Nov 22, 2024 Last Updated 7:25 AM, Nov 21, 2024

اختفاء التاكسيات من بنغازي.. هربا من الضرائب وتماشيا مع الوضع العام مميز

اختفاء التاكسيات من بنغازي.. هربا من الضرائب وتماشيا مع الوضع العام اختفاء التاكسيات من بنغازي.. هربا من الضرائب وتماشيا مع الوضع العام

تقرير/ جيهان قادربوه

" التشيير بالضي" هي العلامة المؤكدة على أن هذا المواطن " يخدم على سيارته"، وما عليك إلا أن توقفه لأنه لا خيار غيره لديك، وعليك أن تقبل بهذا الوضع بعد أن اختفت جميع سبل المواصلات العامة التابعة للدولة، والتي كانت تسعيرتها زهيدة وفي متناول الجميع.

منذ عام 2014م تحديدا في الحرب التي خاضتها بنغازي ضد داعش اختفت سيارات الأجرة، وحلت محلها السيارات الخاصة بالمواطنين العاديين، فكثيرا ما نسمع بأن شخص ما " يخدم على سيارته"، وهؤلاء تحكمهم العشوائية في عملهم هم مجرد مواطنون لديهم مهن أخرى و" خدمة السيارة" هي مجرد باب آخر للرزق.

كحلة، أبيض وأسود، تاكسي، سيارة أجرة، ركوبة عامة، كل تلك الأسماء استخدمناها في فترة سابقة وفي مدن مختلفة من ليبيا عند الحديث عن " التكسي، أو التاكسي"، التي كانت متواجدة بكثرة في مدينة بنغازي، وحين توقفها في الطريق كي تذهب لمشوارك في أي مكان ستشعر بالأمان، لأن السيارة موثقة في نقابة الركوبة العامة، ولديها لوحات خاصة في المرور، فمهما حصل سيكون من السهل إحضار هذا الشخص، ولكن لماذا اختفت هذه السيارات من بنغازي سؤال يجيب عنه سائق تاكسي سابق علي الفرجاني قائلا: كانت من أجمل فترات حياتي، وهي  أجمل الأيام حيث كنا نجتمع نحن سائقو تاكسيات، كمجموعات صغيرة عند كل مكان مثلاً: "مستشفى أو فندق نتبادل أطراف الحديث إلى أن يأتي راكب لكل سيارة، كنا أسرة ثانية لبعضنا البعض نقوم بعمل جمعيات كل نهاية شهر يأخذها أحدنا، وفي حين عطلت سيارة نصلحها نحن بأنفسنا هذا كله لم يعد موجود في الفترة الأخيرة، اتجه العديد من الناس نتيجة الحاجة للمال إلى جعل سياراتهم الخاصة سيارة أجرة، لنقل الركاب بينما نحن في هذه الوقت يفرض علينا رسوم وطلاء للسيارة اصبحوا منافسين لنا، ولم تعد هناك استفادة بالنسبة لنا ومع مرور الوقت أخذ كل السائقين نفس الاتجاه، وذلك بطلاء سياراتهم وجعلها سيارة خاصة، هذا هو السبب الرئيسي وراء اختفاء سيارة الأجرة المتميزة من شوارع المدينة.

يكون محتال أو مريض نفسي

من جانبه علق عمر زايد حول اختفاء التاكسيات من بنغازي قائلا:  كمواطن أعتبر ظاهرة اختفاء سيارة الأجرة عمل غير حضاري، ويسبب مشاكل للمواطنين ولضيوف ليبيا، حيث يمارس هذه المهنة الآن المواطنون بسياراتهم الخاصة، دون حسيب ولا رقيب، وهنا اتسأل كيف لشخص أن يركب سيارة أجرة غير رسمية مع شخص لا يعرفه فقد يكون محتال أو مريض نفسي، وخصوصاً النساء يجدن حرج في ركوب السيارات الخاصة، مع إنه ظهرت بعض شركات النقل الخاصة ولكن هذه الشركات لا يمكن أن تكون بديلاً عن سيارات التاكسي المعمول بها في كل دول العالم، والتي تحمل أرقام وعلامات مكتوبة على الكراسي وأمام الراكب، وبإمكانه العودة إليها في حال ضياع مقتنياته، أو مستنداته، ويضيف السيد عمر: يجب أن تعود هذه المهنة إلى جميع مدن ليبيا أسوة بالعاصمة طرابلس، ويجب أن يكون لها لون مميز وأن تخضع للقوانين ويكون لأصحابها نقابة وحقوق وبالتالي القيام بواجبهم على أكمل وجه.

ويقول علاء الفسي عن اختفاء التاكسيات: كل ما يحدث هو سببه الدولة التي وضعت رسوم كبيرة على سائقي سيارة الأجرة، أدى بهم إلى تحويلها لشكل سيارة خاصة، لكنها تعمل كسيارة أجرة هربا من دفع الضرائب ومزاولة المهنة دون رقابة من أحد.

تعطي شكل مناسب للمدينة

ويشير محمد البركي إلى أن: سيارة الأجرة لها أهمية كبيرة في تنظيم حركة المرور، وتعطي شكل مناسب للمدينة، وتصبح مميزة بالنسبة للزائر لها، ومن مميزات سيارات الأجرة تحد من عملية الازدحام داخل الشوارع، واسعارها معروفة، لكن اختفاءها جعل الكثير من الناس يعمل على سيارتهم الخاصة، دون ترخيص، ناهيك عن المخالفات التي قد تحدث من زجاج معتم، ولا نعرف من يقودها مما يعرض من استأجرها للسوء من وراء تلك المخالفات، وأنا كمواطن أطالب كل الجهات الأمنية أن تستمر في حملاتها ضد تلك السيارات وفرض عقوبات صارمة عليها.

من جهتها تقول السيدة نعيمة فتحي: عدم دعم الدولة لهذه الشريحة وهو حال غيرها من الشرائح وفرض ضريبة كبيرة على السائقين، وعدم وجود نقابة لهم تدعمهم، وتكون لهم حقوق محفوظة مثل التأمين الطبي، أو حتى مساعدتهم ومد العون لهم في حال تعرض السائق لحادث سير، أو حدث عطل بالسيارة أيضاً ظاهرة استيراد السيارات من الخارج -سيارات مستعملة -وتوفيرها للمواطنين بأسعار رخيصة رغم خطورة تلك السيارات إلا أنها ساهمت في الاستغناء عن سيارات الأجرة.

نقلا عن صحيفة الحياة الليبية.

 

اشترك في نشرتنا الإخبارية

ليصلك كل جديد من أخبار ومقالات وأخر القضايا الساخنة ... ضع بريدك الإلكتروني هنا

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more