تقرير/ أحمد ميلاد
بمناسبة اليوم الوطني للشجرة أقام قسم الغابات والمراعي بكلية الموارد الطبيعية وعلوم البيئة جامعة عمر المختار، ندوة علمية توعوية بعنوان: (نحو رؤية وطنية لحماية الغابات بالجبل الأخضر) صباح يوم السبت الموافق 1 يناير 2022 م بمدرج المؤتمرات بكلية الزراعة.
وشملت الندوة ــ التي حظيت بحضور أساتذة كلية الزراعة، والمهتمين والمتخصصين من المركز الوطني للوقاية والحجر الزراعي ــــ على أربعة محاور حيث تناول المحور الأول : واقع غابات الجبل الأخضر، و نوقش خلاله الواقع الذي تعيشه غابات الجبل الأخضر، وكيف كانت قبل 10 سنوات، وكيف أصبحت الآن، حيث أصبحت الأشجار تباع على حواف الطرقات فحما وحطبا بسبب القطع المستمر من قبل المواطنين لها، كما تم تجريف جزء كبير من الجبل ليصبح مكانا للسيارات الخردة "رابش"، إضاقة إلى البناء العشوائي في الأراضي الزراعية، والرعي الجائر، وكذلك ساهمت الآفات والحرائق في القضاء على جزء كبير من غابات الجبل الأخضر.
فيما عرض المحور الثاني لأمثلة عن تقنيات تقييم الغابات، وذلك باستخدام صور الأقمار الصناعية والتي تظهر بوضوح مساحات الغابات قبل وبعد، وكيف تقلصت واستبدل اللون الأخضر باللون الرمادي.
وتضمن المحور الثالث على كيفية حماية الغابات في ظل القانون، ونوقش خلاله القوانين الزراعية، حيث كشف هذا المحور عن عدم وجود نص قانوني صريح لحماية الغابات، وكذلك غياب اللائحة الواضحة للقوانين الموجودة، وتم التطرق خلاله إلى وضع ألية تضم شتات القوانين في نص قانوني واضح يختص بجزئية الغطاء النباتي، وتجريم المتعدون عليه، وكذلك اتخاذ إجراءات واتباع أساليب تجعل من العامل البشري جزءا من حل المشكلة بدلا من كونه هو العامل الرئيسي في انقراض الغابات النادرة في ليبيا.
وعرض المحور الأخير دور الشرطة الزراعية وما تقوم به كونها جهاز الحماية الوحيد للغابات، وتطرق المحور إلى ما يواجه هذا الجهاز من عقبات وصعاب تجعل من مهمته في ممارسة واجبه ضربا من الخيال في غياب الدولة وانتشار السلاح لدرجة تصل بهم الي التضحية بأرواحهم في سبيل القيام بواجبهم، وخلصت الندوة في النهاية الي عدد من المقترحات والتوصيات التي من شأنها المساهمة في حل هذه المشكلة.
وما يذكر أن غابات الجبل الأخضر تمثل الغطاء النباتي الطبيعي لليبيا وتعتبر هي الرئة الطبيعية لها، لما تحتويه من أشجار ونباتات طبيعية مثل البطوم، والعرعر الفنيقي، والخروب، حيث يشكل العرعر الفنيقي ( الشعرة ) نسبة 70% من الغطاء النباتي للجبل الأخضر، لكن تدهور هذا الغطاء بسبب تجريفه وصناعة الفحم وبناء المخططات السكنية العشوائية والحرائق، لذا وجب دق ناقوس الخطر وانقاذ ما يمكن انقاذه من هذه الغابات.