متابعة: هند علي الهوني
شهدت مدينة بنغازي، مطلع أغسطس الجاري، انطلاق برنامج توعوي بمناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، الذي يصادف الأول من أغسطس كل عام، تحت شعار "الاستثمار في الرضاعة الطبيعية… استثمار في المستقبل". نظم الفعاليات مكتب الإعلام والتوعية والتثقيف الصحي بإدارة الخدمات الصحية، بهدف تسليط الضوء على أهمية تهيئة بيئات داعمة للأمهات، بما يضمن تعزيز صحة الأجيال القادمة وجودة حياتهم.
واختتمت الأنشطة بندوة إرشادية أقيمت يوم الخميس 8 أغسطس 2025، تضمنت ثلاثة محاور رئيسية:
التثقيف الصحي ودوره في دعم الرضاعة الطبيعية
استهل الجلسات الأستاذ أحمد العوامي، موضحًا أن منظمة الصحة العالمية خصصت أسبوعًا كاملاً للرضاعة الطبيعية تقديرًا لأهميتها، مقارنة بالمناسبات الأخرى التي تقتصر غالبًا على يوم واحد.
وتطرق العوامي إلى سلسلة محاضرات سبقت الندوة في ستة مراكز صحية بمختلف مناطق بنغازي، مشددًا على ضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة، مثل الاعتقاد بأن الحليب الصناعي في الليل يمنح الطفل شبعًا أفضل. كما انتقد توزيع شركات الحليب الصناعي منتجاتها مجانًا أو بأسعار مخفضة عبر المراكز الصحية والصيدليات، محذرًا من تأثير ذلك على معدلات الاعتماد على الرضاعة الطبيعية.
أهمية الرضاعة الطبيعية
في المحور الثاني، قدمت الأستاذة فتحية الزوي عرضًا تناول توصيات منظمة الصحة العالمية واليونيسف بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل. وأشارت إلى فوائد الحليب الطبيعي في تعزيز مناعة الطفل وتقوية الروابط العاطفية مع الأم، محذرة من المعتقدات الخاطئة حول أفضلية الحليب الصناعي، لما قد يسببه من مشاكل صحية مبكرة مثل البدانة واضطرابات الجهاز الهضمي.
كما تطرقت الزوي إلى مبادرة "المستشفيات الصديقة للطفل" التي تعمل على تطبيق عشر خطوات لإنجاح الرضاعة الطبيعية، وذكرت فوائدها للأم من حيث استعادة الوزن الطبيعي وتقليل مخاطر الإصابة بسرطان المبيض والثدي.
سنة أولى أمومة
اختتمت الندوة الأستاذة نرمين المجبري بمحور حول التغيرات الجذرية التي تمر بها المرأة عند الانتقال إلى مرحلة الأمومة، والتحديات التي تواجهها في الرضاعة الطبيعية، إضافة إلى أهمية الدعم الأسري والمجتمعي في هذه المرحلة.
وخلصت المجبري إلى جملة من التوصيات، أبرزها:
بدء الرضاعة في الساعات الأولى بعد الولادة والاستمرار بها حصريًا لستة أشهر.
توفير الدعم الغذائي للأمهات لضمان إدرار الحليب.
تطبيق مبادرة المستشفيات الصديقة للطفل.
إتاحة الاستشارات المتخصصة في المراكز الصحية.
تعديل إجازة الأم العاملة لتتناسب مع احتياجات الرضيع.
تخصيص غرف للرضاعة في أماكن العمل.
سن قوانين تحد من الترويج للحليب الصناعي ومراقبة تسويق بدائله.
وأكد القائمون على الفعالية أن الاستثمار في الرضاعة الطبيعية هو استثمار في مستقبل المجتمع بأسره، كونه يسهم في تنشئة أجيال أكثر صحة وقدرة على مواجهة التحديات الصحية.