الصحافة الصفراء كانت ولاتزال العالم الموازي للصحافة الحقيقة صحافة المصداقية والأخلاق منذ ظهور المصطلح قبل قرنين من الزمن، صحافة غير مهنية تهدف إلى زيادة الأرباح والمبيعات ولا تلتفت إلى المصداقية بأي شكل ، وللمصادفة الغريبة يقابلها اليوم صحافة غير مهنية أخرى الصحافة الزرقاء صحافة التواصل الاجتماعي، أكثر من مائتين سنة بين الصحافة الصفراء 1896 التي أسسها "بولتزر" والصحافة الزرقاء 2004 التي قدمها "زوكربيرغ" لكن مازال حبل الكذب متواصل رغم أكوام مواثيق الشرف والأخلاق التي صيغت هنا وهناك ورغم حرص الرقابة الذاتية وحتى مقص الرقيب على الامتثال للحقيقة، استمر خط عدم المهنية والوضوح، التي عللها بولتزر صاحب "نيويورك ورلد" بانها تزيد نسبة توزيع الصحيفة من خلال نشر رسومات yellow kids والطفل ميكي، وهي رسومات غير سوية بينما ارجعها مارك إلى عصر صحافة الموطن واضمحلال الرقابة وانتشار التفاعلية، بما يعنى أن الكذب ضرورة ملحة لتمرير السلعة وترويجها ونجاحها وإن كانت البضاعة في عالم الصحافة الصفراء المنتج المادي، بينما في الصحافة الزرقاء فإن البضاعة هي الانسان نفسه، وربما يؤكد ما طرحته رأى "بيل غتس" مؤسس "ميكروسوفت" من أن المحتوى الإعلامي هو الملك، في كل وجبات وسائل الإعلام المختلفة، رغم اختلاف أدوات بولتزر الذى انتهج أساليب الكتابة الخطية السردية، linear text وبين مارك الذي اتبع أساليب الكتابة غير الخطية الكتابة بالقطع الإلكترونية non linear text.