شارك النائب بالمجلس الرئاسي، السيد موسى الكوني، في أعمال قمة الأمم المتحدة للمياه التي انعقدت في نيويورك، خلال اليومين الماضيين حول إدارة الموارد المائية، والحفاظ بشكل مشترك وملتزم على مخزون المياه الضروري للحياة المشتركة بين الإنسانية. وفي الكلمة التي ألقاها أمام الحضور حول المياه، شدد السيد النائب على أهمية هذه القمة لمعالجة إشكاليات المياه بالنسبة لليبيا، حيث تتجذر فيها الأزمة وفق طبيعة الجغرافيا والمناخ، حيث قال: أن أزمة المياه التي يعيشها العالم الآن هي أزمة دائمة لدينا نحن في ليبيا، ومنطقة الصحراء الكبرى، وذلك بحكم أن هذه المنطقة لا تعاني من نقص المياه، بل عدم وجود المياه مطلقاً، نظراً لعدم سقوط أمطار بها منذ مئات السنين، فنحن عانينا الأمرين بفعل الجفاف الكامل لهذه الصحاري الممتدة وما يعرف بالصحراء الكبرى، وليبيا كما تعلمون تقع في قلب الصحراء الكبرى، وتعاني فقر شديد في المياه مثلها مثل الدول التي تحدها شرقاً وغرباً وجنوباً. ونحن نتفهم أزمة المياه التي تعانيها بعض الدول، والدول التي كانت تسقط فيها الأمطار بكميات كبيرة والثلوج أو تلك التي تمر بها الأنهار، وصارت تقل فيها المياه، غير إن وضعنا يختلف تماما، لأنه لا مياه لدينا بالمطلق. وقال: نحن أكثركم عطشا في هذه القاعة، وحاولت ليبيا خلال فترة النظام السابق إيجاد الحلول لحفر الآبار في قلب الصحراء الفقيرة بالمياه لنقل المياه الجوفية إلى الشمال حيث الكثافة السكانية، وهذه الشبكة التي أمتدت آلاف الكيلو مترات لتسقي بها سكان الشمال لم تحل المشكلة بشكل جدرى. وانا شخصياً أرى أن النهر الصناعي يجب أن يضخ عكسياً، أي لأبد من تحلية مياه البحر حتى يضخ هذا النهر من الشمال إلى الجنوب ليروي عطش الصحراء، وفقرها بالمياه، وحتى نستطيع أن نبث فيها الحياة ويستطيع أن يستقر فيها السكان. وأضاف: "إن عدم الاهتمام بتحلية مياه البحر سيولد مشاكل في العالم بأسره، وأنا أستغرب أن ندفع المليارات للبحث عن المياه في المريخ، ونعجز على تحلية مياه البحار والمحيطات بتكلفة أقل وكميات إنتاجية أكثر، فليس أمامنا حل آخر سوى التوجه إلى إنشاء مراكز بحثية دولية لتحلية مياه البحار، والاستفادة من الطاقة المتجددة في هذه التحلية حتى نتمكن من أن نعيش على هذه الأرض بأمان". واستطرد السيد النائب:"نحن نخشى أن تقوم الحروب في المستقل على مصادر المياه نتيجة الزيادة السكانية في العالم، فالحلول الوقتية غير مجدية، وعلى المجتمع الدولي أن يفكر بشكل جماعي وحقيقي لحل المشكلة من جذورها"، موضحاً أن نقص المياه مشكلة، وعدم وجود المياه في المناطق الصحراوية في ليبيا والجزائر وجنوب تونس وموريتانيا وشمال مالي والنيجر، وتشاد، هي مأساة يومية،حيث تموت الناس عطشا بسبب نقص مياه الشرب". وطالب المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته حقا بتحليه مياه البحر التي تكلفتها مرتفعة، وفي ليبيا نقلت المياه من الجنوب إلى الشمال لتخفيف تكلفة تحلية المياه ولكن لو هذه الدول المتقدمة التي بمقدورها أن تفكر جديا في استغلال إمكانياتها بتخفيض هذه التكلفة التي ستساهم في حل مشاكل كبيرة ولا نلجأ في أن نفكر في مكان آخر يعيش فيه الإنسان خارج هذا الكوكب، و إن هذه الأرض تسعنا جميعا، التي ثلثيها مياه كافية لأن نشرب منها جميعا، نحن فقط بحاجة للاستفادة من التكنولوجيا، بإنشاء مراكز بحثية يسهم فيها الجميع لحل هذه المشكلة على المدى المتوسط على أقل تقدير. وأضاف في سياق كلمته في ليبيا لدينا بعض البحيرات كبحيرة الكفرة التي منها النهر الصناعي، والبحيرات الجوفية المشتركة مع بعض الدول، واقترح انشاء لجنة مشتركة لاستغلال المياه، التي ستنضب يوما لادارة هذا المخزون. في الأحواض المشتركة مثل حوض غدامس المشترك مع الجزائر وتونس، والذي يفترض التفكير في كيفية استغلاله بشكل جماعي مع تخفيض التكلفة ما أمكن لاستخراج المياه واستغلالها استغلالاً أمثل". وفي ختام كلمته تقدم السيد النائب بالشكر لكل من دولة طاجكستان، ومملكة هولندا لاهتمامهما بهذا الجانب الذي يهم كل فرد على هذا الكوكب للفت انتباه المجتمع الدولي بأننا نعيش أزمة كبيرة وتتفاقم، ويجب أن يكون هذا المؤتمر لحل مشكلة العطش أولا ونقض المياه ثانيا. في هذا الصدد قررت 150 دولة من المشاركين في القمة دعم تعيين ممثل خاص للأمم المتحدة لشؤون المياه. والذي سيمهد لالتزام هذه الاطراف بدعم الجهود الرامية في هذا الاتجاه. حيث اكد جوهانس كولمان مدير قسم المناخ والمياه بالأمم المتحدة انه من المتوقع توفير حوالي (750 مليار دولار) لضمان إمدادات المياه العالمية في المستقبل.