Nov 22, 2024 Last Updated 7:25 AM, Nov 21, 2024

المقدم جمال الحداد .. الإنسانية وحدها هي التي تدعمنا لاستمرارية عملنا في الإنقاذ البحري. مميز

المقدم جمال الحداد المقدم جمال الحداد الليبي اليوم/ خاص

حوار وتصوير/ ابتسام العقوري

في أول أيام عيد الأضحى المبارك تجمعت الناس في منطقة رأس المنقار تنظر بترقب وأمل لخروج الشابين أحمد وأبوبكر التباوي من البحر، ولكن الآمل بدأ يخبو، وأيقن الجميع أن هؤلاء الفتية ذهبوا ولن يعودوا، وبدأ الترقب مرة أخرى في محاولة العثور على الجثث، أو لعلها ستخرج للشط في ذات اليوم، ولكن مع التيارات وفترة النوة ظهرت الجثث ثالث أيام العيد إحداها في بحر الشابي، مقابل المحكمة، والأخرى في مصيف الجوهرة الواقع في ضواحي بنغازي، وبالإمكانيات المعدومة لقسم الإنقاذ البحري كان العاملون والمتطوعون يعملون بكل جد لمحاولة الإنقاذ وبعدها العثور على الجثث، التي تم نقلها فيما بعد في سيارات خاصة بالعاملين في القسم.

صحيفة الليبي اليوم حاولت معرفة أسباب ضعف الإمكانيات التي يعاني منها قسم مهم كهذا فالتقت برئيس قسم الإنقاذ البحري التابع لهيئة السلامة الوطنية فرع المنطقة الشرقية المقدم جمال الحداد الذي تحدث إلينا في مستهل الحوار حول المهام الرئيسة التي يقوم بها القسم قائلا: من اسمه فهو يُعنى بإنقاذ المصطافين والمتنزهين على الشواطئ في حالات الغرق، ويشرف القسم على المنطقة الممتدة من الزويتينة الى طبرق.

وعن كيفية التعامل مع الجثث التي يتم انتشالها بعد الغرق يقول: بالتأكيد هناك تعامل خاص مع هذه الجثث لذلك نحن نتلقى دورات تدريبية مع منظمة الهجرة غير شرعية، والهلال الأحمر، عن كيفية التعامل مع هذه الجثث، وأضاف عندما تكون هناك جثث لمهاجرين يتم التعامل فيها بيننا وبين منظمة الهجرة غير شرعية، أما إذا كانت الجثث محلية فيتم التعامل مع الهلال الأحمر من أجل انتشالها.

ويجيب حول سؤالنا له عن هل تقع التوعية بخطورة الشواطئ من ضمن اختصاص القسم قائلا: أود أن أضيف معلومة مهمة هنا أن عمل القسم يكون على مدار العام وليس في فصل الصيف فقط، فعلى الرغم من التسمية هي "الإنقاذ البحري"، ولكن نحن نعمل أيضا على حالات الإنقاذ في البحيرات والمياه الراكدة والآبار، وفي "الجايبات" والسيول، حتى خزانات الصرف الصحي نحن من يقوم من بالإنقاذ منها.

ويشير المقدم جمال بأن: الإنقاذ البحري يتفرع الى أبعد من ذلك فعلى سبيل المثال عندما تخرج جرافة الصيد فهو يشرف عليها من حيث الأمن والسلامة ونشترط تواجد كعكات النجاة، وسترات النجاة، ورجل انقاذ، وقمنا بعمل مراسلات ومكاتبات حول ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي.

ويضيف المقدم جمال أن: القسم لابد أن يتعاون مع خفر السواحل ولكن نسبة التعاون إلى الآن لا تتعدى 80% حيث يقوم معنا بانتشال الجثث، والتبليغ عنها وعمليات الإنقاذ.

ويلفت المقدم جمال بأن ساحل المنطقة الشرقية هو الأطول في ليبيا ولكن الطاقم الذي يعمل في القسم لا يكفي لتغطية تلك المنطقة الشاسعة، وهذا الطاقم قد تهالك فهو يعمل منذ 20 عاما، ويحتاج إلى تجديد وعناصر جديدة.

ويؤكد المقدم جمال بأن القسم يوجد عليه اقبال كبير ولديه 200 ملف من ملفات الشباب الذين يرغبون بشدة في العمل في هذا القسم، ولكن لا توجد فرصة لقبولهم ولا تريد الهيأة ذلك، والأسباب غير معروفة.

ويشير المقدم جمال بأنه: قد تبنى فكرة التطوع حتى يعوض النقص في الكوادر البشرية العاملة لديه، على طول الساحل الممتد من الزويتينة إلى طبرق، وأثبتوا جدارتهم ونجاحهم لأنهم متواجدين دائما على البحر، وهناك بعض المناطق مثل درنة وسوسة وطلميثة قمنا بإعطائهم دورات مكثفة حول الإنقاذ لآن البحر مفتوح، فكما نقول باللهجة العامية غريق لا يوجد به شط.

وعن الصعوبات والمعوقات التي تعترض عملهم يقول المقدم جمال: القسم لا يمتلك مقر ولا حتى أدوات كزوارق الإنقاذ أو بدل الغطس او حتى درجات البحر، فقد تم الاستيلاء على المقر الذي يقع بمنطقة جليانة وتم الاستحواذ على جميع الإمكانيات التي توجد به، فبدلا أن يكون القسم متواجد في البحر أصبح مكانه في مكتب صغير في مقر هيئة السلامة الوطنية، والقسم الآن يعمل بالإمكانيات الذاتية، وبمجهودات خاصة من إحدى المصايف الخاصة.

ويطالب المقدم جمال الجهات المختصة بتوفير الإمكانيات للقسم حتى يتسنى لهم العمل بشكل جيد وإنقاذ الأرواح في الوقت المناسب، بدلا أن نصل إلى مرحلة انتشالها كجثة، فللأسف حتى الإمكانيات التي لابد من توفرها لإكرام هذه الجثث مثلا سيارات الإسعاف لا توجد فنقوم بنقلها في سياراتنا الخاصة، وقمنا بإرسال طلباتنا واحتياجاتنا للجهات المختصة ولكن لم يتم توفير شيء، وحتى ولو لم نقم بالمراسلات فالأمر واضح فوسائل التواصل الاجتماعي قربت كل شيء وأصبحت تنشر أي شيء.

ويضيف: على الرغم من قلة الإمكانيات وانعدامها ولكن نعمل ولم نتوقف عن العمل لأنه عمل إنساني صرف، ولآن الشعور الذي يكون لدى الشخص الذي لديه غريق لدينا نحن أيضا ولا نستطيع تجاوزه أو التغاضي عنه، على الرغم من إعطائنا توجيهات وتحذيرات للمصطافين أو الشباب الذين يأتون للشواطئ بعدم السباحة في بعض الأيام من فصل الصيف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الشباب لا يستمعون لهذه التوجيهات.

وهذه نوة الأربعين و"البحر عالي" وحتى الرؤية في البحر أثناء الغطس غير واضحة ولكن حين أعطي الغطاسين التعليمات للبحث عن حالات الغرق، فهم يقومون بذلك.

ويشير المقدم جمال الى أن: المصايف المنتشرة على الشواطئ هي مصايف عشوائية وغير معتمدة لان الجهة التي تصدر ترخيص إقامتها لديها بند حول الإنقاذ البحري والرجوع إليه، بحيث يتواجد في كل مصيف قسم الإنقاذ البحري أو أشخاص مدربين تحت إشرافنا، لكن الآن تعمل دون وجود شامدورات وهي الكرات التي توضع لحد السباحة، والأعلام والأبراج، وجريدة توعوية للمصطافين، كلها لا يوجد بها هذه المواصفات وإنما هي مصدر لجباية المال فقط.

وأشار المقدم جمال في نهاية الحوار إلى المهمة الجديدة التي أوكلها لفريق الإنقاذ وهي تمشيط الشواطئ وقد جاء بنتيجة جيدة، من أجل العثور على الجثث حتى لا يفزع المواطن من رؤيتها عندما يكون مع عائلته، وتم خلال الفترة الماضية واثناء هذه العملية إيجاد جثتين إحداهن دون رأس، وكل ذلك المجهودات الذاتية ونتمنى أن يلتفت المسئولين الينا.

 

 

اشترك في نشرتنا الإخبارية

ليصلك كل جديد من أخبار ومقالات وأخر القضايا الساخنة ... ضع بريدك الإلكتروني هنا

أعلن معنا هنا

 

أعلن معنا في الليبي اليوم

 

  • المقر بنغازي / ليبيا شارع عبد المنعم رياض/ عمارة الإعلام/ الدور الأول الهيأة العامة للصحافة بنغازي
  • +218.92.758.8678
  • +218.91.285.5429

 

read more