هذا الكتاب وجدته عند زيارتي لمكتبة العلمية عند شركة الخليج كمشرفة لمشروع صناعة القراءة عام 2017 تحدي قراءة 30 كتاب في السنة، وعند البحث في المكتبة لفت انتباهي عنوان الكتاب ..
الكتاب عبارة عن حكايات أو يمكن القول شبه سيرة ذاتية للكاتب، يحكي فيها عن طفولته التي عاشها في تنقل مع والده بين درنة وبنغازي وكذلك إجدابيا وأذكر أنه كتب الفرق بين أهل درنة وأهل إجدابيا وكتبتها في مفكرتي ..
سيرجع بك الكتاب لفترة الخمسينيات والستينيات بكل مافيها من التقاليد والعادات وحياة الناس آنذاك وبرغم من حياة الفقر والقهر في تلك الفترة لكنك ستتجول مع الكاتب في كل الأمكنة التي زارها والتي ذكرها في الكتاب وخاصة أزقة بنغازي وقصص الناس التي عصف بها الظلم وظروف الحياة حتى لجأت لطرق أخرى للعيش..
من القصص التي لا أزال أذكرها التي تم سردها في الكتاب:
قصة قمباري محمد غيث / الكبترانية / وجملة : "ليس هناك إنسان أكثر صبرا من الصيادين ياقمباري"، (وأذكر أن الرجل قال أن كلمة قمباري علمها له طلياني الذي رباه).
قصة المرأة "سبب" وهذه أكثر قصة آلمتني، ولا زلت أذكر جملتها حيث قالت: "ياولدي أسأل الله ألا يوريك يوم تكون فيه فقيرا"..
والقصة التي ستثير غيظك قصة عرفة الحلواني ومن خلالها ستعرف معنى اللؤم عند بعض الناس، وجملة الوالد حين قال: "النفس اللئيمة لا تخرج من الدنيا حتى تسيء إلي من أحسن إليها"..
تلك القصص التي ذكرتها لاتزال عالقة في ذهني .. كتاب تقع صفحاته تقريبا حوالي 200 صفحة له أسلوب سرد جميل وبسيط يجعلك تكمله في يوم أو يمكن القول في سويعات..
ومن الاقتباسات التي أحببتاها: "إن النساء سر لاتدرك أعماقه وإن استبد بنا الظن الفهم"..
أحببت كثيرا هذا الكتاب فمن خلال حروفه وكلماته وقصص الناس مررت بمشاعر عدة لا يمكن وصفه وتأثرت بكل ما ذكر فيها، أنصح بقراءته حتى تعيشوا تلك القصص وتزور أماكن عدة منها البركة وميناء وعدة أماكن أخرى وسترجعون بذكرياتكم إلي بنغازي زمان ..
رحم الله الكاتب محمد السنوسي الغزالي رحمة واسعة وألهم أهله وأحبته الصبر والسلوان ..