تتقدم إدارة حقوق الإنسان بمركز القانون الدولي الإنساني بأسمى التهاني للمرأة الليبية بمناسبة فوز السيدة الزائرة الفيتوري المقطوف، كأول امرأة تتولى عمادة بلدية منتخبة في ليبيا بعد العمل بقانون الإدارة المحلية الحديث، وذلك على رأس بلدية زلطن بالغرب الليبي. هذا ويعد الإنجاز خطوة تاريخية هامة نحو تحقيق التكافؤ في الفرص، وتعزيز مشاركة المرأة في المناصب القيادية، ويعكس تطورًا لافتًا بمسار مشاركتها الفاعلة في بناء الوطن وصناعة القرار المحلي في ظل المرحلة الانتقالية.

ان هذا الحدث ليس مجرد لحظة فارقة، بل ثمرة نضال طويل بدأ منذ عام 1964، بتحصل المرأة الليبية على حقها في التصويت والترشح، وتتويجًا لالتزام ليبيا بالاتفاقيات الدولية الضامنة لحقوق المرأة، وفي مقدمتها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي صادقت عليه ليبيا في 13 مايو 1970، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في 1989، إضافة إلى الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب “بروتوكول مابوتو”، وإعلان بيجين (1995)، بتضمنهم الصريح لأهمية تعزيز مشاركة المرأة في العملية السياسية وصنع القرار على مختلف الأصعدة والمجالات، علاوة عن صون التشريعات الوطنية التي كانت ضامنة لحقوق المرأة، فرسخت العديد من المبادئ التي تكفل المساواة بين الجنسين، وايضا يأتي هذا الحدث ممارسة فعلية للحق الدستوري المنصوص عليه في الإعلان الدستوري المؤقت في المادة (6)، التي تنص على أن “الليبيون متساوون أمام القانون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية، وفي تكافؤ الفرص”، و القانون رقم (59) للعام 2012 بشأن نظام الإدارة المحلية.

محمود