May 20, 2024 Last Updated 7:41 AM, May 20, 2024

جلال الرعيض ... بين الأماني التي أقصى حدودها أن يتحصل على مكان في دار المسنين مميز

جلال الرعيض جلال الرعيض تصوير/ ابتسام العقوري

التقته/ ابتسام العقوري.

هناك في شارع عمرو بن العاص بمنطقة وسط البلاد الشارع الذي هدمته الحرب وافقدته حيويته، وعلى بعد بضع خطوات من ضريح شيخ الشهداء عمر المختار الذين تزين بالرخام والأبواب المذهبة ليكون قبلة للزوار من كل حدب وصوب، وليكون شاهدا على قوة هذه المدينة، في مواجهة الإرهاب، انظر فقط حين تقف أمامه للجهة المقابلة تمام سترى سيارة مازدا متهالكة، وبجانبها كرسي بعجلات، ولو ملت بنظرك قليلا ستجد خبزة يابسة " مفرشة على الأرض"، نعم بالضبط هنا يعيش المواطن الليبي جلال سليمان عبدالصمد الرعيض، ابن الأسرة العريقة من مدينة بنغازي، وأحد سكان منطقة وسط بلاد، وهو من الأشخاص ذوي الإعاقة فقد ولد مصابا بشلل في رجليه لا يستطيع معهما المشي.

جلال الذي اتخذ من سيارته مسكنا منذ أكثر من ثمانية أشهر " وكمل عليه الشتاء والمطر وصقع الربيع وعجاجه"، لم يُعرّج عليه أحد، ويساله لما انت هنا؟ من بين كل المسئولين الذين جاءوا زائرين للضريح، بالتأكيد قد غضوا البصر عنه.

يقول جلال عن سبب نوم في سيارته: لقد بحثت عن مكان للإجار يناسبني كي أسكن فيه خاصة في منطقة وسط البلاد ولكن لم احصل، ويضيف بأن لديه زوجة عربية وليست ليبية ولديه منها ولد وبنت الولد طالب في الجامعة والبنت متزوجة.

جلال الذي دافع بشدة عن عائلته وقال: إنهم لم يتركوه لينام في الشارع وإنما هو الذي تركهم حتى لا يثقل عليهم فهم بعد جهد جهيد تحصلوا على شقة للإجار بسعر رخيص في الدور الرابع، وهو لا يستطيع أن يصعد إلى هناك يوميا خاصة، وأنه يعاني إعاقة في رجليه، وهو يعمل في تكسير الخبزة وبيعها، وتلقيط الخردة كي يعيلهم ويعيل نفسه سيكون من الصعب عليه الصعود إلى الدور الرابع والنزول، كل يوم.

يقول جلال: أنا اعشق منطقة وسط البلاد فهي " في الدم" رغم ما حلا بها من دمار،  فالناس أصحاب الخير يمرون بي ويحضرون لي الطعام والملابس والأغطية، وابني ليس مقصر معي وكذلك ابنتي وزوجها دائما ما يمرون بي للاطمئنان علي.

وحين سالت جلال لماذا لا يذهب مع ابنته أجاب: لقد طلبت مني ابنتي الذهاب معها ولكن هي تسكن في منطقة القوراشة وسيارتي " باللهون"، وأنا أريد أن اشتغل "على حالي" ولا أريد أن أضيق عليها، صحيح أنا اتقاضى مرتب من المعاقين ولكن لا يكفي شيء.

وعن مكان سكنه قبل أن ينتقل للعيش في سيارته يقول جلال: كنت أعيش في الدور الأول بشارع درنة منطقة وسط البلاد وكانت الشقة اجار، ثم سقطت من الحرب ثم نزحنا وذهبت أنا لأخي بمنطقة الكويفية، ولقد تعبت من مسافة الطريق فقد كنت اعمل في تنظيف الحوت عند أحد الباعة من منطقة عين زيانة، وكنت اتقاضى ما يقسمه الله لي.

ويضيف جلال: لقد جاء ابني وابن اخي لمكان شقتنا في منطقة وسط البلاد واحضروا معهم صنف الهندسة العسكرية لنزع لغم هناك، وبعدها لم اذهب لشقتي لأنها بالتأكيد بها الغام كثيرة، حتى ملابسي تركتها لم احضر منها شيء.

وفي سؤالي لها عن " الكراج" الذي كان يسكنه وقد أجرت إحدى القنوات لقاء معه فيه أجاب: هو محل لأخي بشارع مصراتة وكان ملي بالأوساخ، فكلمت اشخاص قاموا بتنظيفه وسكنت به، الى أن جاء المذيع الذي أجرى معي الحوار وقال لي سوف نجد لك حلا، ولكن بدل ذلك تم إخراجي من المحل وجئت للنوم بهذه السيارة كما ترين.

ويقول جلال أنه ليس لديه مانع أن يذهب إلى دار المسنين لو جاءت له فرصة للذهاب هناك ويتمنى لو تحصل على مكان في الدار أن لا يمنعوه من زيارة منطقة وسط البلاد بين الحين والآخر.

جلال يقضي حاجته في المناطق المحيطة بسيارته وفي أحيان كثيرة يقضيها على نفسه، كما أنه لم يستحم منذ أكثر من ثمانية أشهر، ويعاني من انتفاخ في رجليه يزداد كل يوم، وإلى الآن لم يجد تشخيصا لهذا المرض ولم يجد له علاجا، وقد طرق باب مركز المعاقين لعله يتحصل على سكن هناك ولكن أخبروه إنهم يقبلون الأشخاص من خارج بنغازي فقط، ويتمنى أن يتحصل على فرصة للحصول على مكان في دار المسنين.

 

 

اشترك في نشرتنا الإخبارية

ليصلك كل جديد من أخبار ومقالات وأخر القضايا الساخنة ... ضع بريدك الإلكتروني هنا

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more