Apr 23, 2024 Last Updated 12:40 PM, Apr 22, 2024

عازفة بيانو بدرجة الدكتوراه البيانو شكل أسلوبي في الحياة ...! مميز

عازفة البيانو عائشة الفرجاني عازفة البيانو عائشة الفرجاني

حنان علي كابو

بثبات مطلق وخيال مسافر يجنح للحب والسلام بعذوبة ما في هذا العالم، وبأصابعها الغضة الممتلئة الفارقة جدا عن المعتاد، القصيرة وهي تشذب حزنها، الطويلة بروحها التي ترنو للتميز وأعلى درجات التفرد.

تغمض عينيها وتفتح جراب روحها ترتقي سلم الدو....ري ...مي ....فا ...صول لاسي

السلم عال كطموحها ...وهي المتحصلة دوما على أعلى التراتيب الدراسية بفارق مرضها، وفارق تحقيق ما ترنو إليه.

تغمض عينيها وتفتح جراب قلبها المعتق تلامس قدرها الذي ساقها وهي مغمضة باستلام، ليضع القدر في طريقها آلة البيانو ومن كغيرها التي تلامس كل الحواس دفعة واحدة.

تصف عائشة محمد سالم الفرجاني، عازفة بيانو، والحاصلة على دكتوراه في الموسيقى والعلوم الثقافية بالإضافة لكونها عضو هيئة التدريس في كلية الفنون والاعلام جامعة طرابلس علاقتها بالبيانو أشبه بالملاذ الآمن وجودة التوقيت وتضيف "والى الآن؛ هذان اللونين الأبيض والأسود ألوان مفاتيح البيانو باختصار (عشرة عمر) بدأت أول نوتة موسيقية وعمري 16 السنة لم أبدا باكرا ولكن يبدو انها جودة التوقيت ".

ثمة مفارقة غريبة ما بين صدفة وأقدار ساقتها إلى أن تكون عازفة بيانو تسترجع هذه اللحظات قائلة " بعد تحصلي على الشهادة الإعدادية؛ سجلت في معهد جمال الدين الميلادي المتوسط 4 سنوات معهد متخصص بالموسيقى والمسرح" كانت من شروطه أو من مميزاته أن يقبل من الشهادة الإعدادية.

أذكر أنه كان فيه امتحان قبول على ضوئه تقبل أو ترفض من المعهد وتمر على اللجنة، أنجزت كل ما طلب مني من قبل اللجنة "الا" طلب أستاذ "عبد الحكيم الحصائري" عندما قام من كرسيه البيانو وطلب مني أن اجلس مكانه واسمعه ما الذي لدي حينها كنت لحظتها أول مرة أرى بيانو كلاسيكي خشب حقيقي وليس لعبة، وهناك موقف أو حدث مفصلي، كنت أثناء أوقات الاستراحة أتدرب على البيانو، وقتها لم يكن لدي في البيت، فكنت أنتهز الفرصة حيث الكل مشغول بوجبة الإفطار، وعندها لاحظ "أستاذ محمد المشاط" هذا التواجد وأخذني من يدي وقال لي "انسجلك عند أستاذ آخر"، وجدت نفسي أمام نفس الاستاذ اللي قابلته في امتحان القبول "عبد الحكيم الحصائري.

 أدركت لاحقا أني أمام أحد أفضل عازفي البيانو الأكاديمي في ليبيا والذي تحصل لاحقا على درجة الدكتوراه، وبدأت معه بثبات وفي سنة ثانية معهد يستدعيني أستاذي الحصايري بحضور المشاط وزمرة من الوفد الموسيقي الروسي، وطلب مني العزف وكانت أول مشاركة ومواجهة وحوار مع هذه الآلة.

 وتضيف "أستاذ عبد الحكيم الحصائري لا أوفيه حقه في سطور أحتاج زمنا وحروفا حبرها الاجتهاد والشغف."، كما ساندتني ودعمتني المعلمة الفاضلة والتي كان لها الفضل الكبير بتأمين المذكرات والكتب أثناء مرضي الأستاذة القديرة وعرابتي فاطمة

تربط الفرجاني ملكة الشغف بحفظ أي مقطوعة موسيقية وتستطرد قائلة "على قدر استغراق الشغف معك تماما، مجموعة أشياء تصنع اتقانك للمقطوعة هي قد لا تكون حفظا هي ممارسة !! حالها حال العلوم التطبيقية قد يظل ويبقى ويطيل في ذات المكان ويستمر معه عدم الاكتمال لإخفاق ما؛ قد بظل عاجز ا ولكن حينما تتوفر الشروط (المناخ الصبر الشغف الاجتهاد الطموح يوجد الابداع بإيجاد الشخصية الناجحة .

كما شكلت علاقتها بالبيانو أسلوبها في الحياة وآسرتها هذه الألة تحديدا لاحتوائها أو امتلاكها 7 طبقات صوتية. تضيف " إنها آلة تسمى بأم الآلات ،، مما يعني انها جمعت جميع طبقات الآلات الأخرى في آلة واحدة ،،، ولكل آلة خصوصيتها وجمالها بطبيعة الحال وكل يتبع شغفه ونداء قلبه  مما يبهرني في هذه الآلة هي انقسام العقل اذا صح التعبير أو انقسام القدرات العصبية بين يدين كل يد لها شغلها الخاص ،، الأكثر من هذا إبهارا هو المؤلف الألماني "باخ يوهان سباستيان "باخ مؤلفاته لا تشبه تكنيك المتبع في المؤلفات الأخرى مثلا عادة في العزف تكون اليد اليسرى مرافقة للحن الأساسي، ، واليد اليمنى هي من تمتلك زمام الأمور وهي من تمتلك اللحن الأساسي والجمل والخلايا اللحنية المسيطرة، ، اما في باخ كلتا اليدين تعزف لحنا أساسيا وهنا قل ما يقال عنه ابهار، ابداع ،اعجاز ،حتى أنه تميز بنوع من المؤلفات اسمه "الكانون "وهو أن تكرر اليد اليسرى ما تقوله اليد اليمنى تماما مثل الصدأ، ونوع يسمى "الفوقا "من أصعب الصيغ والقوالب حتى أنه يوجد مؤلفات أقل وطأة وصعوبة خلقت منها تسمى "فوقيتو" عالم فني فيزيائي تطبيقي.

 الفرجاني التي درست دبلوم متوسط وبكالوريوس وتخصصت في آلة البيانو "ثم أكملت تخصصها العالي  الماجستير والدكتوراه في التراث حين سألتها الم يكن من الاجدر أن تكملي اطروحتك في الموسيقى أجابت  "نعم درست التراث لكن في إطارها الموسيقي ،، كانت الدراسة التراثية عن أغاني الرحى بأنواعها وتفرعاتها وهذا ما وصلت إليه في الاستنتاجات لاحقا أن الأغاني الرحى والمسدة تفرعات وألوان موسيقية غاية في الروعة فكان لابد من تدوين هذه الأغاني وتوثيقها وتدوين نماذج منها موسيقيا بنوتات مكتوبة متربعة هذه الأغاني على سلالم التدوين بكل ما جادت به قريحة امهاتنا وجداتنا حتى اني حفظت الكثير منها.

الفرجاني لها حضور مميز ومشرف في الحياة الدبلوماسية حيث يتم دعوتها لإحياء حفلة موسيقية كعازفة بيانو تسترجع معي بذاكرتها لإحدى الأمسيات قائلة "عندما دعيت للمشاركة في ذكرى وفاة العازف البولندي العالمي (شوبان" أخرجت مذكراتي التي احتفظ بها أثناء مقاعد الدراسة ، والمعزوفات العالمية لشوبان    وحضرت خمس مقطوعات عالمية لهذا العازف وحرصت أن تكون منوعة من ناحية الأداء منها السريعة التي تبين الإمكانيات ومنها العاطفية ومنها الريفية القح ،لربما هذا ما يسمى   باللعب على جميع الاوتار ولا أنسى إن احدى المقطوعات الخمس السفير البولندي هو من أشار بأن أحدى هذه المقطوعات قد كانت ريفية قح تعبر عن الهوية ،وفي الأصل قد بحثت في عزفي عن التنوع وهذا ما كان، والكثير من الدراسة في كل مناسبة  يتم دعوتي إليه من ناحية نوعية الجمهور واحيانا حساسية المكان أو المضيف هناك تنظيم وتكتيك معين اتبعه لكل دعوة للمشاركة.

يغير العزف مزاجها كما تفعل الكتابة بها والطبخ أيضا تحب أن تطلق عليهم "ثلاثي المزاج وتضيف " وبعضا من الأمور الجانبية كاختلاطها برائحة القهوة ومنظر الطبيعة واشعة الشمس، الفرجاني التي شغفتها هذه الألة حبا وعشقا رصيد حفظها للمقطوعات تصفه بأنه كمي ونوعي وتتابع "خاصة انها مدارس واعمدة أساسية حتى ينشأ ويتشرب منها عازف بيانو أكاديمي ولعلي باستطاعتي اختصارها أو حصرها في ثالوث هرمي (التكنيك وتمارين تقوية الأصابع، جودة قراءة النوتة تقوية عصبية ادراكية، التمارين، الممارسة والاستمرار، وهنا يكمن "الشغف".

وتلفت الفرجاني إن الجمهور الليبي له ذائقته الخاصة والمميزة وتستغرب كثيرا كيف للكرة أن تكون في الصدارة دوما قائلة " استغرب أحيانا عندما اسمع بلغة الكل عن الكرة ولكن لدينا موسيقى أيضا يوجد كل شيء وفي جميع المجتمعات هي سلسلة كونية بشرية فطرية إذا صح التعبير نعم الجمهور الليبي متذوق ومثقف.

منحت آلة البيانو عازفتنا الأمل، الشغف، الطموح، تعزيز الذات، حب الناس التقدير وفي هذا تقول "على سيرة التقدير تستحضرني طرفة حدثت معي في مشاركتي في السفارة البولندية كانت الافتتاحية" لبيانست بولندي" حضر خصيصا للمناسبة ومن تم فقرتي وخلال سماعي لما قدم في حجرة خاصة تأهبا لفقرتي الموالية عدت تنظيم أوراقي وقلبت ترتيب مقطوعاتي وبدأت بالأسرع عكس ما هو متوقع!! وعزفتهم بشكل متتالي من التكنيك والأسرع إلى المتسع البطيء ما يسمى (فنتازيا).

وجدت نفسي بين التصفيق والترحيب والوقوف حتى ولم أستطع أن أخفي انبهاري مستنجدة بالمترجم الليبي وسألته (بالك كاميرا خفية يا محمد)، كما توطدت علاقتها بمفاتيح العزف بشكل حميمي   جدا، وتطلب منها المقطوعات الرومانسية والاغاني اما المشاركات الموسيقية في اليوم العالمي للموسيقى، أو المشاركات الرسمية فهي المقطوعات الكلاسيكية التي عادة ما تحمل مهارة وتكنيكيها الخاص وتضيف "ويبقى في الرصيد مقطوعات أعشقها ولا تطلب أمرر نوتاتها واسمح لها بالتسلل على مفاتيح البيانو و(بالمجمل اطلق عنان نفسي ولا احصرها بزاوية الطلب).

الفرجاني التي تملك أسرة صغيرة متألفة من "عبد الرحمن وصفاء "، زوجها أستاذ الصيد " الذي يعد عازف بيانو تصفه بالمحترف تعرفت عليه في اليوم العالمي للموسيقى تقول " له طرازه الخاص بما يقدمه من أغاني عالمية، بالإضافة لكونه عازف قيثار، أصبحت مع زوجي أقدم في دويتو عزف مشترك 4 يدين على بيانو واحد.

تختم الفرجاني حديثها معي وترجع كل الفضل والامتنان لأمها الثانية" الحاجة فاطمة "كما تحب أن تناديها كلما تحدثت عنها تقول "لا أنسى افضالها على منذ دخولي المعهد ومساندتها الحقيقية لي بدأ من تسجيلي في المعهد مرورا بشراء بيانو حقيقي كلفها الكثير ولم تبخل يوما علي إلى شراء سيارة خاصة أثناء الدراسة لتسهل على تنقلاتي. أفضالها كثيرة لا يمكن عدها حقا ولا حصرها ".

 

المزيد في هذه الفئة : السيلفيوم في براح »
 

اشترك في نشرتنا الإخبارية

ليصلك كل جديد من أخبار ومقالات وأخر القضايا الساخنة ... ضع بريدك الإلكتروني هنا

أكثر قراءة

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more