ألاف القصائد والمقالات والكتب كتبت  طيلة التاريخ الإنساني عن الحب، ولكن رغم ذلك لازال السؤال الأزلي عن معني الحب يتردد بدون العثور علي أجابه مقنعة له 
فما هو الحب؟
ما هذا الاحساس الغريب الذي يرفعك الي سابع سماء ، والذي يشعرك بأن كل الدنيا والوجود والبشر وكل الأشياء المادية، لا معني لها اذا لم يكن الحبيب موجود في حياتك ثم كيف تنتهي كل هذه المشاعر وتموت ،وكأنها لم تحدث مطلقا لدرجة انك لا تصدق بأنك قد تلتقي بالشخص الذي كان ذات يوم، هو الدنيا والوجود فلا ترف نبضة في قلبك ولا تشعر بشيء حياله لا حب ولا كره ولا أي شيء مطلقا. 
كيف تنتقل المشاعر من النقيض الي النقيض، وماهذا الاحساس الغريب الذي يحملنا الي سابع سماء ثم يطوحنا ويسقطنا الي الأرض، لنتحسس حقيقة ما حدث وماجري هل هي طبيعة ما او تكوين جيني خاص ببعض البشر، يولدون به دون غيرهم يجعلهم محملين بعاطفة جياشة ورغبات هادرة، وطاقات مشاعر جارفة يسبغونها علي الأخر، ثم يصدمون عندما تنجلي حقيقته بفعل التجربة والمواقف .
فمامعني الحب؟
الا نحتاج لمعرفة هذا الاحساس الغريب الذي يجتاحنا أو كما كتبت الشاعرة عائشة المغربي في قصيدة جميلة لها عن معنى الحب: 
ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺐ ؟
ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﺎ
ﺃﻥ ﻳﻔﻜﻚ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ
ﻭﻳﻨﺸﺮﻩ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﻣﺸﻤﺲ
ﻛﻲ ﻳﺠﻒ
ﻭﻧﻘﺮﺃ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﺤﺮﻳﺔ
الشاعرة هنا تخرج من حالة التماهي، مع حالة الحب لتتساءل بفجيعة عاشقة لم تجد بين يديها الا سراب ويباب الحب، فتتساءل ملتاعة عن معني الحب وعن حاجتنا لأن نقوم بتفكيك قلبنا واخراجه من مكانه لنعلقه على حبل الشمس الساطعة كي نري الحقيقة ونقرأ المكتوب.
فالقلب ايضا مراوغ لأنه يعتمد على تخيلات ورؤى، غير حقيقية أحيانا تجعلنا نرسم صورة للأخر من فيض أحلامنا، ومن فيض روحنا فنعتقد باننا نعرف الاخر ونراه ونحبه بينما الحقيقة اننا نسبغ عليه، من جمال أنفسنا ونسقط عليه من مشاعرنا الجياشة وعواطفنا الهادرة 
فهل الحب هو مجرد كذبة نغطي بها حقيقة احتياجنا الجسدي فنغلفها بالمشاعر وأحاديث الشوق والهيام؟ 
نحتاج كما تقول الشاعرة عائشة المغربى في قصيدتها إلى فك وانتزاع قلبنا  من جسدنا ونشره علي الحبل ،كي يجف ونري المكتوب فيه بحقيقة دون تزويق  أوهلام المشاعر المتداخلة فاذا كان الحب، مجرد رغبة جنسية لماذا كل هذ اللف والدوران لماذا يتعب الإنسان نفسه في علاقة عاطفية يهرق بها مشاعره وعواطفه وفكره وعقله ؟
 أليس من الأجدى الزواج والأرتباط بأي شخص  إذا كانت غاية  علاقة الحب هو مجرد الإشباع الجنسي  فقط؟
الحقيقة أن الشهوة والرغبة التي يكون منشأها النظر والعين ليست حُبًّا ، بدليل أن  الحياة الزوجية التي تقوم على اختيار العين ورغبات الجسد وحدها سرعان ما تنتهى إلى الركود .
 والأكيد أن الحب الحقيقي هو الحب ،القائم على تكامل روحين وعقلين وقلبين وليس تبادل دباديب حب وأشعار غرامية وكلام معسول ، لغرض الوصول إلى  اشباع الشهوة بالأخر او الرغبة في الحوز على  جماله او وسامته اومايمتلكه من سطوة أومال .
الحب أكبر من كل ذلك وأعمق، هو قيمة كبيرة ومعنى كبير لهذا اصبح عملة نادرة من الصعب وجوده في زمن الماديات والمظاهر، والاستهلاك الجنسي العابر للقارات وسهولة العلاقات وإباحيتها وتشيؤها، الذى نعيشه في هذا العصر الذى بالتأكيد هو عصر نهاية الحب بمعناه العميق والكبير الذى عرفه البشر طيلة تاريخهم الإنساني.