Apr 26, 2024 Last Updated 8:40 AM, Apr 24, 2024

الأمراض العابرة للحدود...قضية وطن

الأستاذ/ عنان الحاسي الأستاذ/ عنان الحاسي

المستقريء للتاريخ الإنساني يستنبط أن شعوباً سادت وبادت حين أستشرت الأمراض في المدن والقرى، بالطاعون والجدري والسل إذن شكلت الأمراض تهديدا حقيقياً لحياة البشر وخاضوا ضدها حروبا شرسة لحماية حياتهم حيث أختلفت أسبابها ، أعراضها، مصادرها وطرق إنتقالها ..وأُنهك البُحاث والعلماء للوصول لعلاج ناجح ينهيها كونها لا تحصد أرواحاً فحسب بل تدمر إقتصاداً وتوقف عجلة المعيشة اليومية ومن هنا بات شبحها مخيفاً على مر الأزمان.

يرى بعض الباحثون أن زيادة عدد السكان في العالم يعد من أكبر وأهم المشاكل على كوكبنا إذ يؤثر سلباً في مناحي الحياة، والأكثر ظهور أمراض وأوبئة أسبابها ومصادرها وجيهةٌ جداً ومؤكدة للعلماء ..فمع ظهور الصناعات ومخلفاتها والمركبات وعوادمها وأخطرها تلك الناجمة عن الإختراعات النوويه وأخطاء تصنيع الأدوية حيث أكتشفت الدراسات أن تجريب فاعليتها على الإنسان أو حتى الحيوان قبلاً..قد ينشر بعضاً من جوانب إنبعاثاتها الخطيرة، وبدأ العالم الحديث يدرك مخاوف الأمراض مع بداية ثقب الأُوزون في الألفية الماضية ويرجعون سببه للحروب العسكرية المدمرة النووية الأمريكية علي هيروشيما وناجازاكي، وبدأ التلوث البيئي وضُعفت المناعة البشريه فالإحتباس الحراري مضاره الجمّه ليس بحرائق الغابات وماتتركه من أثار علي الحرث والنسل ..وتداخلت الحروب العسكرية المباشرة بأضرارها مع الحروب البارده لإقصاء دول كبيره تزاحم السوق الإقتصاديه الصناعية سواء صناعات تغذوية أو إستراتيجية فلا مناص إذن من تصنيع الوباء ونشره للقضاء علي الخصم مع نشر ثقافات موازية لتفتيت النسيج الإجتماعي بل الحياتي لتلك الشعوب المنافسة ..لتقوى دول تسمي عُظمى علي أُخرى، يُدمر العالم وتفنى شعوب وبلدان هذا يذكرنا (بالسارس، الجمرة الخبيثه، الملاريا، الكوليرا ،إنفلونزا الطيور، جنون البقر ، وكورونا بمراحل تطورها وأخيراً جدري القرود ).

وبناء على ماسبق فإن الأوبئة والأمراض قد تكون مفتعلة ومتعلقة بشكل أو بآخر بالأمن القومي لذلك فإن أمن الوطن وأمانه وسلامته لا يكون إلا بالتحليل لمجريات الأحداث العالميه خاصةً في الجانب العسكري والعلاقات الدبلوماسية الجديدة بين الكيانات المختلفة، والمركبات الثقافية المتنوعة  عالمياً، وكيف تُهيُوءُ الإختراقات لهوية الشعوب أرضاً خصبة لإضعافها وإخضاعها، وصورة تلوح لنا مايزال أُوارها مشتعلاً كما في العمليات الروسية علي أوكرانيا حيث تبين إستخباراتياً وجود مصانع بيولوجية تعمل على إعداد فيروسات، وبدء التجارب عليها بهدف خلق أمراض جديدة فتاكة حين يبدأ تفشيها على أراضي ميدان حرب يصبح وكأن الأمر منطقي وغير متعمد وهكذا لا يعتبر بشواهد عديدةٍ الأمن الوطني هاجس بل هو ضروره بالدرجة الأولى إذ يجب التفكير معمقاً في قضية الوطن، ووضع إستراتيجيات للأمن الصحي بصد ومكافحةِ الأوبئة والأمراض، كونها تهدد الأمن الوطني بكافة جوانب الحياة، فتزعزع الإستقرار بدأً بخلل التوازن في بيوجغرافيا السكان والتوازن الاقتصادي، وهذا أدعى للإسراع في عمليات التعاون والتنسيق على المستوي الإقليمي مع دول الجوار وإعادة النظر في مخططات الأمن القومي كأمن للوطن والأمة العربية محيطها لخليجها.

 

المزيد في هذه الفئة : انهيار القطاع الصحي في ليبيا »
 

أكثر قراءة

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more