من هنا تبدأ الحكاية… لا من خلف الشاشات ولا في صدارة العناوين، بل من قلب كل إعلامي وإعلامية اختاروا الكلمة طريقًا، والمصداقية مبدأً، والضمير رفيقًا في كل ظهور، وكل سطر، وكل لحظة صمت. إلى كل من يحمل المايك، الكاميرا، القلم أو الهاتف، تذكّروا: الإعلام ليس ساحة للأنانية، ولا حلبة لصراع ego، ولا وسيلة لتصفية حسابات شخصية تحت عباءة “العمل”. المكان لا يتسع للمكائد، ولا يُنجب النجاح من الحقد… فلا أحد يصعد ليعلو حقًا وهو يُزيح زميلًا أو يطعن في ظهر رفيقه. النجاح الحقيقي لا يُبنى على سقوط غيرك، بل على تميزك أنت، واجتهادك، واحترامك لغيرك. الأخلاقيات الإعلامية لا تقف عند صدق الخبر، بل تمتد لتشمل نظافة النية، نقاء التعامل، وسلامة القلب. احترم من سبقك، وساعد من جاء بعدك، ونافس بشرف من يسير معك. من هنا، نكتب ونُذكّر: أن الإعلام ليس شهرة تُلاحق، ولا منصة تُحتكر، ولا ضوءًا يُطفأ عن غيرك لتُضيء وحدك… بل هو رسالة، إن لم تحملها بنية صافية، فستسقط منك مهما كان صوتك عاليًا. فكونوا كما يجب أن يكون الإعلامي… صاحب موقف، لا موضع، وصاحب خُلق، لا صراع.
كتبته الإذاعية/ حنان نجم




