شهدت الجامعات الليبية في ربوع الوطن المختلفة، انتفاضة شبابية قادها الاتحاد العام لطلبة الليبية وتلاحمت من خلالها الاتحادات الطلابية في المدن كافةً، للتأكيد على تضامنهم التام مع ابناء الشعب الفلسطيني، ودعمهم القوي لأشقائهم المقاومين بضراوة لحملة الإبادة الجماعية التي يشنها العدوان الصهيوني المحتل على قطاع غزة بالأراضي المقدسية. وشدد الطلاب من خلال التظاهرات التي انطلقت صبيحة اليوم الخميس الموافق 16 مايو، بمناسبة الذكرى (76) على مرور النكبة الفلسطينية، عبر البيان الموحد الصادر عن الإتحاد العام لطلبة ليبيا والذي ألقى في الجامعات على موقفهم الثابت ومناصرتهم للقضية، داعين النقابات الطلابية في الدول العربية والغربية للتكاثف وتوحيد الأصوات لوقف اطلاق النار والتصدي للانتهاكات اللا انسانية المرتكبة ضد المدنيين في القطاع، مطالبين بالمحاسبة وتطبيق القوانين الدولية على هذه الجنايات، أما عن البيان الثاني فقد صدر عن السفارة الفلسطينية بليبيا وألقاه ممثل عن الطلبة الفلسطينيين.

هذا وقد تمركزت التظاهرات المنظمة من اتحادات الطلبة بالجامعات في ساعات الصباح الأولى والتي شهدت ارتفاع شديدًا لدرجات الحرارة بغالبية المدن بالمنطقة الغربية، بالحرم الجامعي لكل من : طرابلس، مصراتة، الزاوية، صبراتة، الزنتان، غريان، زليتن "الاسمرية"، البيضاء "عمر المختار"، الخمس "المرقب"، الزيتونة "ترهونة"،إلا أنها لاقت استجابة غير سباقة في نقاط التجمع، من قبل الطلبة والطالبات الممثلين للكليات والمعاهد والجامعات الليبية الحكومية والأهلية، ومشاركة فاعلة من شباب المدن عامة، وتظافر من الإعلاميين واعضاء هيئة التدريس والنشطاء المدنيين والحقوقيين لإعلاء صوت القضية الفلسطينية، بحضور الجالية الفلسطينية بليبيا سفارة وطلبة. ومن جانبه صرح رئيس الاتحاد العام لطلبة ليبيا مصعب مصطفى قصيبات: القضية الفلسطينية قضيتنا التي كبرنا وعشنا عليها، وفي ذكرى النكبة الفلسطينية لايمكننا كشباب ليبين وطلبة ممثلين للإتحاد العام لطلبة ليبيا أن نقف مكتوفي الأيادي بينما زملائنا في قطاع غزة يزفون شهيدًا كل ساعة في الأكفان ، ويقاومون بكل بسالة وحدهم العدوان الصهيوني وحملاته اللا انسانية للابادة الجماعية ضد فلسطينين، وعليه رأينا من الواجب ضرورة الدعوة لانتفاضات وطنية عارمة يضج صداها في كامل التراب الليبي.

وأوضح مصعب قصيبات : اننا نرى بعيون الفخر والإعتزاز استجابة طلابنا الليبين ممن خرجوا من مختلف المؤسسات التعليمية للتلاحم معًا في نقاط التجمع بالجامعات العشر رغمًا عن المسافات بين المدن وموجة الحرارة العالية، للتظاهر من ساعات الصباح الأولى فقط لأجل قضية انسانية عادلة، لأجل نصرة فلسطين، وماهذا إلا دليل حقيقي على وعي وثقافة الشباب الجامعي في ليبيا، وايمانهم بالقضية الفلسطينية، التي نجدها احدى اهم ثوابتنا الوطنية والإسلامية.

وشدد رئيس الإتحاد العام : انتفاضتنا نحن طلبة ليبيا ماهي إلا تأكيد على التضامن القوي بين الشعبين، واستعداد الشباب الليبي لتقديم الغالي والنفيس لدعم شباب الفلسطيني، ووقوفهم يدًا بيد في الجامعات الليبية اليوم مع زملائهم في الدراسة، واشقائهم في الدين والقضية، الطلبة الفلسطينيين.

وناشد قصيبات : في هذا اليوم نناشد الطلبة من مختلف المؤسسات التعليمية العربية والغربية للإنضمام معنا لانتفاضة طلبة عالمية، تقودها النقابات الطلابية، لندعم حقوق الشعب الفلسطيني وندد جماعة المجازر الممنهجة، فالطالب الليبي جزء لا يتجزأ من طلبة العالم. ولاطالما أمنا ايمانًا راسخًا بقوة الصوت الطلابي ومدى امكانية الشباب من التأثير وتغيير المشهد بقدرته على الضغط، لدعوة حكوماتنا الى فرض دولي لوقف اطلاق النار من خلال الوسائل القانونية الكافلة لمواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ، ولعلنا نخص بدعوتنا هذه الأشقاء العرب من الدول المجاورة للأراضي المقدسية، باعتبارنا أولى كعرب ومسلمين لمقاطعة الكيان المحتل والانضمام لجنوب إفريقيا في محكمة الجنايات الدولية

وأكد في الختام : نؤكد على التزامنا بمواصلة اهداف الانتفاضة والتزامنا بالإسهام في هذا النضال لنصرة قضيتنا، من خلال التظاهرات والحملات التوعوية بالقضية، وتعزيز مبدأ المقاطعة لكافة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني، علاوة عن اطلاقنا الفعلي لحملات التبرع بالجامعات الليبية ومن بينها جامعة طرابلس ومصراتة، لإيصال المساعدات اللازمة لأشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة.