الحسابات والتوازنات الأمريكية في المنطقة سببا مباشرا بالدرجة الأولى في عدم إجراء الانتخابات الليبية في موعدها وما دون ذلك من أسباب لايقاس عليها .. من الأخير كما يقال.
مؤتمر جنيف من أنتج العملية السياسية الليبية بوجود جسم رئاسي/حكومي والاتفاق على إجراء انتخابات ديسمبر بدعم وحساب أمريكية فرنسية ايطالية المانية مصرية تونسية وامتناع ورفض روسي تركي غير معلن.
تمدد وتوغل النفوذ الروسي وضع ليبيا ضمن قائمة أولويات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، التى ترغب في تحقيق استقرار نسبي في ليبيا مشروط بتراجع روسي ومنعها من لعب أية دور على الأرض.
ترتيبات الانتخابات الرئاسية جاء بعكس ما ترغب أمريكا وفرنسا وبدرجة أقل بريطانيا بعد ترشح سيف الإسلام للانتخابات بدعم روسي مباشر، وتقديم اوراقه في حماية عسكرية روسية، مما اعطى مؤشرات أن المعادلة الانتخابية في خطر.
هذا كان سببا كافيا بأن تنسف واشنطن العملية السياسية بأكملها وربما لن تكتف بالتأجيل فقط بل ربما الذهاب إلى خارطة طريق جديدة مغايرة دون وضع اعتبار لرغبة الليبين بالاتجاه إلى صناديق الاقتراع أو دون حتى الالتفات إلى قائمة المترشحين ال94 !!.
وبالرغم من خروج فرنسا من دائرة الاجماع الغربي سنوات ترامب الذي قال أن مرجعية أمريكا في ليبيًا هي ايطاليا .. مما اغضب باريس ودفعها للتقارب الحذر مع موسكو لكنها تناغمت مؤخرا مع الرؤيا الأمريكية المتعلة بايقاف إجراء الانتخابات باعتبار أن وجود سيف الإسلام رئيسًا سيقضي على نفوذ فرنسا في ليبيا وربما في افريقيا كلها.