لم تكن تتوقع السيدة سالي أن جهاز مملس الشعر الذي اشترته من احدى صفحات التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ووصل ثمنه إلى ثلاثة آلاف دينار ليبي، أن يكون مستعملا، حيث تقول عن صدمتها بعد دفع هذا المبلغ الباهظ، وبعد انتظار عدة أيام، وصلني الجهاز واستلمته، ولكن عندما فتحت الجهاز لتجربته صُعقت فقد كان الجهاز مستعملا! فوجدت عليه عدة علامات تدل على انه مستعمل، وحين تحدثت مع البائعة وطلبت منها إعادة المبلغ رفضت أن تعطيني جهاز جديد، أو تعيد مالي إلي.
السيدة سالي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة من الناس الذين تعرضوا للاحتيال عبر الانترنت والصفحات التي تبيع بضائعها عبر مواقع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، فقد تعرضت السيدة زينب الغرياني هي الأخرى لعملية احتيال عندما اشترت قطع ملابس من صفحة إلكترونية تدعي بأن جميع الملابس التي تعرضها من ماركة عالمية معروفة، وتقول عن ما تعرضت إليه: عندما استلمت قطع الملابس كانت الصدمة حيث تم خياطتها بشكل يدوي وغير مرتب! ولم تكن من الماركة العالمية كما روجت الصفحة، وللأسف رفضت البائعة ا إعادة المال الي وقامت بتجاهلي!
وبالرغم من أن التسوق عبر الانترنت يوفر الجهد والوقت، إلا ان الصفحات والمواقع الوهمية أدت إلى التقليل من ثقة الزبائن اتجاه شراء أي منتج من الانترنت، وهذا ما يطلق عليه (الاحتيال الإلكتروني)، وقد يستخدم بعض من تم الاحتيال عليهم التشهير بالصفحة التي احتالت عليه، لتنبيه الآخرين عن الصفحات الوهمية التي تقوم بعمليات الاحتيال والنصب على الزبائن.
فهل يا ترى تقصد بعض هذه الصفحات عرض منتوجاتها للاحتيال على الناس عن طريق طريقة العرض وزاوية التصوير والإضاءة؟ وهل المسوقين عبر هذه الصفحات يعرفون ما معنى الاحتيال الإلكتروني؟ وكيف يتجنبونه للمحافظة على زبائنهم؟ حيث أجابنا مدير صفحة كريستال المملكة المتحدة التي تعرض الملابس والحقائب والأحذية قائلا: الاحتيال الإلكتروني يعتبر نوع من أنواع النصب من خلال عرض منتج بصورة جميلة على الصفحة، أو الموقع الإلكتروني، ولكن في الحقيقة يكون المنتج مختلف تماماً عن الصور وذو جودة رديئة جدا أو عن طريق أخذ عربون من الزبون ولكن لا يتم وصول الطلبية إليه.
ويجيب مدير الصفحة عن كيفية تحقيق التوازن بين عرض المنتجات بصورة جميلة، ولكن في ذات الوقت يكون المنتج حقيقي وغير مبالغ فيه قائلا: أن الصفحة تعرض ملابس وحقائب من ماركة عالمية بمعنى أن صور العرض حقيقية، وقد تكون القطعة في الواقع أجمل من الصور، وفي بعض الأحيان بجعل الزبائن يصورون القطع بعد التسليم وعرضها في الصفحة لزيادة المصداقية.
ولمعرفة ما أن كان يوجد عقوبات لجريمة الاحتيال الإلكترونية في ليبيا أم لا؟ أجابنا المستشار القانوني الأستاذ صالح حمد الشلماني قائلا: إلى الآن لا يوجد عقوبة خاصة بالاحتيال الإلكتروني في ليبيا، ولكن هناك مختصين يعملون على وضع قانون خاص لجرائم الانترنت، ويرجع السبب لعدم وضع قانون للاحتيال الإلكتروني حتى الآن هو ضعف كفاءة قطاع الاتصالات، وضعف الموارد البشرية وغياب الخبرات المطلوبة في ليبيا.