"Posttraumatic stress disorder - PTSD هو حالة نفسية خطيرة تتطلب العلاج، ويمكن أن تؤثر على أي شخص تعرض لحدث صادم كالحروب حاولنا مع الدكتورة سالمة حمد تفتيت هذه المتلازمات فالتقيناها بالمركز الثقافي طبرق حيث تم نقاش هذ المتلازمات وشرحها. تقوم الدكتورة سالمة عبدالله حمد الشاعري عضو هيئة التدريس بجامعة طبرق بعمل تطوعي إنساني ونبيل في حق جنودنا البواسل الذين ضحوا بكل ما يملكون، الكل يعرف بأن الكتيبة 309 ضحت بمعظم منتسبيها في سبيل الوطن. الدكتورة سالمة وجدت نفسها في معضلة أخلاقية، معضلة دفعت بها للانخراط في العمل التطوعي الإنساني لمساعدة أبناء مدينتها، وإعادة تأهيلهم نفسياً واجتماعياً، وبعد تجربتها في هذا العمل الإنساني اكتشفت بأن الإصابة بمتلازمات Syndromes ما بعد الصدمة قد تشكل ضائقةً شديدة وطويلة الأمد (مزمنة)ولكن حسب تحليل الدكتورة سالمة يمكن للأشخاص المُصابين أن يعيشوا الحدث، وتحدث لديهم كوابيس.
ويتجنَّبوا أيَّ شيء يذكِّرهم بذلك الحدث. ولكن على ما يبدو هو وجود نقص في الإمكانات وخاصة فيما يتعلق بالعلاج النفسي (العلاج الداعم وبالتعرُّض) ومضادَّات الاكتئاب، وحسب تجربتي مع الضباط والجنود الذين رجعوا من أفغانستان والعراق، الذين التحقوا بالمؤسسات الأكاديمية الأمريكية في محيط هيستون الكبرى بعض الكليات، وكذلك جامعة تكساس التي كنت أحد أعضاء هيئة التدريس بها وجدت بأن الأحداث المؤلمة التي تعرض لها هؤلاء الجنود يمكن أن تؤثِّر، بل تهدِّد بالوفاة أو بإصابة خطيرة، في المرضى بعدَ فترة طويلة من انتهاء المعاناة، وقد يعاني الناسُ من الحدث مباشرة (على سَبيل المثال، عندما يٌصابون بجروح خطيرة) أو بشكل غير مباشر (على سبيل المثال، عندما يشهد المرضى جريمةَ قتل أو يعلمون أنَّ أفراد الأسرة المقرَّبين أو الأصدقاء تعرَّضوا لذلك الحدث الأليم) فالخوفُ الشديد، أو العجز، أو الرعب الذي واجهوه أثناء الحروب يمكن أن يطاردهم.
وتشتمل الأحداثُ التي يمكن أن تؤدِّي إلى اضطراب ما بعد الصدمة ما يلي: الانخراط في القتال والمواجهات العسكرية، التعرُّض للكوارث، سواءٌ الطبيعية (على سبيل المثال، الزلازل ) أم من صنع الإنسان (على سبيل المثال، حادث سيارة شَديد) يصيب اضطراب ما بعد الصدمة ما يقرب من 9٪ من الناس في وقت ما خلال حياتهم، بما في ذلك مرحلةُ الطفولة وتشير البحوث المتعلقة بمتلازمات ما بعد الصدمة بأن وجود هذه المشكلة خلال أي فترة ممتدَّة على 12 شهرًا، ويُصاب كثيرٌ من المرضى الذين تعرَّضوا أو شهدوا أحداثًا مؤلمة، مثل المحاربين القدامى وضحايا الاغتصاب أو أعمال عنف أخرى، باضطراب ما بعد الصدمة.
ويستمر هذا الاضطراب لأكثر من شهر واحد، وقد يكون استمرارًا لاضطراب الكَرب الحادّ أو يحدث بشكلٍ منفصل بعدَ مدَّة تصل إلى 6 أشهر من الحدث، وتشير بعض البحوث بأنه قد لا يختفي اضطراب ما بعد الصدمة المزمن؛ ولكن في كثير من الأحيان يصبح أقلّ شدَّة مع مرور الوقت حتى من دون علاج. ولكن، يبقى بعضُ المرضى معوَّقين بشدَّة بسبب هذا الاضطراب، وكذلك وفقا لحديث هؤلاء الطلبة عندما قام بإلقاء الخطاب Speech Presentation أمام زملاءهم حيث ذكروا في سردهم بأنه غالبا ما يكون لدى المرضى ذكريَّات متكرِّرة غير مرغوب فيها تعيد سيناريو حوادث الخرب الصادمة.
كما تكون الكوابيس حولَ الحدث شائعة. ولكن، في أحيانٍ أقل من ذلك، يسترجع المصابين الأحداث كما لو كانت تحدث فعلاً (بدلاً من مجرَّد تذكُّرها؛ فعلى سبيل المثال، قد تؤدِّي الألعاب النارية أثناء الاحتفال بذكرى الاستقلال 4Th of Julyالصاخبة إلى تحريض ذكرى راجعة أو كون الشخص في قتال، ممَّا يَتسبَّب في أن يقومَ بالبحث عن ملجأ أو السقوط على الأرض لحماية نفسه، وقد يصبح الجندي القادم من العراق أو أفغانستان غيرَ مدرك تمامًا لمحيطه الحالي. غالبًا ما يواجه هؤلاء الجنود ضائقةً عاطفية أو جسديَّة شديدة عندما يتعرَّضون لحدث أو وضع يذكِّرهم بالصدمة الأصليَّة.
ومن الأمثلة وفقاً لحديثهم أن هذه الذكريات لأحداث القتال، ورؤية مسدَّس بعدَ التعرُّض إلى الضرب بمسدس في أثناء سرقة ما، والوجود في قارب صغير بعد حادث غرق وشيك. إن ما تقوم به دكتورة سالمة عمل إنساني لا يستهان به وأنا على يقين بأن أهل وأقارب هؤلاء المصابين يدركون ويقدرون ما تقوم به في هذه المدينة...!!
