تمتد ليبيا على مساحة جغرافية تقدر ب 1.75 مليون ك م2، حيث كانت الرابعة عربيا قبل انفصال جنوب السودان عن شماله، وهي الآن تحتل المرتبة الثالثة بعد الجزائر والمملكة العربية السعودية.
ليبيا الوطن تتوسط الساحل الجنوبي للبحر المتوسط لتكتسب بذلك أهمية جغرافية كبيرة كممر مفصلي في الملاحة الدولية، وقد وهب الله الأرض الليبية العديد من الثروات كالمعدنية، والنفطية، والبحرية، بالإضافة إلى وجود خزان مياه جوفي استراتيجي يقع تحت الصحراء الليبية.
كل تلك المزايا والهبات والعطايا الإلهية وضعت بين يدي تعداد سكاني بسيط حيث يبلغ قرابة السبعة ملايين نسمة بالإضافة إلى وحدة الدين والدم وانعدام أي عوارض طبيعية تشكل حاجز قد يفصل ليبيا إلى أشطار.
وعند إمعان النظر ومقارنة ما سلف ذكره بالواقع الذي نعيشه نجد أنفسنا أمام تساءل كبير لماذا كل هذا الاضطراب وانعدام الاستقرار؟
من وجهة نظري كمهتم بالشأن الليبي العام أرى أن السبب وراء ذلك هو الاختلاف في وجهات النظر، فهناك المجموعة التي تسخر كل إمكانيات الدولة الليبية لمصالحها الشخصية، خدمة لقوى خارجية تدخل في صراع مع التيار الوطني الذي يبذل من ينتسبون اليها الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على تلك الامكانيات وتسخيرها لخدمة الوطن والمواطن،
ولعل ما تسطره الأجهزة الأمنية بدماء الشهداء من منسبيها وعلى رأسها القوات المسلحة العربية الليبية من كفاح ومجابهة لقوى الشر لخير دليل على ذلك، فليبيا لليبيين دون سواهم والاستقرار من حقهم وليس هبة يتصدق به أحد عليهم.
ومع استمرار هذا الكفاح فإن الحقوق لن تضيع والظلام سينجلي مع انبلاج نور فجر الخلاص من اعوان الباطل وعملائه فلن يضيع حق ومن ورائه مطالب ونختم بالقول الشعبي المأثور "يخلص دين وراه ولية يابال وراه فراسين".