أخذت سلسلة المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة والأكلات الشعبية بالانتشار الكبير واكتساب شعبية أكبر بين الشباب في الآونة الأخيرة، ورغم ارتفاع أسعار الوجبات ونقص السيولة! إلا أننا نرى ازدحام كبير للشباب أمام تلك المطاعم، ولمعرفة السر وراء عزوف الشباب عن تناول الوجبات المعدة في المنزل؟ وتفضيل الوجبات السريعة التي تقدمها المطاعم؟ وعن أكثر الأشياء التي تجذبهم لأكل المطاعم؟ والأضرار التي تسببها الوجبات السريعة على صحتهم؟ كل تلك الأسئلة وغيرها حاولنا الإجابة من خلال هذا التقرير حيث أجابنا في البداية أحد المترددين على المطاعم محمد القهوي قائلا: إن الفرق بين وجبات المنزل ووجبات المطاعم هو الطعم والتوابل المستخدمة وتنوع الأصناف، بالإضافة الي سرعة تحضيرها مما لا يجعلني أنتظر طويلاً للحصول على وجبتي.
كسر الروتين
ومن جهتها تقول أسماء خليفة ربة بيت: بالنسبة لنا نحن الأمهات تعتبر الوجبات السريعة حل سريع في بعض الأحيان عندما ننشغل مع أطفالنا ولا نجد وقت للطبخ، وفي أحيان أخرى تعتبر كسر للروتين اليومي وتغير من الأكل المعتاد الذي نعده كل يوم.
رأي مخالف
وتخالفها في الرأي نجية محجوب ربة بيت فتقول: أنا لا أتناول الوجبات السريعة التي تعدها المطاعم ولا أفضل الذهاب إليها، لأن الوجبات التي تعدها المطاعم تحتوي في الغالب على دهون كثيرة وهي دسمة ولا تحتوي على إي قيمة غذائية، ونسبة السعرات الحرارية الموجودة فيها عالية لا يستفيد منها الجسم، فأنا أفضل إعداد هذه الأصناف التي تقدم في المطاعم في البيت وبطريقة صحية، صحيح أنها تأخذ وقتاً أطول لتجهيزها ولكن تعتبر أضمن وأنظف.
ارتفاع الأسعار وقلة السيولة
وتقول أسماء الحواز موظفة: إن سبب اقبالي على وجبات المطاعم هو طعمها الجيد ونكهاتها المميزة وسرعة تجهيزها، ولكن لو أن أسعار الوجبات رخيصة والسيولة متوفرة لا يمنع ذلك من ذهاب المرأة بعد عودتها من العمل وأخذ أبنائها من المدرسة والذهاب بهم الى المطعم لتناول وجبة الغذاء لتعود الى المنزل مرتاحة وتستعد لتجهيز وجبة العشاء
الدعاية والإعلان
ومن وجهة نظرها تقول حنان البرعصي أستاذة: إن الدعايات الإعلانية لها دور كبير في أقبال الشباب على تناول الوجبات السريعة المعدة في المطاعم، لأنه عند مشاهدة دعاية إعلانية لمطعم مشهور، فإن منظر وشكل الوجبات والأصناف الذي يقدمها هذا المطعم يشدنا إليه من خلال هذا الإعلان، وبالتالي يرغبون في تجربة هذه الأصناف ليشعر بلذة وطعمه التي وصل لها الذين قاموا بالدعاية.
عدم وجود الوقت الكافي
كان لابد لنا من الدخول لمطابخ أحد المطاعم ومعرفة السر وراء هذا الاقبال فالتقينا بالشيف مجدي محمود حيث قال: إن الزبون داخل المطعم له الحرية في اختيار وجبته، على عكس ما يحدث في المنزل فهو مجبر على أكل ما تجهزه له الأم، ويكون الطعام معتاد وممل مما يدفعه لتجريب أصناف جديدة ومختلفة، وهذا ما يجعل الشباب تقبل على تناول الوجبات السريعة، كذلك التوابل لها دور مهم في إعداد الأصناف فهي لا تختلف عن التوابل المستخدمة في كل بيت ولكن هناك نوع من التوابل الوحيد الذي يأتي من الخارج وهو يستعمل في (الكنتاكي) ليجعله مقرمشاً، كذلك طريقة تقديم الوجبات وتنوع الأصناف منها المقلية والمشوية ومنها ما يطهى في الفرن .
ومن جانبه يقول الشيف عدنان الزياني: إن أكثر الشباب الذين يترددون على المطاعم تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والأربعين عاماً، و سبب أقبال هؤلاء الشباب على الوجبات السريعة هو عدم وجود الوقت الكافي للأكل في البيت، او بسبب تغيير الروتين اليومي للطعام، كذلك يختلف الطعام المعد في المطاعم عن المعد في البيت ليس من خلال التوابل كما يضن البعض بل هي نفس التوابل الموجودة في كل المطابخ، ولكن من خلال طرق التحضير الوجبات والمعدات المستعملة لذلك: فمثلاً مكينه الشاورما أو القرل أو قلايا البطاطا وغيرها من الآلات غير موجودة في المنزل.
أضرار الوجبات السريعة على الصحة
ومن الناحية الصحية هناك وجهة نظر مخالفة لكل الآراء حيث تقول اخصائية التغذية الدكتورة أمنة بوحليقة: انه انتشرت في الفترة الأخيرة إدخال الوجبات السريعة ضمن النظام الغذائي اليومي لبعض الناس، لأسباب متعددة منها: سرعة الحصول عليها وسهولة استساغها وغيرها، ولكن هذه الأسباب ربما تظهر انها من الميزات ولكن مع صحة الإنسان الوضع مغاير.
فهناك دراسات كثرت حول مضار الوجبات السريعة أكثر بكثير من فوائدها، ومن ضمن هذه المضار ارتفاع معدلات الدهون غير الصحية في الجسم ومشاكل القلب وانسداد الشهية وضعف في حركة الجهاز الهضمي، وذلك لقلة احتواءها على الألياف التي تساعد على الهضم، والتي كثيرا ما تتواجد في الخضراوات والفواكه وتفتقدها الوجبات السريعة، كذلك قلة وجود مضادات الأكسدة في هذه الوجبات مما تشكل تأثيراً على فعالية الجسم لمقاومة السرطانات، وفيما يتعلق بالسعرات الحرارية التي تضيفها هذه الوجبات على أجسامنا عادة ما تكون عالية مما تأثر في زيادة الوزن وتسبب مشاكل في الهضم بطريقه غير صحية.
نقلا عن صحيفة الحياة الليبية.