اتهمت إنني اندد بالتدخل الأجنبي في ليبيا متأخرا ؛ والحقيقة إنني لا ابك ابدا على لبن انسكب وراح …؛ بل فقط اعتبر أن التدخل الأجنبي تفصيلة تضاف الى تعقيد المشهد الليبي وافكر في خيارات الخروج من الوضع المتأزم الحالي ؛ ضمن اعتبار عام مسبق هو تأييدي وانحيازي التام الى مشروع الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة بالقاسم حفتر ؛حيث أن العثور على بوصلة تهدي المرء الى افضل الطرق في ظل أزمة معقدة ومتشابكة هو هدف اولي في حد ذاته….!
لانه اذا أضاع المرء هدفه في خضم تعقيدات المشهد وتكاثر القوى المتداخلة والمتشابكة فان كل جهده اللاحق لضياع الهدف هو جهد عبثي ….!
واختيار الهدف لاترتبط بكونه واقعيا لانه طالما هو هدف يسعى اليه فمن الطبيعي أن يكون غائبا الان وغير متوفر
لكنه يرتبط بجملة معطيات واقعية اذا توفرت فسوف يصبح الوصول اليه محصلة جهد ومحصلة فكر وتركيز للفكر والجهد في طريق واضح نحو الهدف ؛ والهدف الذي أصبح واضحا منذ نهاية عهد القذافي لايزال حتى اليوم هو نفسه استعادة الدولة وقوة الدولة في ليبيا ؛ اذن ليس من المعقول أن يكون الهدف هو صناعة ديمقراطية في ليبيا لان ذلك يقتضي أولا وجود الدولة نفسها…..!
ومنذ انطلاق مظاهرات المطالبة بالجيش والشرطة وحتى اليوم هذا الهدف هو أولوية كل ليبي يريد أن يعيش في دولة ليبيا استعادة الدولة بعد ان انهارت وتحولت الى عدد هائل من الدويلات التي تحكمها الميليشيات…!
اي عبث او تشويش في هذا الهدف سيؤخره لكنه لن يؤدي إلى تحقيق أهداف اخرى مغايرة فمثلا التشويش لن يبني ديمقراطية وان كان يؤخر استعادة الدولة اذ الثانية هي شرط الأولى الضروري والعكس ليس صحيحا باي حال من الأحوال….!
وعند مراجعة حال القوى السياسية الليبية المختلفة فانك سوف تكتشف ببساطة أن الجيش الوطني الليبي بدوره السياسي يسيطر على اغلب مناطق البلاد ويحمي الأمن فيها وان مشكلته الرئيسية هي أن مصرف ليبيا المركزي ليس تحت نفوذه بل تستغل أمواله لضمان حماية المرتزقة السوريين والجنود الأتراك للاقليات الفاشية قي غرب البلاد …
اذن ثمة قوة واضحة المعالم هي الجيش الوطني الليبي بقيادة ذات تاريخ وخبرة تسيطر على اكثر من ٨٥ في المية من الأراضي الليبية ولذلك فهي من يستحق الدعم حتى تستكمل السيطرة على ماتبقى من اراض وحتى تنتصر على ماتبقى من قوى ولكن هذا المشروع يواجه صعوبة تتمثل في انحياز تركيا للطرف العدو في مقابل سيلان المال من مصرف ليبيا المركزي نحو أردوغان في اسطنبول ونحن بمواجهة هكذا أمر اما ان ١.نقبل حالة الجمود التي قد تطول لاجال غير معروفة وهو الامر المرجح كثيرا حتى اللحظة
٢.او نعمل على أن نضمن لاردوغان نفس المبلغ طالما استمر تدخله في الشأن الليبي على أن يخلي بين الجيش الوطني وبقايا الميليشيات وهذا الامر تعيقه تفصيلة متعلقة بميزان الصراع الروسي التركي وتفصيلة الأكراد على الحدود الجنوبية لتركيا لذلك فالوصول الى صفقة مع أردوغان ليس مستحيلا لكنه يبدو مستحيلا …!
٣.التركيز على ضمان مصالح روسيا في المتوسط وبالتالي القطيعة مع الولايات المتحدة وتعميق العلاقة مع روسيا
هذه هي خياراتنا اليوم .