في سؤالي له خلال حواري معه في شهر ديسمبر سنة 2012 في صحيفة الحياة الليبية عن بداية تكوّن اهتماماته العامة ولون انتمائه الفكري .أجاب السيد محمود شمام :أذكر ذلك جيداً نحن جيل (الترانزسيستور) الراديو الصغير كنا نسمع مقالات هيكل على الأثير قبل قراءتها وكنا نحفظ فقرات من خطب جمال عبد الناصر كانت بداية النشاط الطلابي والسياسي في 14يناير 1964 وبعد انتهاء مظاهرات ذلك اليوم بعد سقوط شهيدين هما علي البيجو وصالح النقاز ودخول مفتاح بن حريز دائرة الخطر قبل استشهاده أغلقنا باب قهوةعقيلة وتجمعنا داخلهاكانت هناك مجموعة كبيرة أذكر منها شقيقي محمد ومحمد محمود زيو وعبد السلام الفزاني وعوض شمسه وقدوره البعباع وعبد السلام حويو ومحمد خليفة الترهوني ومفتاح الترهوني ومفتاح كويدير وبعد أن أسدل الظلام جاءت سيارة صغيرة خرج منها عوض المختار وعبد الحميد بن إسماعيل ودفع لنا بمظروف مليء بالمنشورات تدعو إلى جنازة شعبية للشهداء .عرفت فيما بعد أن هذه المنشورات أعدت في مكتب أحمد يوسف بورحيل وكانت ثلة من المحامين منهم عبد الوهاب الساقزلي ومصطفى الشيباني.
أنطلق من إجابة السيد محمود شمام وهي شهادة تاريخية وأسأل لماذا تنازل جيل السيد شمام وصمت عن إسقاط الحكومات المتعاقبة بعد فبراير إحياء ذكرى 13و 14يناير وقد شهدت حدثاً وطنياً تاريخياً فارقاً وقدّم فيه شهداء أرواحهم .ولماذا صمت وتنكّر الشعب الليبي كله لهؤلاء الأبطال ولماذا شطبوا من ذاكرتهم هذه الصفحات الطلابية النضالية المضيئة .وما دوافع ذلك وهل له مبررات؟
إن التاريخ الليبي لم يكتب بعد بموضوعية ونزاهة ورؤية علمية بعيداً عن الألوان السياسية والتوجهات الفكرية وبمعزل عن القناعات الخاصة.
لقد كان 13/14 يناير عام 1964 حدثاً جللاً في مدونة النضال الشعبي و في سجل الوطنية الطاهرة الناصعة.
فمن يملك إسقاط مثل هذا الحدث الفارق من عقد الذاكرة الليبية .
وكيف يصمت اتحاد الطلبة الليبيين عن تجاهل إحياء مثل هذه الذكرى الوطنية وشطبها من مدونة الاحتفالات الوطنية؟