May 11, 2024 Last Updated 7:47 AM, May 5, 2024

حرق القمامة بالشوارع العامة ..مخاطر صحية تهدد السكان

حرق القمامة في مكب قنفودة حرق القمامة في مكب قنفودة حرق القمامة في مكب قنفودة

أصبح حرق مخلفات القمامة بالهواء الطلق مشكله ليس لها حل، خاصة في السنوات الاخيرة وازدادت الظاهرة في المجتمع وظلت من المسائل التي لابد من إعطائها اهتمام كبير ونشر الوعي عنها أمر ضروري للمواطن الذي يغفل عن مدى خطورتها على البيئة التي تحيط بنا، وكما أن المشكلات الصحية الناتجة عن أبخرة حرق القمامة التي يتعرض لها عدد كبير من السكان بمنطقة الحرق يؤدي إلى استنشاق المواد السامة والخطيرة على صحتهم.

حول الأضرار الصحية حدثتنا المتخصصة بالصحة العامة والمسؤولة عن التثقيف الصحي بمركز بنغازي الطبي الدكتورة أماني الشاعري وقالت: إن حرق النفايات بقرب المناطق السكانية يؤدي إلى انتشار أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب، وايضًا يؤثر في الجهاز المناعي للإنسان، وقد يسبب أمراض سرطانية فتعرض الناس الى الرماد المتطاير والرماد المنخفض بعد حرق القمامة له آثار في الإصابة وسببا في ازدياد حالات الحساسية وحالات عاهات الولادة، وهناك أضرار ناجمه عن حرق المواد الصلبة والسائلة كبقايا الزيوت مثل شحوم السيارات التي تحتوى على ملوثات سامة وخطيرة على الصحة العامة سواء للإنسان أو البيئة.

البلاستيك من أخطر المواد

أضاف أستاذ الهندسة البيئية بكلية الهندسة ومدير هيئة البيئة سابقًا الدكتور فرج المبروك :المخلفات والمكونات الصلبة وللقمامة لها أضرار كثيرة وأخطر المواد هو البلاستيك عند حرقه  يصدر غازات مسرطنة تؤثر على الصحة وتزعج الناس وأيضًا تؤدي إلى تلوث الهواء والأرض والمياه والحيوان والنبات، كما يساهم في ارتفاع ظاهرة الاحتباس الحراري ويعيق المناطق القريبة من مواقع النفايات في امكانية تطورها .

وأشار المبروك إلى أن  الدخان الناتج عن الحرق الذي يُحدث روائح كريهة تتسبب في تكاثر حشرة البعوض وأيضا يسبب تلوث بصري ويحجب الرؤية وذكر المبروك أن  المعادن والمواد الكيمائية التي  تحتويها القمامة لها اكبر ضرر على صحة الانسان والبيئة.

 وكما شدد المبروك على أن حرق المخلفات لها أكثر أضرار من تكدسها في  الشوارع العامة، وكذلك هناك خطأ نقوم به بوضع القمامة في أكياس او صندوق واحد دون فرز، فالدول المتقدمة مثلا  لديهم صناديق مخصصة لفرز مادة البلاستيك عن المواد الاخرى لإعادة تدويرها والاستفادة منها .

تأثيرات الدخان السام للنفايات على الجهاز التنفسي

واضحت الاخصائية بأمراض الصدرية الدكتورة فاطمة العقوري :بأن مخلفات القمامة وخاصة التي تحتوي على المواد الكيمائية لها أضرار على التنفس وتؤدى إلى مشاكل في الرئتين وأن تأثيرها قد لا يظهر على مدى شهور بل تكون بعد سنه او أكثر، كما تعتبر الظاهرة مسببة لانسداد القصبات الهوائية وأيضا مرض حساسية الصدر.

واشارت العقوري  للأشخاص الذين يعانون من حساسية الصدر بالأخص مرضى الربو فالدخان والغازات الناتجة عن حرق القمامة يعرضهم إلى تهيج في الصدر حتى مع العلاج لا يحدث تحسن في صحتهم ويجب عليهم الابتعاد نهائيا عن المواد الكيمائية والغازات المهيجة الناتجة عن القمامة.

ومن واقع معايشتيها للظاهرة تقول إيمان الفيتوري وهي احدى الاشخاص الذين لديهم مشاكل في الجهاز التنفسي إن حرق القمامة له أضرار على صحتي ومهما أخذت من العلاج لابد من تجنب روائح الدخان الناتجة عن حرق القمامة، وإلا فلن استجيب للعلاج وترى إيمان، إن الظاهرة منتشرة في بلادنا منذ سنوات وتأثيرها يشمل كل ما في البيئة وليس على الناس فقط، وإن المواطن يلجأ إلى الحرق بسبب تراكم القمامة والتخلص من الحشرات ورائحتها المؤذية.

النفايات عدو قاتل

ويضيف فرج الشيخي المتخصص في الجيولوجيا بأن وسط مدينة بنغازي خلف سوق زمزم مباشرة يوجد مباني عشوائية أصبحت مكب للقمامة قد تعرض المباني إلى الانهيار في أي لحظة وينذر بكارثه لأنه تعتبر طريق عبور للطلبة والمعلمين المتجهين إلى المدرسة نسأل الله السلامة للجميع .

وأضاف أن حرق القمامة تنقلنا من حالة سيئة إلى أسوء؛ لأن النفايات عدو قاتل خفي ولا يمكن رؤيته أو لمسه بعد تحوله الى بخار سام، وكذلك قلة الوعي عند الكثير من المواطنين والفهم الخاطئ لديهم والمتمثل في اعتقادهم أن حرق القمامة سيؤدي إلى التخلص منها الى الابد وهذا ليس صحيحا،  لأنها بعد ذلك ستنتقل إلى الصورة البشعة التي تظهر تأثيراتها السلبية والمهلكة على كل من المجتمع والبيئة المحيطة بنا فور الانتهاء من عملية الحرق، تلك الاضرار ستمس الجميع وستكون عميقة جدا على المدى القصير أو الطويل صحيا وبيئا داخل مجتمعنا.

كما أكد مدير المكتب الإعلامي لشركة النظافة منذر الورفلي سابقا: بأن شركة النظافة تقوم بتجميع القمامة على مدار 24ساعه يوميا، وحرق القمامة في الشوارع العامة ناتج عن الأشخاص ضعاف النفوس والمخربين يقومون بحرقها والاستفادة منها بالحصول على الحديد والنحاس ويتم بيعها، وهناك من يحرقها لتأجيج الرأي العام ويتم تصويرها ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي لمطامع شخصية ومحاربة مجلس بلدية بنغازي والشركة المنفذة لأعمال النظافة.

وقال ايضا: لقد سردنا عبر وسائل الإعلام المختلفة نصائح وارشادات حول الطرق الصحيحة للتخلص من القمامة، والتعاون مع شركة النظافة وعلى المواطنين إخراج القمامة في ساعات الصباح الأولى ويجب عليهم وضع القمامة في أكياس محكمة الإغلاق ووضعها بالأماكن المخصصة لها وعدم حرقها حتى نحافظ على الوضع البيئي للمدينة وسلامة وصحة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.

النفايات الطبية أكثر  خطورة

وأضاف مدير المكتب الإعلامي بمركز بنغازي الطبي خليل اقويدر : يجب علينا توعية المواطنين وتعريفهم بمدى خطورة تعرضهم للدخان الناتج عن حرق النفايات، وللأسف يكون الخطر اكبر عندما تكون هذه النفايات طبية التى تحرق ايضا في المحارق العامة القريبة من المناطق السكانية كما أوضح بعدم وجود محارق مخصصة للمخلفات الطبية بحيث تكون صديقه للبيئة وظيفتها حرق الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية دون تصاعد دخان أو بخار أو أي مواد غازية سامه التي تخرج من هذه المواد ولكن لا يتوفر لدينا إلى الآن ولم يتم وضع حل لهذا الموضوع .

 

 

 

أكثر قراءة

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more