حنان علي كابو 

عن دار الرواد للنشر والتوزيع، صدرت المجموعة القصصية الخامسة للكاتبة القاصة عزة المقهور حملت أسم "بهلولة "، تصميم الغلاف للفنان التشكيلي محمد بن لامين

اما الغلاف الخارجي فكان بقلم الاستاذ الكاتب والقاص عطية صالح الأوجلي

وقد اختارت المقهور هذا الاسم تحديدا لكونه اسم طرابلسي. وأضافت " بالنسبة لي يمثل طرابلس الستينيات والسبعينيات حيث كان اسما متداولا. هذا الاسم ايضا يمثل حزنا وتشبثا بالأمل، فهو يطلق عادة على الاناث (بهلولة) والذكور (بهلول) طلبا للعيش وتوقيا من الموت الذي كان في زمن سابق عادة ما يخطف الأطفال في سن مبكرة، الأمر الذي يستدعي إطلاق اسماء غريبة في مواجهة الموت الذي يلاحق النسل.

تصف المقهور الحقبة التي دارت فيها أحداث القصص قائلة " بهلولة تمثل الطفولة البريئة وحقبة زمنية اتسمت بالمساواة رغم الاختلاف احيانا، تمثل التوق إلى الحياة الكريمة في مواجهة الموت، لكنها تمثل أيضا المعاناة أمام الجهل وقلة الحيلة

. تتنوع القصص في " بهلولة" حكايا المدينة، تدور أغلب احداثها في طرابلس، لكن هناك قصص دارت احداثها في المغرب ونيويورك ومصر وهاواي ونابولي.

 هذه المجموعة القصصية كتبت ما بين عامي 2012 -2019، عدا أربع قصص كتبت في عام 2022. المجموعة من 198 صفحة وتحتوي على 22 قصة قصيرة كتبت في مدن شتى

كتب عن هذه المجموعة الكاتب والمترجم القاص عطية الأوجلي

… ليس مجرد حيز للسكن او العيش ... المكان ذاكرة وعشق وحب وبغض

…

وبصمات تصبغ الروح بآثارها.

.. المكان

 … قصص طفولة وذكريات حميمة

 … واصوات الجيران وغسل لدوراة العيد وهدرزة في مربوعة … وصداقات دراسة … ولعب الكرة وعرايك الشوارع ... المكان ينمي فينا الإحساس بالجمال... بالغربة... بالهجرة...… أو بالمنافي... المكان جغرافيا وتاريخ الولادة... والموت... المكان هو نحن ... ونحن هم المكانة

… رحلت بي في عوالم طرابلسية

… حتى وإن حطت في مراكش ولامست ميلانو والاسكندرية

والشخصيات … تجولت عبر الازقة والبيوت

… عشت حسرة حليمة … وقسوة منصور … وجمال القرنفلة

… استمعت بالبحر وبدزيرة الفستك …وتألمت لما فعله البشر به

 … وعلقت بذهني غربة بثينة وذكرتني بغربتي الدائمة

… فتسببت اثناء تجوالي عند شيخ النصارى والفقي والربي

…

وكالعادة مالقولي طبي

 العلاقة بين الكاتب والمكان علاقة شائكة ملتبسة

  ... فمن المكان يستمد الكاتب الكثير من إبداعاته.

. ومن الكاتب تستعيد الكثير من الأماكن بهائها وجمالها بل وحتى وجودها

  ... بل في بعض الأحيان يصعب الفصل بين الأثنين

.. هل نفصل جويس عن دبلن ... أو درويش عن الجليل. القاهرة عن محفوظ.... بودلير وباريس ... شكري وطنجة. كفافي والاسكندرية. القائمة تطول.

كنت دائما اتساءل ... ماذا عن مدننا؟ .

... هل ثمة مبدعين التصق ابداعهم بحيز مكاني

  ... بحيث لا يُذكر الأول دون أن يحث على تذكر الأخر

… يبدو أن القاصة عزة

… قد اقتربت من ذلك

… فاقتنصت لحظات طرابلسية

… مفعمة بأحاسيس أناسها

… وتفاصيل نسيجها الاجتماعي

… في حكايات تحي ذاكرة المدينة

… وتسكنها.

نقرأ في سيرتها الإبداعية.

... "تعد الأديبة عزة كامل المقهور. من مواليد طرابلس 1964، ولدت في بيت قانوني وأدبي فوالدها المرحوم كامل حسن المقهور محام معروف ومن رواد القصة القصيرة الليبية، ووالدتها السيدة سهير الغرياني من أوائل الخريجات الجامعيات الليبية ومن مؤسسي مجال الخدمة الاجتماعية في ليبيا. تخرجت عزة المقهور من كلية الحقوق جامعة بنغازي في عام 1985، ثم تحصلت على درجة الماجستير في القانون الدولي والمنظمات الدولية من جامعة السربون بباريس عام 1988. تدربت بمكتب دولي للمحاماة، ثم أسست مع والدها مكتب المقهور وشركاه عند إعادة مهنة المحاماة عام 1990. كاتبة قصة قصيرة، وصدرت لها خمس مجموعات قصصية

فشلوم/ ثلاثون قصة من مدينتي/ امرأة على حافة العالم/ بلاد الكوميكون/ بهلولة حكايا المدينة "… !!!