خيط واه ورفيع ذاك الذي يفصل إبداع المرأة عن القلق، ذلك لأن الإبداع مادته الواقع وجناحه الخيال، والمرأة المبدعة قد تتعرض في حياتها إلى سوء تناول، وسوء التقدير لما تقدمه من عصارة فكرها وتجاربها وهذا الشعور قد لايروق للنفس العادية فمابالك النفس المرهفة الشفافة عندما تتعرض إلى استلاب جهدها، وطمس بعض أفكارها، والقلق هو نتاج العديد من المفاهيم والمحيط الذي يتعامل مع المرأة المبدعة سلبا أو إيجابي، والقلق ليس لأن المرأة إذا لم تتزوج تتعرض لظلم اجتماعي صارخ، بل عدم قدرة المرأة علي استيعاب ذلك ينتج عنه قلق افرز لنا ابداع جميل، وقد برزت في ليبيا اسماء نسائية في عالم الإبداع النسوي كانت حياتهن حافلة بالقلق رغم غزارة الإنتاج وصحوة الضمير وخصوبة الفكر،
والمرأة العربية المبدعة في العالم العربي تعرضت في حياتها وملف حياتها الخاص إلى العديد من الانكسار آت والهزائم ورأيت ذلك في حياة الشاعرة الفلسطينة فدوي طوقان، والأديبة اللبنانية مي زيادة، وعائشة التمورية، وزينب فواز، وفي ليبيا لم يكن حال المبدعات أفضل من حال غيرهن من النساء العربيات ، ففي العقد الأول من القرن الماضي، تعرضت المرأة إلى عدم تقبل رأيها من المجتمع والنظر لها بعين إنها متمردة، ولكن اليوم ساهمت السوشيال ميديا بالرغم من مخاطرها علي المجتمعات إلا أن لها جانب اشراقي في ترسيخ صورة المرأة المبدعة وأصبح لها براح وصولات وجولات تعبر فيها عن خلجات نفسها وقضيتها كامراة في المجتمع وحقها في المشاركة دون تهميش وانتقاص واستغلال واستلاب للجهد.
المرأة في ليبيا كانت صانعة للكلمة الهادفة في مجال الإبداع ورغم كل الظروف الأمنية والسياسية التي مرت بها بلادنا مازال لها دور في المساهمة وطرح قضايا مجتمعنا، وعلى كل طريق يرى الرأي مصباح مشرق يرسل أشعته النورانية في كل مكان وماهذا النور ألا أن ينبغي أن يعيد فيه النظر إلا نور الهدي النبيل، نور القلم الحر الحقيقي الذي ينبش ويصلح المجتمع وهكذا نرى أن القلق يحوم في حياة المرأة وسمائها في ليبيا، لكنها انتصرت بإرادة واعية متمكنة وافرز القلق ابداع مميز وبرزت اسماء جميلة أضافت للمشهد الابداعي خلاصة تجارب مثمرة وحزن إنساني مشروع يقود الي البناء والعطاء والتميز وفي هدا السياق لاتنسي الجهود التي تسعي الي توثيق ابداع المرأة في ليبيا هو نتاج فكر عظيم هو نتاج مبدعات وبصرف النظر عن الظروف السياسية والاجتماعية التي عاشتها كل مبدعة جدير بالتوثيق لأنها نتاج نساء ليبيات جديرات بالتقدير والاحترام.
والقلق في حياة المرأة يترسخ مع كل الضغوطات الحياتية والمهنية والعملية وتتعرض المبدعة في حياتها إلى محاولات عديدة من الشد للوراء من المحيط، ورغم ذلك لاتتوقف عن محاولات الإشراق في رصد ابداعها في مجال العمل الإعلامي برزت خديجة الجهمي كاعلامية رائدة من الصحافة المكتوبة الي التاثير المجتمعي عبر الإذاعة ثم برزت الاذاعية عايدة الكبتي وبعدها انطلقت أسماء في مجالات الإعلام ومجالات الصحافة لم يكن المشوار سهل عليها، ولكن الإرادة كانت تفوق حدود الخيال وتتعدي المستحيل.