصر كتاب (ليبيا منذ الفتح العربي وحتى 1911) ،ترجمة خليفة التليسي، والثاني كتاب (يوميات جوناثان كودري في قلعة طرابلس الغرب،بالإضافة لمراجع من مكتبتي منها ( عشر سنوات في بلاط طرابلس ) لمدام توللي ومقالات موثقة عن فترة الأوبئة في ليبيا، ولعل ذلك احتاج مني لوقت طويل لتحويل المادة التاريخية إلى رواية متصلة وشخصيات متجانسة، وحقب زمنية في قرن واحد تقريبا ً .ما الإضافة الجديدة التي اعتقدتْ عزة سمهود أنّها اشتغلت عليها، وميّزتها عمّا سبق ؟ الرواية البوليفونية تجربة جديدة بالنسبة لي ، لا تحمل صوتاً أو صوتين أو ثلاثة أصوات، إنها رواية تصل لأكثر من عشرة أصوات متفاوتة الأدوار والأعمار . أنا روائية تعمل من أجل أن تتجاوز بأدبها محنة( الثقافة المزورة ) التي تشير لأزمنة ماضية في بلادنا، وتقدمها لنا كأنها أزمنة رغد وعهود ازدهار، بينما كان أهلنا في تلك الأزمنة سواء من جهة طرابلس أو فزان أو برقة يعانون تحت رزح الاستعمار العثماني الذي مارس سياسات الاغتصاب والقتل وصنع نظاما ً ضريبيا ً سبّب حياة بائسة خاصة لأهل طرابلس القريبين من نقطة الحكم، حيث يسود نظام الحريم داخل القلعة، وتسود الفتنة بين قبائل ليبيا، وتتشكل الثارات القرمانلية والانكشارية بفئاتها بين موالٍ ومناهضٍ للباب العالي، كذلك من المهم الإشارة إلى أنني لا أبني أعمالي على حساب الحقيقة التاريخية، بل هي الحقيقة بل هي الحقيقة التي رفضت التزوير فجاءت رواية، وهذا لا يعني أنه منهج روائي لديّ، لأني أظنني ملولة سرعان ما أتنقل للتنويع بين مواضيع رواياتي. . تنقّلُك بين صنوف الأدب أكسبك جسارة أم مهّد لك مروج من الانسيابية مع النّص؟  القراءة هي التي فعلت ذلك، وفجّرت الشغف والرغبة لديّ، فوجدتني أستطيع أو أحاول أن أكتب ما قد يخطر ببالي، ولا أقدم نفسي كشاعرة جيدة أو روائية وقاصّة جيدة، ما يهمني أن أكتب أعمالي وأمضي إلى عمل آخر وأنا سعيدة بما أنجزت، ولا يزعجني ما قد يقوله أحدُ لي أو عني فهذا شائع في مجتمعات الأدب باعتباره ظاهرة وعي . مسألة الانسيابية مع النّص أجدها سلسة جدا ً في الشعر والرواية، ولا أعلم السبب في عدم حصول ذلك أثناء كتابتي للقصص القصيرة. . . ماذا فعلت بك الكتابة ؟  الكتابة أوصلتني لعوالم ونفوس النّاس، تعلمت من الكتابة احترام الآخرين، باعتبار أنّ الأساليب متعددة ذات مشارب مختلفة، كالأرواح المختلفة ذات مشارب متعددة، أحبُّ عالم الكتابة لأنه يأخذني لمناطق لم تتح لي فرصة السّفر إليها، لقد سافرت في روايتي" ذاكرة بلا صور" إلى أدغال نيجيريا وهنالك أتاحت لي الكتابة العيش كفلاحة اسمها آبيا موسيس، قالت آبيا قضيتها الإنسانية واختفت بين هسيس الغابات، ووحشة أدغال سامبيسا، لكنّ الكتابة أبقتْ على صوتها،وقادتْ الناس إلى عالمها,في سيرتها الذاتية نقرأ عزة رجب سمهود، من بنغازي، شاعرة وقاصّة وروائية، لها عدد من الأعمال الشعرية والمقالية والسردية والنقدية، نشرت في عدد من الصحف والمجلات العربية، أُجريت معها عدة لقاءات صحافية، وأُجريت حول رواياتها عدد من الدراسات النقدية، صدر لها : رواية سفر الريح عن دار غراب للنشر والتوزيع ــ مصر ، وصدر لها جريمة هادئة عن دار غراب ، وصدر لها ذاكرة بلا صور عن دار راشد ، ويذكر أنّ روايتها الأخيرة دخلت القائمة الطويلة والقصيرة لجائزة راشد الشرقي، صدر لها أخيراً رواية ( رسائل البلاط الطرابلسي) ومجموعة قصصية ( يوم في الغربة يوم مع الحنين)

المزيد في هذه الفئة : السر في الكتابة الصحافية »
 

اشترك في نشرتنا الإخبارية

ليصلك كل جديد من أخبار ومقالات وأخر القضايا الساخنة ... ضع بريدك الإلكتروني هنا

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more