طرابلس – 6 أغسطس 2025
عبّرت اللجنة الوطنية الليبية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) عن قلقها الشديد إزاء عمليات إطلاق بعض الحيوانات البرية داخل المحميات الطبيعية، من بينها إطلاق أفاعي الكوبرا في محمية وادي الناقة وغزلان الدوركس والأرانب في محمية فروة، وذلك من قبل بعض منظمات المجتمع المدني البيئية، ودون تنسيق مسبق مع الجهات المختصة.
وأكدت اللجنة في بيان رسمي أن هذه المبادرات، رغم حسن نوايا القائمين عليها، قد تُسبب أضرارًا بيئية ومجتمعية كبيرة، نتيجة غياب دراسات علمية واضحة أو تقييمات للأثر البيئي، ما قد يهدد التوازن البيولوجي ويثير مخاوف السكان المحليين.
وأشار البيان إلى غياب نص قانوني واضح يحدد الجهة المسؤولة عن منح الموافقات في مثل هذه التدخلات، مطالبًا بضرورة وضع إطار قانوني منظم يحدد آليات العمل ويمنع الاجتهادات الفردية.
وشددت اللجنة على أهمية التنسيق بين الجمعيات البيئية والجهات الرسمية، محذّرة من تحويل هذا التنسيق إلى شرط مُلزم دون أساس قانوني، لما في ذلك من تقييد للعمل المدني البيئي المستقل.
ودعت اللجنة إلى وقف أي مبادرات ميدانية لإطلاق الحيوانات في البيئة الليبية مؤقتًا، إلى حين وضع إطار وطني موحد يُنظم هذه الأنشطة، يستند إلى المعايير العلمية المعتمدة دوليًا، مثل إرشادات IUCN لعام 2013 بشأن النقل لأغراض الحفظ.
كما طالبت بعقد اجتماع وطني تشاوري عاجل يضم وزارة البيئة، والهيئة الليبية للتراث والحياة البرية، ومفوضية المجتمع المدني، إلى جانب الجامعات والمراكز البحثية وممثلي الجمعيات البيئية، لوضع آلية شفافة تُنظم هذه التدخلات بما يحفظ البيئة ويحترم القانون.
وختم البيان الذي ذُيل بتوقيع إبراهيم القهواجي رئيس اللجنة الوطنية الليبية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، بالتأكيد على التزام اللجنة بمبادئ الاتحاد الدولي لصون الطبيعة التي تركز على التقييم العلمي، الشفافية، والتعاون بين الدولة والمجتمع المدني، مشيرة إلى أن حماية البيئة مسؤولية جماعية يجب أن تُبنى على أسس علمية وتشريعية واضحة.
