ليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب، أتدرون ماجعلني أرتجف وأنا أحاول تصوير حقيقية الحقائق، سطحية البشر، جعلتني اغوص في قوقعة مثقلة، وبحر من التساؤلات المهمة ألا يستحق الظلم بين العالمين أن أكتب عنه.
عزائي أني أكتب إلى كل الذين أحبهم، ولولا حبهم ماكان هذا المرفأ مازالت الكلمة المقلدة الباهتة الجامدة عند البعض تقتلني بدهاليز الصمت الموجع وسهر الليالي الطوال، لعنة الكتابة تكمن في صدق وجراءة مانطرح في زمن الزيف والتلون والخداع.
كم صرفنا من الأيام مختفين في ثناياها يعترينا غموض مطبق من قسوة الزمان أصبحنا لانحدق إلى ملامحنا لنعترف أننا لانري النور هذا مايحدت لنا في زمن التناقض وتبقي لعنة الكتابة تطاردني تمس نبرة الصدق في أعماقنا نحاول نبش القضايا في ظرف استنائي مثير للقلق الموجع ولعل أبرز مايمكن طرحه قضايا المرأة الشائكة، وتفعيل ذلك الحق في الدستور منها حق منح الجنسية لأبناء الليبية من اجنبي أو على الأقل حق منح الحقوق دون تضيق الخناق حق، التعليم للمرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
قضايا مثيرة للجدل تحاصر واقع المرأة وضلت لعنة الكتابة تطارد كل صناع الكلمة في ليبيا وكل الأقلام مرتعدة تخشى المواجهة وتخشى البوح وتخشى النبش والطرح الواجب الهادف النبيل وأحيانا تستعد الأقلام ثم ترتعد وينبغي أن ينبري الحرف نارا وتولد الكلمات وإذا بالدماء تغلي وتصعد إلى الوجوه، وهنا تحتشد كل الظروف المتشابهة والقضايا المتشابكة لتجد نفسك أمام ادب بسعر الصرف وعن عطاء نسيجه العمر وعن تهافت لايفسد للود قضية، وعن رفاق أصابهم داء النفاق واعتبروه سيد الأخلاق، في المساء الفضي المزدحم بالعزلة احلم بوجود بشر لم ألعنهم يوما أتعجب! من أذكى الأشقياء لأنهم خرجوا عن مبدأ العصر كل شيء ليس "ببلاش" الكتاب خجلوا وهم يطالبون بحقهم المادي، وأكدوا أن كتّاب هذا الزمان هم جماعة دارويش ودعاية أعمال خيرية وهلم جرا .... أ لكن هولاء المبدعين مازالوا يهفون إلى الكتابة ويكرهون الرتابة إلى نقطة المبتدأ يعانق الخبر ويعود مرغما يكتب عن موت المبدعين "ببلاش".
لعنة الكتابة تكمن أننا نحيا في زمن لايريد المواجهة والطرح الشفاف ووضع ايدينا علي مكمن الداء ... في محاولة جادة لوضع الحلول وتبقى الكتابة قضية رغم هيمنة لقمة العيش،علي تفكير العديد من الصحافيين والكتّاب في ليبيا، ويبقي الأمل في أن تعود الهيبة إلى الوطن الجريح وتُفسح لأقلامنا البوح الجميل في ظروف سياسية وأمنية مستقرة ونسهم في رقي هذا الوطن الجريح لدخل تجربة التجلي مع الذات وننتظر بودار أجمل للوطن الجريح هل من مجيب يؤكد أن الحرية في معناها تتجلى الحق في التعبير عن أفكارنا وقضايا المجتمع بكل مسؤلية، الحرية لاتعني الانفلات والاسفاف بقدر ماترسخ قيم المجتمع المعطاء.