Nov 28, 2024 Last Updated 3:26 PM, Nov 28, 2024

من سنان ،إلى سبونج بونج

حنان علي كابو

أحاول قدر استطاعتي إيجاد لغة مشتركة مع أطفالي ،فالسقف عال جدا ،والمسؤوليات بدأت في مسار الضغوطات المتراكمة . الطفولة التي عاشها جيلنا لن تكرر أبدا لها خريطتها الخاصة رغم إنها رسمت بالكثير من الفطرة والعفوية وحب الاكتشاف وحسن الظن أيضا . كان الوقت صديقنا الحميم والوقت سجان مراوغ ،يمضي في اللعب والاحجية و التنقل ،والوقت ساحر يجيد الاختباء داخل قبعته ويخرج كحمامة تطير بعيدا . علاقتنا بشاشة التلفاز علاقة ثانوية ولكن بها حالة من الشوق جراء دقائق معدودة مخصصة لنا كل مساء ؛ عبر هوائي وقناة وحيدة تبدأ بثها مساء بعد عودتنا وقت الدراسة من المدرسة ؛نركض لغرفة المعيشة حيث الشاشة المختبئة وراء ستارة من خشب أملس ؛نفتحها بشوق ونشغل التلفاز بزينا المدرسي والحقيبة تتدلى وراء ظهورنا بملل . نحن جيل "هايدي"،"سنان " ،قصص العالمية المتنوعة جدا والمشوقة كل عيد ،نحن جيل "سالم وحليمة " وحصة المطالعة والتدبير المنزلي ،نحن جيل المطيع جدا الورع ؛نحن جيل السندوتشات في البيت ؛والمقصف الذي لانرتاده كثيرا ،نحن الجيل الذي افرد كل احترامه للمعلم والمدرسة وكل جنباتها ؛والدخول للإدارة أشبه بمعقل سياسي له هيبته ورهبته .نحن جيل "القنبالي " وطوابير الخبز ،ولاحرية لشعب يأكل من وراء البحر ؛نحن جيل الرحلة الوحيدة كل اخر عام ،والباصات الكبيرة جدا التي تعج بأحلامنا وثرثارتنا ،نحن الجيل الذي حظى بنفسه كثيرا ....! الآن أرى اطفال يمكثون أمام شاشات التلفاز اكثر من المكوث مع ذويهم ،والمنهج السنغافوري يزيد الطين بلة بعدم قدرتهم على استيعابه ، نحن أمام جيل النت والايباد والبلاستيشن ؛جيل فقد طفولته وأضاع شبابه وانتهك خصوصيته .وأصبح كفئران تجارب لكل جديد وحديث وغير مألوف . جيل يحب السبونج بونج يرى فيه قدوته .جيل يمتص كل مايعرض أمامه ،اعتراضاته قليلة ؛وتفكيره مشتت ؛لايعرف أين يضع قدمه في الطريق ؛يتخبط دون بصيرة ؛حد التوحد مع نفسه . نحن بحاجة حقا لوقفة جادة جدا أمام وزارة التعليم نضم صوتنا لاصوات الأطفال الضعيفة ،أمام مناهج هدفها إكمال خطتها التعليمية دون مراعاة نجاحها من عدمه ....ونتائج استبيانية تبين بنسب حقيقية مدى استيعاب الطلبة لمناهجهم وخلافه . فما يحدث كتحليل موضوعي الخلل فى االمنهج الذي يحتاج بنية تحتية تعليمية متكاملة إبتداء من مدرسة نموذجية تبدأ طقوسها من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة السادسة مساءا توفر وجبات إفطار وغداء فى المدرسة و ينهي الطالب فروضه داخل المدرسة ، أما الذي يحدث الآن قد يصنف جريمة فى حق المعلم والطالب والأهل ضغط نفسى على الجميع والضحية الطالب . أما الحل فيكون العودة للمنهج القديم أو البدء الفعلى والسريع لبناء ألاف المدارس الحديثة فى كل مناطق ليبيا وتكون الدراسة على طول اليوم.

المزيد في هذه الفئة : الهلوكوست الطبي في غزة »
 

أكثر قراءة

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more