المُجتمع اللِّيِبي كغيرِه مِنْ الُمجتمعات يخضع للعدِيد مِن المَشَاكل الاقتصادية والأمنية، سَواء على المُستويين الدَاخِلي أو الخَارِجِي، ولكن المُهم هو قدرة هذا المُجتمع على تجاوز الصِعاب وتحدي المُعوِقَات التِّي قد تواجهه في ظِل الأطماع الخارجية والتِّحالُفات الدولية المحيطة.
وللموقع الجغرافي لليبيا دور مهم في جعلها دولة قوية لها مكانتُها بين دُول العالم، فكبر مساحتها جعلها تتكون من ثلاثة مناطق حضارية (الساحل / المنطقة الوسطى / الواحات).
ففي السّاحل / تُوجد الشواطِئ التِّي يتجاوز طُولها 2000 كم على ساحل البحر الأبيض المتوسط الذي يعم بالخيرات والثروة البحرية والشواطئ الخلابة والتي تُعد بوابة لكل دول العالم وحلقة الوصل مع أوروبا والبوابة البحرية الرئيسية لقارة افريقيا.
وفي المنطقة الوسطَى / يوجد بها الأراضِي الخصبة والمشارِيع الزِّراعية، وتوجد بها الثروة الحيوانية.
أما منطقة الواحات / والتي تتربع على عرش الثروات الليبية مِنْ حيث الأقاليم، حيث تُوجد بها الجبال الحجرية ومناجم الذَّهب والابار النفطية والغاز والرمال وغيرها.
كل تلك الميزات والتي يراها الأخرون مطامع يجب الاستيلاء عليها، بدأت ليبيا تفقدها وتفقد السيطرة عليها بع انهيار السُلطة الذي أدى بدوره للانهيار الأمني، والتفكك السِّياسِي، وظهور الزعامات القبلية والدِّينية التَّي تطمح دائماً بأن يكون لها تواجد على الساحة السياسية.
ففي 2011 من القرن العشرين بعد اندلاع الثورات العربية في تُونس وتلتها مصر ثم على ليبيا التي انهار فيها الاقتصاد وتخلخلت فيها المؤسسات العسكرية والشرطية، وغابت المؤسسات التشريعية والقضائية والأمنية، التي لها دور مهم في ردع المُخالفين ومُحاسبتهم.
وبدأت يد الإرهاب تطال وتخرب كل ما تصل إليه يدها، وعاثت في بنغازي فسادا واتضحت ملامحه في الكثير من قادة السُلطة والسياسية حينها وبدأوا في دعم الارهابيين وفرض سطوتهم على بنغازي حتى شهر مايو عام 2014 حينما قامت عملية الكرامة لتطهير البلاد من المليشيات والإرهابيين الذّين عاثوا فساداً في حرمة الوطن منذ اندلاع الثورة.
وبعد دحر الإرهابيين في بنغازي ودرنة وباقي المدن الليبية، بدأت المؤسسات في التكوين وإعادة النهوض، وهنا اتضح لنا أن الدول لا تبُنى إلا على اساس القوة، أي أن الدول القوية تأخذ مكانتها بقوة جيشها وأمنها واقتصادها والمدى التَّعليمي لشعبها وثقافته وتراثه.