May 15, 2024 Last Updated 7:27 AM, May 15, 2024

الحيل الدفاعية للنساء المقموعات

الكاتبة/ انتصار بوراوي الكاتبة/ انتصار بوراوي

العاطفة الخصبة والمشاعر الدافقة ،هي في منظور مجتمعنا الليبي تعبرعن الضعف وعلى الفتاة أن لا تكون عاطفية ،وتستبدل عواطفها الصادقة بطريقة اخرى فتوظفها في المكر والخبث الأنثوي ، كحيلة دفاعية من المرأة المسحوقة  في مجتمع لا يعترف بها  كانسان كامل، بل كمخلوق يحتاج دائما للوصاية والمتابعة والملاحقة فتستخدم النساء المكر والتلاعب ،كحيلة دفاعية وكنوع من الأساليب المتخفية التى لايدركها أذكى وأمهر الرجال في معرفة المرأة.
 
كثيرا ما تصيبني ربكة في التعامل مع بنات جنسي، المستغربات جدا من حالة الوضوح والتعاطى بصدق مخيف، يشل قدرتهن على الفهم فيلوحن بتفسيرات وردات أفعال أكثر ضراوة وعنف وقسوة من الرجل أحيانا،ولكنى اتفهم حالة عدم القدرة على التواصل نتيجة خلفية التربية القائمة على قمع  التعبير عن النفس بعفوية وصدق ووضوح  لأن ذلك ينتقص من  قيمتهن .

وهناك اسئلة كثيرة تلوح فى أفق تفكيري، حين أرى البعض يصب غيض نقمته على المرأة حين تكون في قمة، عطائها الإنساني والعاطفي باعتبار أن ذلك ينتقص منها بينما يمجد كل من تملك حياد وعدم تعبير عن مشاعرها وعواطفها .

هي معادلة غريبة لم أجد لها تفسير، إلا فى كونها طريقة تربية تقوم على أرث قاسى وعنيف يرى في العفوية والتعبير عن العاطفة، والصدق في التعاطي عيوب يجب على المرأة إن تتخلص منها، ويدفعها نحو المكر والإخفاء والتذاكى كحيل دفاعية خفية لا يدرك خططها واستراتيجيتها إلا المجتمع النسائي.

القمع والعنف يولد القسوة وانعدام الرحمة والانسانية، يرتسم ذلك في المجتمعات التي تعرضت لاحقاب طويلة من الديكتاتوريات، والعنف الشديد ويمكن لأي شخص أن يضع اسم أي دولة متخيلة فى ذهنه كى يراها، فكيف إذ أقترن كل ذلك بطريقة تربية للفتاة تقوم على إذكاء روح المكر والكيد والخبث فيها كى تحصل على رضا الرجل والمجتمع.

الخبث والمكر هو ليس سلوك ذميم فقط ،بل هو في رأيي نوع من القسوة الإنسانية التي تتجه إليها الفتاة نتيجة القمع المجتمعى الذى يحرمها ،من أن تكون صادقة وحقيقية وواضحة كضوء الشمس.               
وطالما ظل المجتمع يجتر نفس الأرث ،من الفكر القمعى للنساءسيكون من الطبيعى جدا ان تكون ردة الفعل محملة ،بكثير من المكر الانثوى المحبب لدى الرجل العربي الذى يجد لذة في التواصل، مع هذه اللعبة الانثوية لأنها تغذى توهمه بالسيطرة فيما تكون المرأة هى التى تنسج ،كل خيوط الحكايات بمكر تستحقه مجتمعات منافقة لاتريد رؤية، وجه الحقيقة ومستلذة لخدر وهم سيطرة كاذبة ولاتقوم فى تربيتها لبناتها على أنها  إنسان  كامل ، عليها أن تكون صادقة وواضحة كشمس النهار عوضا من تربيتها على التلاعب والكذب وكثير من الخبث والكيد كى  تفوز برضا الرجل والمجتمع .

المزيد في هذه الفئة : بعد يوم من انتخابات 24 ديسمبر »
 

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more