التقته/ منال دومه
بين دقات قلبه وسماع دقات قلوب مرضاه المتسارعة، أصوات وإن دلت فإنما تدل على مؤشرات خطرة قد يتعرض لها مرضاه ويقف عاجزا لا يجد لها علاجا، هذا ما دفع بالطبيب الليبي أسامة بوزقية من مدينة مصراتة للسفر إلى الخارج وتحديداً إلى دولة مصر العربية ، وتلقي دورة استثنائية عند أول استشاري قلب على مستوى شمال أفريقيا الأستاذ الدكتور ميرفت أبو المعاطي في أمور عدة كان أهمها (كهرباء القلب)، ومن هنا التقيناه عبر فضاء الليبي اليوم ليعرفنا عن نفسه في بداية الحوار قائلا: أنا متحصل على الزمالة العربية في الطب الباطني، وأعمل في مركز القلب في مصراتة منذُ أربع سنوات، وحضرت إلى دولة مصر بعد حوار دام ستة أشهر مع الدكتورة مرفت أبو المعاطي لأخذ دورة تدريبية، معها في العيادة وفي جامعة عين شمس، وهي الأفضل على مستوى أفريقيا، وهي رئيسة الجمعية المصرية لكهربائية القلب.
ولفت الدكتور أسامة إلى أن أهمية التخصص هو ما جعله يتلقى هذه الدورة التي يتدرب من خلالها على عدة فروع منها القسطرة "كهربائية القلب"، ويعد الدكتور أسامة ثاني دكتور ليبي يتدرب عند الدكتورة ميرفت أبو المعاطي، في تخصص كهرباء القلب.
وحين سألناه عن تخصص كهرباء القلب أجاب بشكل مبسط قائلا: القلب يتكون من أربع حجرات، الله سبحانه وتعالى، ووضع بطاريات في الأذين والبطين، ولكن بعض الناس لديهم ضربات سريعة نتيجة، وصلة كهربائية غير طبيعية بمعنى خارج المسارات الطبيعية للقلب وتقوم بعزل الموجات لكي تصل الكهرباء، وبالتالي تكون الوصلات الكهربائية في اتجاه واحد من الأذين إلى البطين مباشرةً، فالوصلة الكهربائية الزائدة هي التي يقوم بالضربات السريعة.
وفي سؤالنا له حول أي مرحلة يصل المريض للكي الكهربائي؟ وهل الكي يُغني عن الأدوية بعد العملية؟ يجيب: هذه يحددها أخصائي القلب بعد الفحوصات، والكي لا يغني عن الأدوية، فأحياناً المريض يحتاج إلى الأدوية بعد عملية الكي الكهربائي، والبعض الآخر لا يحتاج، وننصحه بالابتعاد عن المنبهات.
وعن ما مدى الفائدة التي حققها من خلال هذه الدورة قال: استفدت استفادة كبيرة فأنا أعمل يومياً على أربع حالات بين كي كهربائي (بأنواعه)، و(تركيب منظمات قلب)، مشيرا إلى أن تخصص كهرباء القلب لا يوجد في ليبيا، والمشكلة التي نعاني منها لا توجد تخصصات فرعية للقلب، ففي العالم توجد تخصصات مثل دكاترة مختصة في قسطرة الشرايين، وقسطرة الشرايين التاجية، وكهرباء القلب، ونتمنى فتح هذه التخصصات لكي يتحصل المريض على خدمة أفضل عند ذهابه لطبيب مختص لحالته في كهرباء القلب، ونتمنى من القطاع العام هو الذي يقوم بهذه العمليات فهي مكلفة جداً وتحتاج إلى دعم من الدولة وشركات التأمين في ليبيا.
وفي معرض الحوار سألناه عن الفائدة من السجل الموحد لمرضى القلب الذي تم إنشائه مؤخرا في ليبيا؟ فأجاب: افتخر بكوني أحد المشاركين في الموحد لأمراض القلب، وهي خطوة ممتازة والفكرة منها أن نحذو حذو الدول الأخرى، بأخذ بيانات أولية لكل مواطن ليبي ابتداءً من الرقم الوطني إلى الأمراض المزمنة التي لديه في القلب، ويتضمن السجل بأخذ معلومات كاملة عن المريض بحيثُ إذا لا سمح الله دخل المريض المستشفى يكون لديه سجل كامل ووافي ببياناته عند إدخال الرقم الوطني فتسهل عليهم معرفة الأمراض والأدوية التي يأخذها المريض.
موضحا أن أمراض القلب تنقسم إلى عدة فروع بالتالي لديها عدة أعراض أولها ألم في الصدر وأحياناً تكون ذبحة صدرية، ثم خفقان سريع جداً في ضربات القلب، وهي الكهرباء الزائدة، وبعدها حالات إغماء وهبوط حاد في نبضات القلب يحتاج فيها المريض إلى جهاز منظم لضربات القلب، وهناك عرض الدهشة وهي تدل على ضعف عضلة القلب، وأول فرع سيتم تفعيله في السجل الموحد هو الذبحة الصدرية.
ويقول عن خططه المستقبلية واستمراره في هذا التخصص بعد عودتها ليبيا: بإذن الله نحاول بأقصى جهدي بأن نُفيد بلادي، ونتمنى أن استفيد من الدورة بأكبر قدر، والشيء المهم الذي نفتقده في ليبيا هي العمل الجماعي سواء في مجال القلب أو المجالات الأخرى ولا يوجد برنامج تدريبي للأطباء الليبيين داخل ليبيا.